مهمة الإنسان في الحياة
يجب أن يتساءل الإنسان عن مهمته في الحياة، وعن سبب وجوده فيها، فهل أن وجوده وجود عبثي؟ فحاشا الله تعالى عن ذلك، يقول تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ﴾ (المؤمنون، 115).
فما هو دور الإنسان في الحياة، وما هي مهمته؟
البعض من الناس يتصور أنه جاء للحياة حتى يستلذ، فكـأنما اللذة والاستمتاع هو هدف الحياة، وهذا خطأ كبير. فالله تتعالى إنما خلق الإنسان في هذه الحياة إلا ليكون خاضعاً لإرادته تعالى:
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات، 56). ويتجلى هذا الخضوع في سلوك الإنسان وعمله، ولذلك يقول تعالى:
﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ (الملك، 2).
فهمة الإنسان في الحياة العمل، وأن يصل إلى اختيار أفضل العمل، وأما باقي متع الحياة من اللذة والأكل والشراب فإنما هي وسائل لاستمرار الإنسان في الحياة، وفي ذلك يكمن الفارق بين الإنسان وسائر المخلوقات، فالإنسان الذي يعيش حياةً استهلاكية، يأخذ دون أن يُعطي، إنما يعيش حياة كحياة الحيوانات، يقول تعالى:
﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ (الفرقان، 44).
على الإنسان أن يُدرك أن مهمته في الحياة هي الإنجاز والعمل، وليس مجرد الراحة والاستمتاع:
﴿يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ (الانشقاق، 6).