بسم الله الرحمان الرحيم
قضيت بالتعليم سبعة عشرة سنة ، منها سنتان كمكلفة بالتعليم الثانوي التأهيلي و في مناطق يقال آن شبابها صعب المراس. ولكني ( و رغم أنني وافدة من التعليم الابتدائي، حيث مواصفات التلاميذ مختلفة جدا) لم أضطر يوما إلى عرض تلميذ على المجلس التأديبي أو إدخال حكم بيننا. ما الذي اعتمدته في ذلك ؟
1- الكفاءة المهنية ، التي بدونها سيخل الأستاذ بموجبات العقد الضمني الذي بينه و بين التلميذ و لن يكسب احترامه.
2- التخلق بالخلق الرفيع و عدم الدخول مع التلميذ في تنافس على لقب الأكثر إزعاجا أو سفاهة. وحفظ كرامة التلميذ التي كثيرا ما تهان بشتمه و سب حتى والديه و يصل الأمر أحيانا - للأسف- إلى تعييره بمستواه الاجتماعي أو مظهره الخلقي (بكسر الخاء).
3- الثقة بالنفس و عدم اعتبار السلوك غير اللائق من طرف التلميذ موجها بالضرورة ضد شخص الأستاذ بل حتى لو كان ظاهره كذلك، لا ينبغي أن ينسينا ذلك ارتباطه بشخص التلميذ و مرجعية معينة لديه يحتاج منا إلى مساعته على تصحيحها.
4- الانفراد بالتلميذ و الإنصات إلى تحليله للأمر مع مساعدته على استيعاب أبعاده و استكشاف خلفياته.
5ـ تخصيص وقت و لو يسير للتواصل معهم عبر الأنترنت مثلا.
6- مشاركتهم اهتماماتهم و مساعدتهم على خلق اهتمامات جديدة ، بالنسبة إلي شجعتهم على التعبير و كتابة قصص قصيرة، و أنشأنا محترفا لذلك، نظمنا حملة لمكافحة المخدرات، قدمنا سكيتشا جديدا ناجحا جدا في الموضوع .. أسسنا أيضا نادي الشطرنج ، حيث تظهر جوانب أخرى من شخصية التلميذ..
و با ختصار لنلتزم بالقاعة الذهبية: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" فكما تريد أن يعامل أبناؤك ، عامل أبناء الناس ..
و الحمد لله فابني طالب مهندس في مدرسة من أفضل المدارس الفرنسية و قد قضى كل سنوات تدريسه حتى الأقسام التحضيرية بالتعليم العمومي..
و هكذا فإن مجهوداتنا في جلب الخير للناس تكافأ بجلب الخير لنا و لذريتنا..و كل ميسر لما خلق له..و الله الموفق.