هذه ليست الا حالة من ضمن حالات كثيرة ...
في السنتين الماضيتين و قعت حالات مشابهة ، و تم التدخل السلمي التربوي كما اقترح أحد الاخوة و كانت النتيجة كما يأتي :
الحالة الأولى:
كانت حالة تناول مخدرات و نشوب نزاع بين تلميذين على سيجارة محشوة ، و كانت النتيجة عقد مجلس تأديبي و تأنيبي لهما انتهى بتهديد ووعيد للأساتذة ..
تطورت الأمور و لم يجد المجتمعون بعد ذلك سوى اصادر انتقال تأديبي ...
الحالة الثانية :
تلميذ معتاد على التدخين والمخدرات ، أخرج سكينا داخل فصل ثانوي تأهيلي ، هدد استاذ الفلسلفة ان تابع الدرس و امره بالتوقف ، و فعلا اوقف الحصة و جلس في مكتبه ساكتا ...
حتى انتهت الحصة ..
تم تبليغ الأمر من طرف التلاميذ الى الحارس ثم الى المدير و لم يفعلوا شيئا ...لأن الشخص المعني بالأمر ابن شخصية مرموقة قدمت الحلاوة في اول الموسم للادارة من ولائم و ما شابه تحسبا لأمر مثل هذا...و تابع التلميذ المعني بعد ذلك حياته الدراسية بشكل عادي و ظلت حكايته اشبه بالمغامرة يتناقلها التلاميذ بينهم ..
الحالة الثالثة :
تلميذ في مستوى السنة الثالثة اعدادي ، هدد الاستاذ بعد ان أخذ بعنقه (و ضربها ليه بشنقة) بأنه سيفعل له كذا و كذا ..و احوال هذا التلميذ غير مستقرة من حيث تعاطي المعلوم ...
تدخل المدير الحكيم و طلب من الاستاذ ان لا يدفع بالمجلس التأديبي الى اتخاذ اجراء صارم لأنه يتيم و انه سيضيع و يحرم...و تم العفو عنه بدون أدنى تأنيب...لكن بعد عام ، و قعت حادثة مثيرة ، بتعبير الشاعر احمد مطر ، في نازلة مشابهة انقض التلميذ على استاذ آخر و ارسل الى فكه لكمة كادت تطيح باسنانه ...
كتب الاستاذ التقرير و هدد ووعد ..و تدخل المدير بالدعوى السابقة و قدم مبررات (بيداغوجية) مفسرا غضب التلميذ بكونه راجع الى حالته النفسية التي تعاني من الحرمان بسبب اليتم..
......
و حالات اخرى...
ان من يقترح المقاربة الأمنية وحدها لحل مشاكل من هذا النوع مخطئ ...فلعلها تكون آخر حل مثل الكي للدواء ...
لكن نصيحتي لمن يعمل في مؤسسة اعدادية او ثانوية تعيش مثل هذا الوضع ، أن يتعلم فنون الحرب دفاعا عن النفس ، فان لم تنفع المقاربة التربوية ، و لا المقاربة الدفاعية حينها ننادي على رجال الأمن ، لأن مكان مثل هؤلاء ينبغي ان يكون اصلاحية من النوع الذي نسمع عنه في بلاد الغرب و لا وجود له في بلادنا....