بشارة البشارات نهلة
في دهاليز المحن وتسارع الزمن الرتيب ++++ وبين ثنايا المآسي والهم الرهيب
وبين التجاعيد الزاحفة في الوجه الكئيب ++++ وثقل الوجود واشتعال المشيب
وآمال عراض تبخرت في حر اللهيب ++++ وأشواق كن آمالا بالأمس القريب
من بين كل ذا انبجس الفجر العجيب ++++ وتفتقت أزهار بروعة الورد الخصيب
أشرقت نهلة بجسم ناعم يفوح بالطيب ++++ وبفم مطيب وشعر مسبسب رطيب
فيا لها من وداعة وروعة وسحرمهيب ++++ ويالك من جمال فتان يفتن اللبيب
صراخها كالمواء عند اشتداد النحيب ++++ يزداد لدى السامع منا حبا وتحبيب
تهدهدها أمها بنغمات وألحان طروب ++++ رغم سهاد الجفن والعرق المصبوب
تسكتها الأم فتأبى وتناغيها بالترغيب ++++ بدر الحليب فيسيل من فيها مسكوب
يضمها أبوها بحنان يسمع منه الوجيب ++++ فالأبوة لا يحسها إلا ذو لب أريب
أبوها قطع مسافات نشوان جيئة وذهوب ++++ آملا في انبثاق فجر المولود القريب
رحبنا بها أثناء الولادة أجمل ترحيب ++++ والأفراح غمرتنا واهتزت منا القلوب
أبوها وأمها سكرا بنبيذ الفرح الطريب ++++ وتغنيا بلحن الوجود الفريد الغريب
شربا كأسا معتقة من صفو الحليب ++++ ونهلا من منهل الحياة ومائها العذوب
انزاح المخاض وتداعى الألم الجذيب ++++ تتالت فيها زيارات أمها مرات للطبيب
فحباهما رب الكون الواسع الرحيب ++++ بنهلة ذات القد والخد المحمر المحبوب
جدتاها تغنتا بجمالها الفاتن الموهوب ++++ وأثنتا على الرب المنان الواهب الحسيب
أخوالها طربوا بمقدمها أجمل تطريب ++++ وجدها الجذلان حمد الرب الجليل الرقيب
أهلها بالسمارة هللوا باسم الإله الرقيب ++++ وزغردوا فصمت الشوارع والدروب
رعاك الله يانهلة وطاب مقامك المحبوب++++ فلقد أنرت دياجير الظلام وأفرجت الكروب
ميلادك فرحة ومنة من علام الغيوب ++++ أشرقت بك الأنوار من الغسق حتى الغروب