2/3 مشانق جبل الذئاب - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية الحسين نوحي
الحسين نوحي
:: دفاتري بارز ::
تاريخ التسجيل: 21 - 11 - 2008
المشاركات: 117
معدل تقييم المستوى: 201
الحسين نوحي على طريق الإبداع
الحسين نوحي غير متواجد حالياً
نشاط [ الحسين نوحي ]
قوة السمعة:201
قديم 07-03-2009, 08:55 المشاركة 1   
افتراضي 2/3 مشانق جبل الذئاب

الجزء الثاني و الثالث

صخرة الانتظار

اعتاد أن يجلس على الصخرة المطلة على الجبل كل يوم يراقب الوجوه الوافدة على الجبل عسى أن يكون واحدا منها من ينتظره منذ مدة, حتى أنه أضحى جزءا مكونا لهذه الصخرة السوداء, إلى حد أنها نسبت له و تسمت باسمه, يظل طول النهار يرمي بالحجارة المتناثرة قربه فيتناهى إلى سمعه صوت تدحرجها حتى تبلغ سفح الجبل, ثم يعاود الكرة من جديد, كان قليل الكلام ضعيف البنية, طويل القامة, كث الشعر, أسمر اللون, أسود العينين, ترصع خذه الأيمن خالة سوداء صغيرة, عادته منذ أن هجره الأصحاب أن يجلس هكذا متربعا عرش صديقته, ينظر إلى ذلك الأفق عساه أن يلد له من يؤنسه و يخفف من وحدته, تمنى أن يكون كآدم فيسلط عليه النوم لتخرج من ضلعه الأيمن أنثاه التي سيسكن إليها طول العمر و تحول جحيمه إلى جنة يانعة ملؤها السعادة و السكينة, لكن هيهات أن يتحول الجحيم إلى جنة, فقدره أن يعيش هكذا غريبا و ربما يموت غريبا, ليس بيده أن يغير مصيره بنفسه, نظر إلى الشمس فوجدها تتلألأ متوهجة في كبد السماء, غير آبه بحر لظاها, فقد اعتادها كجندي أبي مرابط بالحدود. لا يدري لما يحس اليوم بشعور غريب يدغدغ وجدانه يلامسها كنسيم بحري سرعان ما يتحول إلى قطرات الندى الباردة التي ترطب بشرة الوجه في صباح صيفي باكر, أحس و كأن الجبل نفسه يعيد أهازيج رقصة "الهرمة"و "الركبة"التي لطالما أثارت حماسته و هيجت عواطفه, تخيل وكأن أشواك الطلح تزغرد فرحا لشيء لم يستطع تبين حقيقته, فأخذ يفتش أرشيفه عساه يجد في هذا اليوم ذكرى من ذكريات إنجازاته أو حدثا مؤثرا في حياته فلم يجد ما يطابق ذلك, رمى بنظره كما كان يفعل قبل أن يغادر مكانه إلى سفح الجبل فرأى هذه المرة صورة رجل ترقص على نغمات حر الهجير و هو يمتطي صهوة دابته و في ردفه شيء ما, لكن ما عساه يكون؟ فخامره شك صحبه توتر شديد سرعان ما تلاشى بين أمواج اليأس و الرجاء



