صادروا أجهزة الاتصال وهددوا بال***
إسرائيل تحتجز سفينة "الأخوة" وتعتدي على ركابها
علا عطا الله - وكالات
اسلام اون لاين
سفينة الأخوة اللبنانية قبل إبحارها بساعاتغزة- هاجمت قوات البحرية الإسرائيلية سفينة "الأخوة اللبنانية" خلال توجهها لقطاع غزة صباح اليوم الخميس قبل أن تصل إليه، وأجبرتها على التوجه لميناء أسدود داخل الأراضي المحتلة عام 48 لتفتيشها والتحقيق مع ركابها الذين "اعتدى عليهم الجنود الإسرائيليون بالضرب وحطموا أجهزة الاتصال التي بحوزتهم". ونقلت وسائل إعلامية من خلال مراسليها الذين كانوا على متن السفينة بثا صوتيا مباشرا لعملية المداهمة التي قام بها 5 جنود من البحرية الإسرائيلية بمجرد دخول السفينة التي تحمل 60 طنا من المساعدات الإنسانية للمياه الإقليمية الفلسطينية، ورفض طاقمها الانصياع لتحذيرات بحرية الاحتلال الذي أمرته بالعودة من حيث أتى.
وقالت مراسلة قناة الجزيرة سلام خضر من على متن السفينة: "اعتلى خمسة من جنود البحرية الإسرائيلية ظهر السفينة وصوبوا أسلحتهم نحونا، وبدءوا بضرب طاقم السفينة بأرجلهم وبالأسلحة، كما اعتدوا على ركابها من الناشطين والإعلاميين وعلماء الدين".
وأضافت بصوت مذعور قبل أن يقطع الاتصال: "إنهم يضربون مَنْ في السفينة.. يضربوننا ويركلوننا".
محمد اليوسف مالك سفينة "الأخوة" أكد في تصريحات إعلامية أن "جنود الاحتلال تعاملوا بوحشية مع المراسلين والقبطان وطاقم البحارة وحطموا كافة أجهزة الاتصال على متن السفينة".
من جهته أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن جنوده قد اقتادوا السفينة إلى ميناء أسدود لمنعها من خرق الحصار المفروض على قطاع غزة منذ نحو عامين، مشيرا إلى أنه سيتم فحص حمولتها والتحقيق مع ركابها.
إصرار على كسر الحصار
وكانت السفينة التي تحمل 60 طنا من المعونات الطبية والأغطية والملابس والألعاب لقطاع غزة المنكوب جراء الحصار والمحرقة الإسرائيلية الأخيرة قد رفضت أمس الانصياع لأوامر الزوارق الحربية الإسرائيلية بالرجوع بحمولتها من حيث أتت.
وأكدت مراسلة الجزيرة آنذاك أن بارجتين حربيتين إسرائيليتين اقتربتا كثيرا من السفينة الموجودة في المياه الدولية، ووجهتا تهديدات متلاحقة ب***ها وقتل كل من فيها إذا سعى الطاقم إلى دخول المياه الفلسطينية والوصول إلى ميناء غزة.
وتابعت المراسلة التي ترافق ثمانية متضامنين سمح لهم بالانطلاق من ميناء طرابلس اللبناني، أن الإسرائيليين الذين يتصلون بطاقم السفينة اللبنانية عبر الراديو يقولون إن الطاقم يتحمل مسئولية أرواح الأشخاص الموجودين على ظهر السفينة وإن قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة.
وأشارت إلى أن الطاقم قرر بالاتفاق مع المتضامنين دخول المياه المصرية، والتوجه من هناك مباشرة إلى ميناء غزة، وأنه تم إبلاغ السلطات المصرية بميناء العريش ببيانات السفينة، مؤكدة أنه كان في وسع تلك السلطات عبر موجة الراديو سماع التهديدات الإسرائيلية باستهداف سفينة الأخوة.
