الحركة - 10/02/2009
تعليق على حدث
سياسة اللعب على أكثر من حبل بين الحكومة والنقابات المحلقة في فلكها
الرباط - حبيبة حكيم العلوي
أبانت الحكومة عن لامبالاة غير مسبوقة تجاه المطالب المطروحة على طاولة المفاوضات منذ سنوات. فإذا رجعنا إلى التصريح الحكومي الذي تحتكم إليه هذه الحكومة، نجده في واد وما تعمل وفقه في واد آخر:التعنت واستعمال سياسة الأمر الواقع، والكيل بمكيالين، الأمر الذي أفرز واقعا مريرا نتعايش معه يوميا، حيث تدني القدرة الشرائية بشكل غير مسبوق، أمام الارتفاع الصاروخي للأسعار وكأنما هذه الحكومة تقول:أنا ومن بعدي الطوفان.
الوضع سيزداد سوءا لا محالة، أمام ما عاشته وتعيشه جل مناطق المملكة من أمطار طوفانية أتت على الأخضر واليابس، وهو امتحان حقيقي ستوضع أمامه حكومتنا التي تتغنى بالاستثمارات الخارجية واستقرار معدل النمو بعيدا عن عائدات الفلاحة، إذ ستكون المفاجأة غير سارة بتراجع معدل النمو إلى ما دون 3.5 بالنظر للوضع الراهن الذي يقول أن جل المناطق المعروفة بغناها الفلاحي، أعلنت مناطق منكوبة.
المهم من الأهم، أن بعض النقابات وخصوصا تلك الملونة بنفس الأحزاب المشكلة للحكومة، تلعب على أكثر من حبل من خلال وصلات *****ية عز نظيرها، فهي تشارك منذ سنوات في الحوار الاجتماعي، ولم تصل إلى نزع فتيل بعض النقاط التي ظلت عالقة في مدونة الشغل و التي تم تجميد أقوى بنودها، هذه البنود التي تهم المستخدم والعامل.
والأدهى من ذلك، أنها قوت رب العمل وهي معادلة خاطئة، لأنها تعطي مزايا كثيرة للباطرونا وتضرب الاقتصاد الوطني في مقتل، بسبب عدم الاستهلاك، لكون السواد الأعظم من المواطنين ليست لهم القدرة المادية للاستهلاك، مما جعلنا نسقط في المحظور، من حيث وجود خلل في الدورة الاقتصادية الوطنية. لأنها وببساطة أي -الدورة الاقتصادية- إنتاج وطني واستهلاك وطني وادخار ونحن نفتقد لهذه المعادلة للأسف.
أضف إلى ذلك ، فنحن على أبواب الانتخابات الجماعية والغرف المهنية والفلاحية ومن ثم تجديد ثلث مجلس المستشارين، مما يعني أن سياسة اللعب على أكثر من حبل ستتقوى والحالة هذه فمسألة السلم الاجتماعية المفقودة ستبقى بعيدة المنال في ظل سياسة التفقير والتهميش التي تنتهجها الحكومة.