إن ذلك ياإخواني ليس بالنفاق ولكنه المكر ..ولكن هل الشغيلة تعلم ذلك ؟ وما عساها أن تفعل ؟
من أجل ذلك أقول :
الحيوانات الماكرة كالثعلب ، والذئب مثلا، لا يمكن أن تنشط إلا في الظلام. يزعجها ضوء الشمس.الضوء لا وزن له ، لكنه يشكل حاجزا حقيقيا في وجه الذئاب الجائعة والثعالب التي تلهث وراء صيد ثمين . لذلك فإنها تكرهه.
قد تسلك هذه الحيوانات عدة طرق من أجل تحقيق الهدف.لايهم في ذلك طبيعة ونوعية المسلك. هي لا تعرف معنى للكلمات. لكنها تردد بعضها ، لأنها أدركت بحدسها الماكر أن هذه الكلمات وسيلة مهمة في الصيد . قد تتخلى عن تلك الوسائل ، من دون أن يؤنبها ضميرها . وهل لمثل هذه الحيوانات ضميرحتى يؤنبها؟
هي لا تخشى تأنيب الضمير الذي تفتقد إليه أصلا بقدرما تخشى ضوء الشمس، ونور القمر . إنها تكشر عن أنياب حادة كلما أردت تسليط الضوء على المسا حة التي تنشط فيها هذه الحيوانات. تريد إفتراسك كلما كنت ملحا على إنارة المصباح. مسكينة هذه الحيوانات ! قد تثير الشفقة في نفسك عليها، رغم عدوانيتها . في لحظة ضعفها تذرف دموعا :هناك دموع البراءة التي يذرفها الصبيان، ودموع العباقرة ودموع الأنبياء ودموع الفلاسفة ودموع الشعراء الذين بنضجهم صاروا أطفالا يتعاملون بفطرة مع الأحداث، ودموع المرأة، الذي يشكل سلاحا قويا للماكرة من بنات حواء.ودموع التماسيح بعد وجبة مغذية . ودموع الإحساس بالضعف ومرارة الهزيمة.هذه الحيوانات تذرف دموع الإحساس بالمرارة عندما تنفلت من بين أيديها وجبة صيد ثمينة لأنها أصلا ضعيفة ولم تتربى على المواقف الصعبة . ببساطة لأن أمها لم تحسن تربيتها . إن الأم التي تحسن التربية هي التي تربي أبناءها على الضحك عندما ينتظر منهم الجميع البكاء . من كثرة خبثها ومكرها أصبحت غبية ، تعتقد أنها أصبحت متميزة. كل الوسائل عندها سواء. تستخدمها بحسب الحاجة،ولو كانت وسائل تقليدية قديمة استخدمتها ذئاب أخرى في زمن ولى.
هل من الرجاحة بمكان تأهيل الذئب لحراسة قطيع الغنم !؟
من أجل ذلك الحذر واجب. و في الحيوانات عبرة أيها الإنسان العاقل ./.
من توقيع : الجيلالي هيبو