وأوضحت أن جميع الموجودين على ظهرها أعلنوا إصرارهم على إكمال الرحلة إلى ميناء مدينة غزة رغم التهديدات الإسرائيلية الصريحة بال*** والقتل والاستفزازات بما فيها تحليق المروحيات فوق السفينة من حين لآخر.
وكانت السفينة اللبنانية قد انطلقت في وقت سابق من ميناء لارنكا القبرصي، بعدما أبحرت من ميناء طرابلس في شمال لبنان باتجاه قبرص وعلى متنها ثمانية متضامنين بينهم المطران الفلسطيني إيلاريون كابوشي (81 عاما) الذي نفاه جيش الاحتلال الإسرائيلي من القدس منذ 30 عاما، والشيخ داود صلاح رئيس رابطة علماء فلسطين، والإعلاميون أوغاريت دندش، وسلام خضر، ومحمد عليق، ومازن ماجد، بالإضافة إلى ناشطة أيرلندية من حركة "غزّة حرة"، بحسب منسق الرحلة هاني سليمان.
وتعد هذه هي أول سفينة تواصل رحلات كسر الحصار عن قطاع غزة بعد المحرقة التي أضرمها به الاحتلال منذ 27-12-2008 واستمرت 22 يوما مخلفة 1412 شهيدا و5450 جريحا وهدمت 4100 منزل، وأصابت 17 ألف غيرها بتصدعات.
مناشدات عاجلة
معن بشور المنسق العام للجان والروابط الشعبية في لبنان شدد على أن ركاب سفينة "الأخوة" "مصممون، على أن تصل رسالتهم التي خرجوا من أجلها، وما يقوم به الاحتلال هو محاولة لكسر إرادة المتضامنين المصرين على كسر حصار غزة".
وناشد بشور المجتمع الدولي والمؤتمر الإسلامي "التحرك لإنقاذ المدنيين المتواجدين على متن السفينة"، وتزامنت مناشدته مع دعوة النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في غزة المجتمع الدولي وجميع الجهات والمؤسسات المعنية للتدخل السريع لإنقاذ السفينة وطاقمها والمتضامنين على متنها.
وحذر الخضري في تصريحات صحفية من "وجود خطر على حياة ركاب السفينة"، مؤكدا أن "السفينة وصلت المياه الإقليمية الفلسطينية بشكل سلمي وقانوني وذلك كنوع من المقاومة المدنية ضد الحصار الجائر على القطاع".
وتابع: "وقد وصلت السفينة لقبرص أولا وتم تفتيشها والتأكد من أنها لا تحمل سوى مساعدات طبية وإغاثية، لكن الاحتلال يحاول بهذا التصرف إيصال رسالة بأنه سيمنع أي سفينة متضامنة من الوصول لغزة وإغلاق هذا الباب لكسر الحصار".
وأردف: "وهذه الممارسات والإجراءات الإسرائيلية التعسفية تؤكد عدم وجود نية لدى إسرائيل لرفع الحصار وإنهائه عن مليون ونصف المليون في غزة".
أما وزير الأشغال اللبناني غازي العريضي فقد أكد أن السفينة "مغطاة قانونيا وملتزمة بكافة الإجراءت وقد تم تفتيشها جيدا، ولولا ذلك لما سمح لها بالتحرك".
ونوه العريضي إلى أن "الدولة الإرهابية التي تريد تقطيع أوصال فلسطين لا ترغب في أي تواصل بين الشعب اللبناني والفلسطيني، وقد ارتكب الاحتلال مجازر جماعية في غزة لا يرغب في أن يكشف أحد حقيقتها أو يقدم العون لضحاياها".
وأعلن فوزي صلوح وزير الخارجية اللبناني أنه "تمت صياغة بيان شديد اللهجة ينتقد الأعمال التعسفية التي تقوم بها إسرائيل تجاه سفينة الأخوة، وسيتم دراسة صيغة قانونية لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بشأن الاعتداء الإسرائيلي على السفينة".