العائلة بعد الفراق

هناك في طنجة يجلس الأب كعادته خلف عربته الصغيرة أمام المقهى، لا يذهب إلى المنزل إلا بعد الزوال و لا يعود إليه في المساء إلا بعد صلاة المغرب عندما ينقطع الصبية عن الشارع, فكره الآن منشغل بأمر ابنته، آه لولا ضيق الحال و العوز وقلة المعاش الهزيل و متطلبات الحياة الكثيرة لما سمح لها بالذهاب إلى المجهول, أما في المنزل فالأم ما إن تدخل غرفة ابنتها أو تسمع اسمها حتى تجهش بالبكاء و تقصد الدولاب لتبحث عن ملابسها المستعملة لتشتم رائحتها، تجد به جلبابا قديما تدخل فيه خيشومها ثم تستنشقه عميقا و الدمع واكف من عينيها مخاطبة نفسها: " آه يا ابنتي أنا السبب, لولا هذا المرض اللعين الذي يتطلب مالا كثيرا لتصفية الدم ما سمحت لك باقتحام المجهول، خذني يا ربي و أرح الجميع مني إنني أحيا على حساب سعادة الآخرين, فما ذنب ابنتي حتى تكون كبش الفداء " ثم دخلت إلى المطبخ لتشرب كوبا من الماء بعدما أحست بألم في القلب, أما الابن فينعزل دامعا في زاوية الغرفة فاقدا نشاطه كلية إذ يبدو مكتئبا و قسمات الحزن بادية على وجهه، أسند رأسه على الحائط يتأمل غرابة هذه الحياة، طرق الأب الباب فأسرعت زينب إلى فتحه و هي تنادي " إنها أختي لقد عادت " فتحت الباب فلم تجد إلا الأب المتعب الذي أحس بالغربة, أحس وكأنه يدخل منزلا غير منزله، رؤوس منحنية كالقنافذ، سحب من الكآبة و الحزن، تخيم على البيت الذي لطالما كان مفعما بالحيوية و النشاط، وليس في ذلك من الغرابة شيء، فغياب أحد أعز أفراده و أكثرهم مرحا و نشاطا أفقده حيويته، طرحت الأم الأكل على المائدة،لكن أحدا لم يستطع أن يقترب منه, فقد فقدوا شهيتهم خصوصا و أن العزيزة هي من كانت تعد الأكل بيدها و تنادي كل واحد باسمه ثم تظل واقفة عند الباب هنيهة تنتظر أباها باشة مرحة، لم تتذمر يوما واحدا أحست و كأنها تؤدي واجبا وطنيا كبيرا, عادت الطفلة الصغيرة زينب إلى النحيب بعدما أتعبها الصراخ و لم تجد معها الحيل لإسكاتها, دموع ساخنة كذلك على خذي الأخ المشاكس بالأمس، والأم مطأطأة رأسها تقبض عليه بكلتي يدها و كأنها تخاف أن ينشق و قد احمرت عيناها من البكاء, لم يطق الأب هذا المشهد المؤثر، أراد هو أيضا أن يصرخ كالأطفال، أن يولول كالنساء، لكن رجولته منعته من ذلك، غالب نفسه حتى كاد ينفجر، ففر إلى غرفته و أحكم إغلاقها عليه ثم أطلق العنان لدموعه دون أن يخجل من أحد.









ــ بين الشيء و نقيضه تتنفس الحياة فلا تبحث عن الكمال في دنيا الزوال.
ــ تأملت في اقصى طموحات البشر فما وجدت رابع هذه الأمور : البحث عن العلم و البحث عن المال و البحث عن الجمال.
ــ المرأة سكينة للقلب و مجلبة للطهر ومصدر لتجدد الحياة و استمرارها.
ــ قد تكون قادرا على برمجة جميع مواعدك لكن هل تقدر على اختيار وقت تلتقي الموت فيه.
ــ في الدفاتر تعلمنا فك الخط و في الدفاتر نتعلم كيف ننتج ما تعلمناه
آخر مواضيعي

0 صمت الليل
0 نحت على جدارية الوطن
0 سلم إلى القمة
0 منحوس
0 ليلة اعتقال القمر
0 موعد مع الغجر
0 1/4 مشانق جبل الذئاب
0 2/3 مشانق جبل الذئاب
0 رواية مشانق جبل الذئاب
0 نسيم الذكرى


أم ايمان
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية أم ايمان

تاريخ التسجيل: 3 - 9 - 2008
المشاركات: 2,767

أم ايمان غير متواجد حالياً

نشاط [ أم ايمان ]
معدل تقييم المستوى: 474
افتراضي
قديم 07-03-2009, 12:27 المشاركة 2   

السلام عليكم
الجزء الثاني رائع يا اخي ...............................................
الجزء الثالث احسست فيه و كأنك لم تختر الكلمات المناسبة لوصف حالة الام و حزنها العميق على ابنتها و نوارة المنزل ......بالنسبة لوضعية الاب و احاسيسه التي يغالب نفسه لاخفائها ليتك اشتغلت اكثر على هذه النقطة المهمة جدا ...لان العديد من الاباء يظهرون اللامبالاة في مثل هذه المواقف او في حالة زواج ابنته البكر ...و في دواخلهم براكين من العواطف الجياشة التي تسعى جاهدة للنيل من.........لن اقول رجولتهم لان الرجولة لا تعترض مع اظهار الاحاسيس ...و لكن اقول تسعى جاهدة للنيل من عنفوانهم و كبريائهم و مظهرهم الحازم ..............
عموما استمتعت بالقراءة ..
اتمنى لك التوفيق


tijani
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية tijani

تاريخ التسجيل: 27 - 3 - 2008
المشاركات: 1,512

tijani غير متواجد حالياً

نشاط [ tijani ]
معدل تقييم المستوى: 351
افتراضي
قديم 08-03-2009, 09:43 المشاركة 3   

