لطيفة تصدر مقرر وزاري جديد لتعليمستان!
واعلموا حفظك الله أني كتبت مقررا وزاريا جديدا لتعليمستان، أعلن فيه أني أتحدى نقابات الناقبين، وجمعية المديرين، وأشرك فيهم برب العالمين، وأجحف فيه حق كل مدير مقهور مسكين، وأني تمنيت الوزارة زمانا طويلا فلم يتم لي ذلك بعون الله فلجأت إلى السحرة والمرتزقة والدجالين، وقد تأتى لي المراد وتيسر المنال فتوزرت على المديرين و الاساتذة و المفتشين تعدادهم عشرات الملايين بجرة عود وضربة بندير. اقرأ باسم المدير الذي ظلمت و قهرت، وباسم مطالبهم التي صادرت، وباسم الأمل الذي خيبت، وإنه لعهد جديد، موؤود فيه كل حوار جديد، القهقرة فيه لكل مناضل مشاغب وعنيد، لاحقوق فيه للمدير، فليحتج المحتجون وليتظاهر المتظاهرون أنى ومهما وكيفما وحيثما شاؤوا وودوا وبكل أدوات التوكيد، فلن أشكر سعيهم إلا بالحوارات الفارغة، ولن أقدر جهدهم إلا بالمماطلة والتسويف، وإليكم مواد مقرري الوزاري الخمسة من أولها إلى آخرها، وخمسة أصابع في عينيْ كل حسود حقود.
_المادة: وزارة التعليمستان، وزيرتها انا ولاأحد غيري ،ولااحد من بعدي، الموظفون فيها ضيوفي، من أحبني منهم حل أهلا ووطئ سهلا، وأكل خبزا وغمس مرقا، ومن جادلني فيها فإن له تقاعدا سبغا و معيشة ضنكا ، أحشره في السلالم الدنيويةعدلا، ولولا الآخرة لقلت إني ربكم الأعلى.
_المادة: جميع المديرين متساوون أمام القانون إلا من رحمت بدرجة أو شملت بمصلحة او اطار، أما أبنائي من وُلد منهم ومن لازال في الأرحام والنُّطف ينتظر الفرج وسائر عائلتي وووالفاسيين واولاد الميسورين وكل من انتسب إلى قبيلة أم الفواحش فهم مني وأنا منهم، مقدسون في الاكاديميات منزهون في النيابات همُ، لاتجوز إهانتهم ولو برسم كاريكاتير أو حتى مقال على الفايسبوك، ولي في المحاكم وكيل يحمي شخصي، ولي فيها قضاة استئصال الأقلام والإعلام، "والله يعميها لشي مديرين".
_المادة: لوزارة التعليمستان مديرو اكاديميات ونواب نيابات، ولي أنا حق إقامتهم مابقي الليل والنهار أو إقالتهم في طرفة عين، موظفوهم من المهرجين وشاربي الشاي والمخمورين و"الحلايقية" أو الحكواتيين بلغة وزارة الداخليستان المجاورة، وفي حال تخلي أحدهم عن أعماله الترفيهية والنهبية وتطلعه للنزاهة وللجدية فيُتهم بانه زاغ عن تطبيق مذكرة وزارية و اخل بالمسؤولية وعطل البرامج الاستعجالية, مصيره ا لدوس بالأقدام و الرجوع الى الاقسام. كما للمديرين الحق الكامل في تكوين الجمعيات والأساتدة الانخراط في النقابات شريطة عدم الاحتجاج والظهوروالمطالبة بالزيادة في الاجور.
_المادة: وزير التعليمستان يرأس اجتماعا في خاصرة كل شهر،حيت يأتي النواب لأجبذ آذانهم وأقرص أردافهم وأقص شواربهم حتى يتعلمون درسا في نهج الديموقراطية، وهم على ذلك النحو من الأذى حتى يستقيلون أو أقيلهم، وما أنا بظلامة للرقيق، واربط حمارك مع الحمير حتى يتعلم الشهيق والنهيق والخروج عن الطريق.
_المادة: حين أصدر قانونا، فإن لوزارتي ستة أيام للموافقة عليه أو الموافقة عليه. في وزارة التعليمستان، لا جدل ولاجدال، كل أشهر السنة فيها حُرُم، الاضراب فيها فسوق، والوقفات فيها عقوق،فيها نفد بدون تدقيق ولا تعليق, المدير يحمل وينقل بدون ان يسأل, وإذا رخُصَ الشعير غلت الحمير.
_المادة: يمنحني القانون الحق في تعيين النواب إلى الاقاليم البُعاد او القراب حسب المال والاعمال، وأختار مديرين في الاكاديميات، وقياس التعيين والاختيارعندي عِظم البطنة وندرة الفطنة، لأن الدبلوماسية الصحيحة تقوم على الراحة والغباء، فنتجنب الاضراب والوقفات ، نماطل الحوارات ,ونوقع المعاهدات ونبصم على الاتفاقيات، ونبيع ونشتري في النقابيين والمصلحيين،ولْيَمت الموظف والاستاذ والمدير فقرا فما الدنيا إلا لعب ولهو وفناء، وليتعبدوا في المساجد، ولهم في الصلاة قنوت، ولهم فيها عن الحياة استغناء، وقد يختبئ الحمار وأذناه بارزتان.
_المادة: أنا الوزيرة لطيفة، اسمي يصان ولايهان، وزارتي لاتُرجم، وقراري لايَرحم، حرمتي لاتُنتهك، أنا أكبر والاستاذ والمدير أصغر،إن سببتم نوابكم غضضت عنكم أعيني، وإن سببتموني أفقأتُ أعينكم وقاضيتكم في المحاكم، ومن أراد دفع البلاء فليتوضأ للصلاة.
اعلموا أسعدك الله لا أشقاكم، أن هذا مقرر وزاري مقدس، وهنا منتهاه، إنما هو وحي يوحى إليّ، من آمن به أمِن الخبز والبقاء، ومن صدق به ضمن المرق والهناء، ومن كفر به فله اقتطاع من الاجرة وعقوبة تلفيقية في المجالس التاديبية بالاكاديمية. ورحم الله من زار وأخفَّ، وصدقت أنا الوزيرة.