هذه بعض من الأبيات الجميلة التي تتحدث عن سيدنا عمر(ض) وعن مناقبه،للإشارة الأبيات للشاعر المصري حافظ ابراهيم
عمر والشورى
يا رافعا راية الشورى وحارسها **** جزاك ربك خيرا عن محبيها
لم يلهك النزع عن تأييد دولتها **** وللمنـيـة آلام تعـانيـها
لم أنس أمرك للمقداد يحمله **** إلى الجمـاعة إنذارا وتنبيـها
إن ظل بعد ثلاث رأيهم شعبا **** فجرد السيف واضرب في هواديها
فاعجب لقوة نفس ليس يصرفها **** طعم المنية مرا عن مراميها
درى عميد بني الشورى بموضعها **** فعاش ما عاش يبنيها ويعليها
وما استبد برأي في حكومته **** إن الحكومـة تغري مسـتبديـها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به **** رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
(مثال من زهده)
يا من صدفت عن الدنيا وزينتها **** فلم يغرك من دنياك مغريها
ماذا رأيت بباب الشام حين رأوا **** أن يلبسوك من الأثواب زاهيها
ويركبوك على البرذون تقدمه **** خيل مطهمة تحـلو مرائيـها
مشى فهملج مختالا براكبه **** وفي البراذين ما تزها بعاليـها
فصحت يا قوم كاد الزهو يقتلني **** وداخلتني حال لست أدريها
وكاد يصبو إلى دنياكم عمر **** ويرتضي بيـع باقيه بفانـيها
ردوا ركابي فلا أبغي به بدلا **** ردوا ثيابي فحسبي اليوم باليها
(مثال من رحمته)
ومن رآه أمام القدر منبطحا **** والنار تأخذ منه وهو يذكيها
وقد تخلل في أثناء لحيته **** منها الدخان وفوه غاب في فيها
رأى هناك أمير المؤمنين على **** حال تروع لعمر الله رائيها
يستقبل النار خوف النار في غده **** والعين من خشية سالت مآقيها
(مثال من تقشفه وورعه)
إن جاع في شدة قومٌ شركتهم **** في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة والدنيا بقبضته **** في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري أبا حفص وسيرته **** أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها **** من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
لا تمتطي شهوات النفس جامحة **** فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها
وهل يفي بيت مال المسلمين بما **** توحي إليك إذا طاوعت موحيها
قالت لك الله إني لست أرزؤه **** مالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها
لكن أجنب شيئا من وظيفتنا **** في كل يوم على حـال أسويـها
حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـها **** شـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها
قال اذهبي واعلمي إن كنت جاهلة **** أن القناعة تغني نفس كاسيها
وأقبلت بعد خمس وهي حاملة **** دريهمات لتقضي من تشهيها
فقال نبهت مني غافلا فدعي **** هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها
ويلي على عمر يرضى بموفية **** على الكفاف وينهى مستزيدها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به **** أولى فقومي لبيت المال رديها
كذاك أخلاقه كانت وما عهدت **** بعـد النبـوة أخلاق تحـاكيها
(مثال من هيبته)
في الجاهلية والإسلام هيبته **** تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
في طي شدته أسرار مرحمة **** تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
وبين جنبيه في أوفى صرامته **** فـؤاد والـدة تـرعى ذراريـها
أغنت عن الصارم المصقول درته **** فكم أخافت غوي النفس عاتيها
كانت له كعصى موسى لصاحبها **** لا ينزل البطل مجتازا بواديها
أخاف حتى الذراري في ملاعبها **** وراع حتى الغواني في ملاهيها
أريت تلك التي لله قد نذرت **** أنشــودة لرسـول الله تهديـها
قالت نذرت لئن عاد النبي لنا **** من غزوة العلى دفي أغنيــها
ويممت حضرة الهادي وقد ملأت **** أنور طلعته أرجاء ناديها
واستأذنت ومشت بالدف واندفعت **** تشجي بألحانها ما شاء مشجيها
والمصطفى وأبو بكر بجانبه **** لا ينكران عليها من أغانيـها
حتى إذا لاح من بعد لها عمر **** خارت قواها وكاد الخوف يرديها
وخبأت دفها في ثوبها فرقا **** منه وودت لو أن الأرض تطويها
قد كان حلم رسول الله يؤنسها **** فجاء بطش أبي حفص يخشيها
فقال مهبط وحي الله مبتسما **** وفي ابتسامته معنى يواسيها
قد فر شيطانها لما رأى عمر **** إن الشياطين تخشى بأس مخزيها
(مثال من رجوعه إلى الحق)
وفتية ولعوا بالراح فانتبذوا **** لهم مكانا وجدوا في تعاطيها
ظهرت حائطهم لما علمت بهم **** والليل معتكر الأرجاء ساجيها
حتى تبينتهم والخمر قد أخذت **** تعلو ذؤابة ساقيها وحاسيها
سفهت آراءهم فيها فما لبثوا **** أن أوسعوك على ما جئت تسفيها
ورمت تفقيههم في دينهم فإذا **** بالشرب قد برعوا الفاروق تفقيها
قالوا مكانك قد جئنا بواحدة **** وجئتـنا بثـلاث لا تباليـها
فأت البيوت من الأبواب يا عمر **** فقد يُزنُّ من الحيطان آتيها
واستأذن الناس أن تغشى بيوتهم **** ولا تلم بدار أو تحييها
ولا تجسس فهذي الآي قد نزلت **** بالنهي عنه فلم تذكر نواهيها
فعدت عنهم وقد أكبرت حجتهم **** لما رأيت كتاب الله يمليها
وما أنفت وإن كانوا على حرج **** من أن يحجك بالآيات عاصيها
(عمر وشجرة الرضوان)
وسرحة في سماء السرح قد رفعت **** ببيعة المصطفى من رأسها تيها
أزلتها حين غالوا في الطواف بها **** وكان تطوافهـم للدين تشويـها
(الخاتمة)
هذي مناقبه في عهد دولته **** للشاهدين وللأعقـاب أحكيـها
في كل واحدة منهن نابلة **** من الطبائع تغذو نفـس واعـيها
لعل في أمة الإسلام نابتتة **** تجلو لحاضرها مـرآة ماضيـها
حتى ترى بعض ما شادت أوائلها **** من الصروح وما عاناه بانيها
وحسبها أن ترى ما كان من عمر **** حتى ينبه منها عين غافـيها