الكاتب الحسين يا ابن الجنوب
دعني أشكرك أولا على هذين النصين ، طبعا الرقن يحتاج الى وقت وجهد ، وكل من ضحى بهما من أجل إمتاعنا سيستحق منا الشكر الجزيل .
فقط لاحظت أن الجزأين جاءا على عجل ..وقصيرين . افتقدت ذلك النفس الطويل ..والشرح المسهب ..والتفاصيل . لكأنك أردت أن تنتهي من هذا العمل وتضع القلم وتستريح .
فأنت لم تعطنا فكرة عن ظروف عيش البطلة المسكينة ، لا نعلم ماكان شعورها الحقيقي في مقر العمل..طبعا يمكن أن نستشف ذلك من خلال ما سبق ، لكن في الرواية ، الكاتب يتولى بعرض كل شيء.
كما أن الاسرة كانت مغتمة للغاية ..ربما نادمة على السماح لها بالانخراط في سلك التعليم ، لكن هناك حلقة مفقودة ، كيف عرفوا ذلك ؟ هم لم يتلقوا ولو رسالة بسيطة منها ؟ لم يرافقها أحد حتى يحكي للآخرين القصة الاليمة ؟
جميل أنك، في الجزء الثاني ، كسرت التسلسل في الحكي ، استبقت تفرش لمكان قدوم المعلمة بشرح حالة شخص آخر ينتمي للقبيلة القفر ، وهو شرح ينذر بالامر ، لكن انتقالك الى الاسرة كان مفاجئا جدا .
انت تمتلك الاسلوب الادبي اللازم يا سيدي الفاضل ، خذ ما يكفي من الوقت ، وحاول أن تخرج في النهاية برواية حقيقية .قليل من التركيز والاهتمام كفيلان بأن يوصلاك الى الهدف ..فقط لا تستسلم .
بالتوفيق

تحياتي


tadlaouia
:: دفاتري فعال ::


تاريخ التسجيل: 20 - 9 - 2008
السكن: MAROC
المشاركات: 764

tadlaouia غير متواجد حالياً

نشاط [ tadlaouia ]
معدل تقييم المستوى: 271
افتراضي
قديم 08-03-2009, 16:29 المشاركة 4   

السلام عليكم اخي النوحي

الشطر الاول من القصة كان جيدا جدا

وكذلك الشطر الثاني أراه ممتازا ..وتمهيدا لشئ يدور في خلدك يمكن لمسه بسهولة ...هههههههههه...أظن ذلك ...

وفيه ايضا اطلالة على حالة الفراغ النفسي والمهني و الاحتماعي الذي يعيشه شباب الجبال النائية ..خصوصا ذوي الطموحات الكبيرة

سردك الادبي عال جدا وراق جدا ....تأسر عين القارئ حتى نهاية القراءة ...وصف بانسيابية جمة...أدام الله عليك تالقك ..هذا, وانت تقول بانه نص قديم لم تعمل عليه اي تجديد...

ارى أن الشطر الثالث كان يجب ان ينتظر لفترة ريثما نرى نحن اولا ماذا سيحصل ل..الزوهرة بعد وصولها للدوار ....هههههه

المهم نحن نتدخل في سيرورة القصة ..ونتحكم في تواقيت الاحداث ...تقبل رايي المتواضع ..لو كنت مكانك لتركت امر اسرة الزوهرة ريثما اضع الزوهرة في موقف تذكر اهلها ..ومن تم أدخل هذا الشطر

تقبل تطفلي ..ورايي

قلمك مبدع اخي النوحي ..تقبل تحيتي وتقديري


أعجبتني مقولة للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
إذا عرضت لك المعصية فتذكر الله ... فإذا لم ترتدع
فتذكر أخلاق الرجال...... فإذا لم ترتدع
فتذكر الفضيحة بين الناس
فإذا لم ترتدع ...
فاعلم انك انقلبت إلى حيوان ؟؟

hlilou
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية hlilou

تاريخ التسجيل: 5 - 12 - 2008
السكن: jadida
المشاركات: 612

hlilou غير متواجد حالياً

نشاط [ hlilou ]
معدل تقييم المستوى: 252
افتراضي
قديم 08-03-2009, 23:44 المشاركة 5   

اسلوب متميز حبذا لو اطلعتنا على تفاصيل ما تعلنيه البطلة في مكانها الجديد
استمتعت بقصتك دمت دائما مبدعا
لك تحياتي و تقديري

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
2 or 3, مشانق, الذئاب, يتم

« عيونك اميرتي | معرض تشكيلي في رحاب منتدى الزجل والشعر »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احذري الذئاب !!! SAFI دفــتــر المواعظ والرقائق 5 24-05-2009 23:13
1/4 مشانق جبل الذئاب الحسين نوحي القصص والروايات 7 01-04-2009 19:47
نكتة اليوم-طرد الذئاب- abomo007 النكــت والطرائف 8 15-03-2009 18:14
رواية مشانق جبل الذئاب الحسين نوحي دفاتر الإبداعات الأدبية 13 07-03-2009 13:10
الحجاب بين الذئاب والذباب ام سارة الأرشيف 4 26-11-2008 15:29


الساعة الآن 08:43


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة