معلم ومصارعة الثيران. قصة قصيرة - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

عبدالكريم القيشوري
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 4 - 2 - 2009
المشاركات: 45
معدل تقييم المستوى: 0
عبدالكريم القيشوري في البداية
عبدالكريم القيشوري غير متواجد حالياً
نشاط [ عبدالكريم القيشوري ]
قوة السمعة:0
قديم 06-02-2009, 18:09 المشاركة 1   
خبر معلم : والسوق الأسبوعي. قصة قصيرة

الســــوق الأسبــــوعــــي

يوم مطير،زخاته أنعشت ما تحت قشات جافة، أفئدة انتفضت نبضاتها معلنة تنفس صبح جديد، وتربة شقت عن صدرها أزرار صفحة لرسم أخاديد، إيذانا بالسماح لبلل بالمرور لإرواء عطش دام سنوات، علها تستعيد حياة مشرقة ماضية، وأذرع شمرت عن سواعدها ترقبا لإعطاء انطلاق عملية تويزة. ونساء تعالت زغاريدهن بمقدم ضيف عزيز اختار لنفسه النأي لسنوات، انتقاما من البشر والشجر والحجر..
يوم ليس كسائر الأيام، إنه يوم السوق الأسبوعي، يوم التجمع واللقاء، والتسوق والتبضع، يوم قضاء الحاجات والإحتياجات..يقصده سكان الدواوير زرافات وأفرادا، راكبين و راجلين، ترصدهم الأعين وهم منحدرون من مسارب بين التلال، وسائرون بين السهول والهضاب كمحاربين موزعين لإيهام عدو مرتقب بقلة عددهم..
إنه بالجملة يوم متفرد ومتميز وذو خصوصيات. فهم يعتبرونه يوم غير عاد، باعتباره يوم اقتناء الزاد، وبيع وشراء المواشي في المزاد. يوم الأعراس والأفراح..يوم تسجيل أطفال في سن التمدرس، يوم التلقيح ضد أمراض، يوم الحملات الانتخابية والإعلانات، يوم كتابة عقود القران وعقود..
معلم الدوار حار في أمره، بعد أن تدارك أن الوقت قد خانه لالتحاقه بالزمرة القاصدة السوق. والطقس الممطر، والجو المكفهر ساهما في إشاعة الدجى وتمطيطه..وانعدام ضجيج التلاميذ المتعود عليه وصخبهم كل صباح باعتباره يوم آخر الأسبوع..كل ذلك جعله يخلف الموعد في اقتناص من يرافقه إلى السوق من أهل الدوار. ضرب أخماسا في أسداس، وأطلق العنان لبصره للقيام بمسح المنطقة لرصد شيء ما يدب، للأسف. لم تلتقط آلتاه البصرية شيئا يذكر، عدا سماعه لزخات مطرية ممزوجة بهدير محرك ينبعث من بعيد، نتج عنه سمفونية إيقاعية تنم عن لحن جميل لأغنية مرتقبة. أصاخ السمع من جديد، وعلت محياه بسمة انفراج تطبعها نفحة فرح، علــه استشعر إقبال من سينقله إلى الســوق.
الأمطار تعزف إيقاعا صامتا بفعل انفتاح التربة لأحضانها، منتشية بالرواء. وحفيف ريح باردة تنفثها جهة الشرق تجعل كل ما يدب يتقوقع على نفسه منشدا الدفء ، وصوت محرك يرتفع هديره ينبي بمقدم آلة ميكانيكية تحصد الأميال...
ما أجمل وجودك بمنطقة عذراء تختبر فيها حواسك، لتعيد ترتيب أوراق انتمائك للإنسانية، وتعيد قراءة فلسفــة الوجود التي أسالت مداد أقلام كبار المفكرين والفلاسفة، القدماء والمحدثين، العرب منهم والعجم..هي فعلا لحظة للتأمل.
تأمل الذات ،تأمل الوجود ، تأمل الكــون..فمقولة الفيلسوف الفرنسي ديكارت: < أنا أفكر إذن أنا موجود> أكيد أصدرها في وضعية مشابهة لوضعيتي، حيث الإحساس بقيمة الشيء، والبحث عن مكامنه. وبالتالي الوجود في وضعية- مشكلة تخول طرح أسئلة، والأسئلة تتطلب أجوبة ، وفي دينامية طرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة، يكمن الإحساس بالوجود والتواجد..وأنا مسترسل في فلسفة التفلسف، توقفت شاحنة بمجرد ملمحي بمحاذاة كدية، بعدما لوحت لها من بعيد. هرولت اتجاهها وزخات المطر تتوالى في السقوط. توجهت صوب نافذة السائق، باغتني بالتحية قائلا: السلام عليكم آلفقيه. غادي لســوق أولا ؟.
رددت عليه التحية بأحسن منها، وأجبته بنعم، لاح جهة يمينه بنظرة حيث كانت تجلس امرأتان، معبرا بصمت عن موقف حرج. فككت حرجه قبل أن يرتد له طرفه قائلا : سأصعد ظهر الشاحنة إن كان ممكنا؟. انفكت سريرته بابتسامة ثعلبية قائلا : < آلفقيه راه لفوك كاين ثور غادي نبيعو فالسوق ؟>.أجبته لا يهم سأرافق الثور إن قبلت ؟. ضحك وقال : توكل عالله آلفقيه.
صعدت ظهر الشاحنة..وكلي أمل في الوصول إلى السوق، والتواجد فيه لأتسوق الزاد، وأتسوق الأخبار، وألتقي الرفاق والزملاء والأصدقاء..الثور استفزه وجودي، اقتحمت عليه خلوته، رفع رأسه متطلعا إلى هذه الخلقة الغريبة التي تختلف عنه. استنشق واستنثر ، خفض رأسه. إذاك استرجعت شريط محاربة الثيران الذي تعرفه حلبات الإسبان، وذلك عندما يخفض الثور رأسه إيذانا بالقرنين للإنطلاق والإنغراز في بطن من البطون. استبقت الهجوم بهجوم، فأمسكت بقرنيه. زلت قدمي في روثـــه. ضحك وقهقه وشخــر. لم أعره اهتماما، بل ازددت تمسكا بقرنيه تجنبا للغدر. بعدها انتصبت قائما ، وأنا في حوار معه بالعينين، ازدادت وتيرة التساقطات المطرية، مما جعل الشاحنة تمارس عملية رسم الثمانية بعجلاتها في الطين، مما صعب مأمورية الســائق. وأنا والثور نرقص رقصة الباليــه، نتزحلــق يمنة ويســرة بفعل امتزاج الروث بالماء، عند كل منعرج، وعند كل دارة..وتمسكي بقرني الثورأنســاني كل معيقات الرحلة.
كم قضينا من وقت طويل للوصول إلى الســوق ؟ معظمه تبدد في الخروج من الدوار إلى الطريق المعبدة. ولما وصلنا إلى السوق وجدناه قد انفض...!mt2









