من ضمن ما تلح عليه برامج إصلاح التعليم ، كالكتاب الأبيض والميثاق ..و الخطة الاستعجالية ،تشبيب الإدارة ، قصد بعث روح حيوية جديدة و نشيطة كفيلة بمسايرة الإيقاعات السريعة و التحولات الآنية في مجال التربية و التعليم و التكوين ،... و ذلك عن طريق تسطير قوانين محكمة وواقعية عند تنظيم عملية إسناد تسيير الإدارات التربوية للأساتذة ، واعتماد معايير دقيقة لهذه المهمة ...و إن ما يجري هذه الأيام بجهة سوس ماسة درعة لخير دليل على ضرورة تشبيب الإدارات التعليمة ، حيث تلقى مديرو ومديرات الجهة تكوينا -يقال عنه مكثف - للتمكن من حسن تشغيل الحاسوب و استغلال بعض برامجه الأكثر تعقيدا ، كـ الوورد و الإكسيل و الأكسيس و الإبحار عبر الشبكة العنكبوتية .. و الأكثر من ذلك القيام بمسك جميع المعلومات المتعلقة بالمؤسسات التي يديرونها في الموقع الإلكتروني للبوابة المعدة لذلك......لكن هذا التكوين لم يصب الأهداف المسطرة ولم يحقق منها شيئا ، لما تشهده عملية المسك من تعتر ، حيث لم يتمكن معظم الإخوة المدراء من تعلم استخدام الحاسوب و استغلال برامجه ، أضف إلى ذلك عدم تزويد بعض المدارس بحسابات الربط مع شبكة الأنترنيت ..و فشل برنامج القاعات المتعددة الوسائط . كل ذلك ، ومع تقدم الأغلبية العظمى من رجال الإدارة المدرسية في السن ، فماذا ننتظر ...؟ كنا ننتظر مذكرات تفتح المجال أمام جميع المتوفين على الشروط النظامية دون نفييء، لكن ما جاء في المذكرة 18 ، فيما يخص احتساب الأقدمية (حيث تقول : تحتسب نصف نقطة عن كل سنة ، ابتداء من السنة 11 من تاريخ التوظيف) لا يدل على حسن نية المسؤولين في تشبيب الإدارة المدرسية ، وليست لديهم الرغبة في ذلك .. لأنها تحرم فئة الموظفين الذين قضوا أقل من 11 سنة من هذه النقطة، و لا تحتسب لهم إلا نقطة الأقدمية العامة .و هذا يقلص من حظوظ هذه الفئة الأكثر شبابا ..و بالتالي ينعكس مباشرة على تعثر إصلاح الإدارة التربوية ..