اشكر كل الإخوة الذين ساهموا في إغناء هذا الحوار الجاد والحساس في آن واحد.
وهذا الحوار الهادئ إنما يعبر عن درجة الوعي الذي أخذ يتحلى به رجل التعليم. وأشكر بالخصوص الأخ مصطفى في موضوعه " الاضرابات و النقابات " تضخم " الخطاب الحقوقي على حساب الواجب المهني " الذي كان له السبق في طرح هذا الموضوع، وأقول له أن ما جاء في كلمتك يا أخي فيه كثير من الحقيقة. أما بعض الذي يردون عنه ويعتبرون خطابه مخزنيا فهذا طبعهم لأنهم لا يحسنون شيئا سوى النقد والنقد الجارح. ولا يستطيعون من ممارسة النقد الداتي.. وفي الحقيقة أن مقال الأخ مصطفى لم يعمل سوى على رصد أصناف من رجال التعليم وهم موجودون في واقعنا ولا نستطيع أن ننكره... صنف احترف العمل النقابي واحترف التبرير واحترف الكلام من جل الوصول إلى هدفه بأي شكل وبأي طريقة شعاره "الغاية تبرر الوسيلة" وهؤلاء تجدهم يوما يتمركسون ويوما آخر يتمسلمون وهم الذين قال عنهم الشيخ إمام قصيدته الرائعة:
حلاويلا
حلاويلا يا حلاويلا .. يا خسارة يا حول الله
ده الثوري النوري الكلمنجي .. هلاب الدين الشفطنجي
قاعد في الصف الاكلنجي ... شكلاطة و كاراميلا ..
يتمركس بعض الايام ... يتمسلم بعض الايام
و يصاحب كل الحكام .. و بسطعشر ملة ..
حلاويلا يا حلاويلا .. يا خسارة يا حول الله
يا حلاولو لو شفتو زمان .. مهموم بقضايا الانسان
بيتكتك لتقول بركان .. و لا بوتجاز و لا حلة ..
حلاويلا يا حلاويلا .. يا خسارة يا حول الله
اش حالك يا قريب اليوم .. اش جاب التفاح للدوم
و اش جاب الغرفة ببدروم ... للعربية و فيلا
حلاويلا يا حلاويلا .. يا خسارة يا حول الله
جرانين و منابر و ادارة .. و معلق طلبة و زمارة
يعطل أهو بيسلك يابا .. و يجيبوا المنافيلا
حلاويلا يا حلاويلا .. يا خسارة يا حول الله
دا ترستق هلاب الدين .. بقى عاقل جداً و رزين
و يعن عند المجانين .. إن عشنا و متنا بعلة
حلاويلا يا حلاويلا .. يا خسارة يا حول الله
وبالمقابل هناك أناس مخلصون جادون يهمهم القيام بالواجب فبل طلب الحقوق، وهم الذين وصفهم سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب الآية 33 فقال عنهم: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ * فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ * وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } .
أنا أتفق مع الإخوة حين يعتبرون أن العمل النقابي ضروري ، ويجب على جميع رجال التعليم الانخراط فيه ، والعمل من داخل التنظيمات النقابية على تطهيرها وإصلاحها والرقي بها حتى تؤدي وظيفتها وتكون عند حسن ظن منخرطيها ، أما انتقادها من الخارج فكمن يغرد خارج السرب تغريدا نشازا. وهذا هو الصواب.
وللإشارة يجب أن نعرف أن التعليم هو مهنة الرسل والأنبياء. وقد سقطت قيمة هذا العمل حين أصبح يقيس عمله بمقابل مادي فأصبح السائد والغالب هو قولهم "احنا كا نعملو على قد فلوسهم" أي نعمل على قدر أجرهم. فإذا كان الآخر هو اذي يهضم حقوقك، فما ذنب التلاميذ حتى نسقط عليهم كل متاعبنا؟