آخر مواضيعي

0 قصة قصيرة جدا: صـــلاة..
0 اليوم الثامن
0 رؤية تصحيحية لمنظومة التعليم
0 الوليـــــــــــــــــمة : قصة قصيرة
0 تعليمـــنا في الميــــزان
0 مجلة المجلس الأعلى للتعليم
0 قصة قصيرة: راوية القصص
0 وجهة نظـــر حول ما استجد في الحقل التربوي
0 قصة قصيرة: ذات صباح !
0 5 قصص قصيرة جدا..


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالكريم القيشوري ; 21-02-2009 الساعة 10:03 سبب آخر: بعض أخطاء نتيجة الرقن

أبو حسام الهواري
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية أبو حسام الهواري

تاريخ التسجيل: 24 - 12 - 2007
المشاركات: 1,098

أبو حسام الهواري غير متواجد حالياً

نشاط [ أبو حسام الهواري ]
معدل تقييم المستوى: 311
افتراضي
قديم 10-02-2009, 14:54 المشاركة 2   

قصة جميلة أخي تحكي عن معانات رجال التعليم .... لغة فصيحة و أسلوب شاعري
أخي لقد صارعنا كل شيء في الجبل
بدءا بالثيران ... انتهاء بالخنازير
العقارب ... العناكب ... الثعالب
أهدي لك أخي هذه الصورة المعبرة عن حال المعلم في العالم القروي/الجبلي
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ




tijani
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية tijani

تاريخ التسجيل: 27 - 3 - 2008
المشاركات: 1,512

tijani غير متواجد حالياً

نشاط [ tijani ]
معدل تقييم المستوى: 352
افتراضي
قديم 11-02-2009, 18:23 المشاركة 3   

الاستاذ عبد الكرم القيشوري
قصة جيدة ومشوقة ..أسلوب أدبي رفيع المستوى وتعبير فني أخاذ
نص ذكرني بحالات من هذه المآسي مرت منها .كم مرة أردفني أحد القرويين خلفه على دابته ؟ كم مرة امتطيت الشاحنة جنبا الى جنب مع بعض الدواب ؟
قصتك هذه تستحق النقل الى دفتر" من قصص المتعلمين "
لكن بعد تصحيح ما يجب تصحيحه بناء على هذه الملاحظات البسيطة :

أساخ السمع / لعل الصواب أصاخ.
إذذاك/ إذاك ، يكفي الادغام
للإنطلاق والإنغراز/ يجب حذف همزة القطه هنا.
مما جعل الشاحنة تمارس عملية رسم الثمانية بعجلاتها في الطين، مما صعب مأمورية الســائق / أليس من الافضل كتابة هكذا
عند كل منعرج، وعند كل دارة / ارى حذف الجملة الاخيرة لانها تتضمن الجملة الاولى .
وجدناه قد انفض..؟ / يجب وضع علامة تعجب .

بالتوفيق
تحياتي


الزبير
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية الزبير

تاريخ التسجيل: 11 - 12 - 2007
المشاركات: 3,552

الزبير غير متواجد حالياً

نشاط [ الزبير ]
معدل تقييم المستوى: 557
افتراضي
قديم 12-02-2009, 16:14 المشاركة 4   

شكرا لك اخي على المساهمة
كلنا مر من تجربة الشاحنة "البيكوب"مع المواشي وأنت فرح للركوب باغي الفكاك مع الفرعية
أسلوب سهل سلس

اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا

عبدالكريم القيشوري
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 4 - 2 - 2009
المشاركات: 45

عبدالكريم القيشوري غير متواجد حالياً

نشاط [ عبدالكريم القيشوري ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 21-02-2009, 10:12 المشاركة 5   

الاستاذ عبد الكرم القيشوري
قصة جيدة ومشوقة ..أسلوب أدبي رفيع المستوى وتعبير فني أخاذ
نص ذكرني بحالات من هذه المآسي مرت منها .كم مرة أردفني أحد القرويين خلفه على دابته ؟ كم مرة امتطيت الشاحنة جنبا الى جنب مع بعض الدواب ؟
قصتك هذه تستحق النقل الى دفتر" من قصص المتعلمين "
لكن بعد تصحيح ما يجب تصحيحه بناء على هذه الملاحظات البسيطة :

أساخ السمع / لعل الصواب أصاخ.
إذذاك/ إذاك ، يكفي الادغام
للإنطلاق والإنغراز/ يجب حذف همزة القطه هنا.
مما جعل الشاحنة تمارس عملية رسم الثمانية بعجلاتها في الطين، مما صعب مأمورية الســائق / أليس من الافضل كتابة هكذا
عند كل منعرج، وعند كل دارة / ارى حذف الجملة الاخيرة لانها تتضمن الجملة الاولى .
وجدناه قد انفض..؟ / يجب وضع علامة تعجب .

بالتوفيق
تحياتي
شكرا للأخ تجاني على متابعتك لكل ما يصب من إبداعات أدبية بالدفتر الخاص بالروايات والقصص و.. وشكرا على الملاحظات التي تبديها والمتعلقة بالشكل.. والتي قد تبدو لمجرد عدم التمكن من تقنية الرقن، وبخاصة وضع علامات الترقيم، وعلامات الاستفهام..
فالشكر الوافي للمتابعة عن كتب.. تحياتي.( لقد تم تصحيح ما أشرت إليه في السوق..)

لكل شيء إذا ما تم نقصــان
فلا يغر بطيب العيش إنســان
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معلم, الثيران, ومصارعة, قصة, قصيرة

« قصة قصيرة: ذات صباح ! | ليلة من ليالي معلمة في جبال مراكش الحوز »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة قصيرة عبد السميع بنصابر القصص والروايات 0 22-03-2009 08:28
5 قصص قصيرة جدا.. عبدالكريم القيشوري القصص والروايات 7 22-02-2009 16:04
أسألك الدعاء أخي معلم معلم في هذه الأوقات المباركة معلم معلم الأرشيف 3 28-09-2008 13:26
قصة قصيرة talibi القصص والروايات 6 29-03-2008 15:59


الساعة الآن 13:08


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة