غالبا ما كنت أخلو بنفسي شرقا نحو الوادي،ومن اصدقائي الأوفياء:الكتاب-المذياع واليراع.صادقوني فصادقتهم بإخلاص.
أمشي على جنبات القنوات،الماء ينساب زلالا ولخريره وقع يحرك الوجدان.مكاني المعهود يستقبلني بالأحضان .هناك تحت الجرف الصخري،أفترش الرمل الأزرق وبعض الصحف والمجلات القديمة التي غالبا ما كنت الجأ اليها للنبش عن المعلومة .أطلق العنان لناظري ...
هناك في منعرج الوادي بحيرة طبيعية تعجّ بالأطفال..ينطّون من اعلى الجرف ويتفننون في طريقة القفز...وانا في برجي من الجهة المقابلة من المتفرجين...
وهناك على الجهة الأخرى شاحنات وعمال الرمال.يمكن أن نقول :نهب خيرات البلاد والعباد....وعندما تملّ العين من ملاحقة ما يجري على الأرض تنتقل الى عالم الخيال والانغماس في بحر روائع الأدب العالمي... اليوم لذي موعد مع الابداع الروسي والأخوة كارامازوف........
وقر صوت مزعج أخرجني من عالمي ...صراخ ..حركة غير عادية على ضفتي الوادي..انها غضبة الوادي المتكررة والموحشة....وتبدأ سمفونية الهدير..رحيل قصري للأحجار والرمال والأشجار على ظهر الماء الأحمر.
بقلم :أحمد خوية