جاء في تقرير أعمال اليوم الدراسي الأول الخاص بالتعليم الابتدائي الأصيل أن خصوصية هذا التعليم تتجلى، تبعا لمفهومه وأهدافه ، في التركيز على كل ما يحقق "الأصالة" ويرسخها لتبنى عليها "المعاصرة"الراشدة عبر تأسيس التعلم فيه على حفظ القرآن الكريم كله واعتماد اللغة العربية لغة للتدريس لجميع المواد فيه وتدريس العلوم الشرعية كلها من تفسير وقراءات وحديث وفقه وأصول وفرائض وتوقيت وسيرة...وجعل المواد والمناهج والكتب المقررة والأطر العاملة به أو المدرسة فيه والنظام التربوي به منسجما مع طبيعة خصوصيته وجعله كذلك منفتحا على العالم الإسلامي فكرا وتاريخا وجغرافية ولغات. أما على مستوى الاختيارات والتوجهات في مد الجسور مع التعليم العام فاعْتُبر الأصل في التعليم الأصيل أعم من التعليم العام، حيث إن كل ما في التعليم العام موجود في التعليم الأصيل وليس العكس وإنما يختلفان في التركيز على المميز "الأصالة والمعاصرة". إن هذه الجسور تظل ممدودة في كل المراحل وكل السنوات لاشتراكهما في الهيكلة العامة من الابتدائي بأوله وأساسيه إلى الثانوي بإعداديه وتأهيليه إلى العالي بما يشتمل عليه، ثم نظام الشهادات واعتبار صلاحيتها من الابتدائي حتى الدكتوراه وكذا المواد العلمية واللغات الأجنبية والعلوم الإنسانية في جميع المستويات مع نظام التدريس والإشراف والتقويم والتوجيه والتسيير واعتماد الوسائل الحديثة في التربية والتكوين والانفتاح على المحيط. وفي كلمته، أشار والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد إلى الجانب الوطني لهذا التعليم في المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي "وإن كنا الآن بصدد تلمس الطرائق الأنجع وتعميق تصوراتنا للنهوض بالتعليم الأصيل انطلاقا من مستوياته الابتدائية،فإننا نستحضر باعتزاز ذلك الدور الريادي الذي كان مناط هذا النوع من التعليم في احتضان وتقوية شوكة المقاومة الوطنية ضد الاستعمار،وفي تكوين أجيال من المغاربة المفعمين بالروح الوطنية والغيرة على مقدسـات البلاد وثوابتها. وحسب الإحصائيات الرسمية للموسم الدراسية 2004/2005، بلغ مجموع المؤسسات العمومية الخاصة بالتعليم الابتدائي الأصيل 20 مؤسسة عبر جميع أنحاء التراب الوطني فيما بلغ عدد الأقسام الابتدائية 89 مستوى (30 بالنسبة للأولى ابتدائي و26 للثانية و33 للثالثة) ـل 2442 تلميذا موزعين على الأولى بـ743 تلميذا ثم الثانية بـ731 تلميذا و968 تلمـيذا بالنسبة للسنة الثالثة. صدرت مذكرة موجهة من وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والنائبات والنواب الإقليميين بتاريخ 14 رجب 1426 الموافق ليوم 19 غشت 2005 تحت رقم 92 في شأن توسيع شبكة مؤسسات التعليم الابتدائي الأصيل بهدف "الارتقاء بالتعليم الأصيل وفق ما جاء في شأنه من اختيارات وتوجهات في الميثاق الوطني لتربية والتكوين. واعتبر رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة مصطفى بنحمزة هذه المبادرة لحظة عادلة في تاريخ المغرب بإعادة الاعتبار للتعليم الأصيل، وذكر بتاريخ التعليم العتيق بالمغرب ومدى التزامه بالفقه المالكي، كما أشار إلى أن هذا النوع من التعليم لم ينتج يوما غلاة أو متطرفين، واعتبر أن هؤلاء لهم مرجعيات ومشارب أخرى لا ينهل منها من تربى في أحصان التعليم الأصيل. كما أشار إلى كون إحياء التعليم الأصيل حاجة وطنية من أجل الوقاية من التشويه والتحريف. وتطبيقا للمذكرة الوزارية تقرر إحداث 46 مؤسسة للتعليم الابتدائي الأصيل وتم تسجيل 8640 تلميذا بـ288 قسما بالموسم الدراسي 2005/2006 فيما يتوقع تسجيل بالموسم الدراسي 2006/2007 حوالي 15840 تلميذا (8640 بالأولى و7200 بالثانية) بـ528 قسما (288 للأولى و240 بالثانية) أما بالنسبة للموسم الدراسي 2007/2008 وحسب الخريطة الاستشرافية سيتم تسجيل 21780 تلميذا(8640 بالأولى و7380 بالثانية و5760 بالثالثة) بـ720 قسما (288 بالأولى و240 بالثانية و192 للثالثة). وحسب معطيات الخريطة الاستشرافية لتطوير التعليم الابتدائي الأصيل ابتداء من شتنبر 2005 إلى غاية سنة 2008، ستتصدر جهة طنجة تطوان لائحة الأكاديميات بمجموع5400 تلميذ مسجلين بالتعليم الابتدائي الأصيل تليها الأكاديميتان الجهويتان "سوس ماسة درعة" و"مراكش تانسيفت الحوز" بـ2700 مسجل لكل واحدة منهما ثم الأكاديميتان الجهويتان "فاس بولمان" و"الحسيمة تازة تاونات" بـ1800 تلميذا مسجلا لكل واحدة منهما فأكاديميات "كلميم سمارة" و "الغرب الشراردة بني حسن" و"دكالة عبدة" و"الجهة الشرقية" و"مكناس تافيلالت" بـ900 مسجل لكل واحدة منهن ثم جهات "العيون بوجدور الساقية الحمراء" و "الشاوية ورديغة" و"وادي الذهب أوسود" و"تادلة أزيلال" و"الدار البيضاء الكبرى" و"الرباط سلا زمور زعير" بـ480 تلميذا مسجلين في التعليم الأصيل. وأكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية على أنه إنْ كان تقدم ورقي بلدنا يقاس بمدى نجاح نظامه التعليمي،فإن نجاح هذا النظام يقاس بدوره بمدى قدرته على تكوين المتعلم بالمواصفات المشار إليها، ومدى تلاؤمه مع معادلات التنمية المجتمعية الشاملة، ومدى قدرته على تمكين المتعلم من الكفايات التي تؤهله لاكتساب مهارات تسمح له بتطوير ملكاته العقلية والحسية والحركية، بما يتيح له الاختيارَ السليم ، والتمنيع الروحي، والتمكن من امتلاك المعارف والعلوم والتكنولوجيات الحديثة التي تشكل بطاقة انتماء للحاضر و جواز مرور نحو المستقبل. وتمكينه من إمكانية تقويم تصوراته، وإعادة النظر في الأحكام الجاهزة والتشوهات الشائعة في محيطه، والارتقاء بمداركه لتحديد اختياراته وإعداد حاجاته واتخاذ قرارات ترتبط في البدْء بمستقبله الشخصي، لترتبط على المَديَيْن المتوسط و البعيد بأسرته ووطنه وسقفه الإنساني.
وجدة: عبد القادر كترة
الاحداث المغربية