قام أحدهم بزيارة صديقه الغني الذي لم يره منذ مدة طويلة، منذ كانا بالمدرسة الإبتدائية.
دخل حديقة منزله متعجبا مما يرى؛ كانت صورة زميله في الدراسة لا تفارقه، صورة التلميذ الذي كان النحس ملازما له، و الفشل عنوان حياته الدراسية. هذا التحول من فتى فاشل إلى رجل غني كان محط تساؤلاته، و سبب تعجبه...
و داخل المنزل، استقبل الغني رفيق أمسه بحفاوة بالغة و ترحيب كبير و كرم كثير، ثم أخذه في نزهة إلى معمل يمتلكه بالجوار، محدثا إياه عن تغير مسار حياته منذ فراقهما بالمدرسة، و كيف صار غنيا من الأغنياء في ظرف وجيز.
أثناء الحديث، لاحظ الزائر غياب العمال من المعمل، كما أثارت انتباهه سيجارة مشتعلة رماها بلا مبالاة صديقه فوق مجموعة من قنينات الغاز و البنزين الموجودة بالمخزن. و بعد خروجهما من باب المعمل، تمشيا قليلا قبل أن يرميهما ضغط انفجار هائل هز المعمل بفعل النار التي اندلعت بالمخزن.
سقط الغني مغشيا عليه، بينما قام الزائر يتأمل حطام المعمل تارة، و ينظر إلى صديقه تارة أخرى؛ لقد بدا له أن سبب فشل الغني في حياته هو وجوده برفقته...و في الحين، ابتعد عن المكان متواريا عن الأنظار.
بعد عودة الغني إلى وعيه، في غياب زميله طبعا، تلقى تعويضات شركة التأمين المرتفعة التي خولت له إعادة بناء المعمل بشكل أحسن من السابق!
المنحوس
المواضيع المتشابهه
