أكدت مصادر تربوية ﻠ"المسائية العربية" أنه في الوقت الذي تشهد فيه نيابات مختلف الأكاديميات سباقا ضد الساعة لتصفية ملفات ترقية الأساتذة، و تهيئ كل الظروف الملائمة للمفتشين حتى يتمكنوا من تفتيش الأساتذة المرشحين لهذه الترقية ،شكلت نيابة الصويرة الاستثناء في هذا المجال، وإليكم هذا النموذج الفريد :
لقد كلف مدير الأكاديمية السابق حسب نفس المصدر مجموعة من مفتشي مادة "الفيزياء" خمسة مفتشين بشكل تطوعي للقيام بتفتيش أساتذة مادة الفيزياء العاملين بنيابة الصويرة المرشحين للترقية نظرا لعدم توفر هذه الأخيرة على مفتش لهذه المادة، و وضع السيد مدير الأكاديمية رهن إشارة المفتشين سيارة المصلحة بشرط أن تستغل في الذهاب و الإياب لا غير، على أساس أن تتكفل النيابة بوضع سيارات المصلحة رهن إشارتهم لاستغلالها أثناء تنقلاتهم داخل تراب النيابة، لكن المفتشين بمجرد وصولهم، اصطدموا بواقع أقل ما يمكن أن يوصف به أنه واقع اللامبالاة و الإهمال وسوء التدبير، تجلى ذلك من خلال ما يلي :
- لقد ترك "بضم التاء" المفتشون في قاعة الانتظار حينما أرادوا مقابلة السيد النائب في شأن حل مشكل يتعلق بوسائل النقل مع العلم أن الوقت هنا يلعب دوره، لأن التكليف محدد في يوم واحد، و لا ندري ما هو الموضوع المهم الذي استحوذ على اهتمام النائب مع علمه بوجود المفتشين القادمين للتو من مراكش في الانتظار.
- فاجأ السيد النائب المفتشين بوجود وسيلة نقل وحيدة بينما أكد شهود أن سيارة أخرى كان يمتطيها رئيس مصلحة الموارد البشرية كانت مركونة في مرآب النيابة. أمام هذا الوضع ارتأى بعض المفتشين ترك الموضوع برمته و العودة من حيث أتوا دون إنجاز المهمة، في حين رأى البعض الآخر التصرف وفق ما هو متوفر و عدم إضاعة فرصة الترقي على الأساتذة، و في الأخير تم تغليب جانب مصلحة الأساتذة خدمة لمصلحة التلاميذ .
- اضطر المفتشون للاستعانة بسيارة الأكاديمية مع التحفظ الكبير الذي أبداه سائقها بحجة التكليف الممنوح له .
- مرت الفترة الصباحية، و قام المفتشون بما يمليه عليهم ضميرهم المهني و الأخلاقي و واجبهم التربوي، و اتفقوا مع سائق سيارة الدفع الرباعي الخاصة بتنقلات المفتشين بنيابة الصويرة، أن يرجع لاصطحابهم قصد إتمام عملهم على الساعة الثانية زوالا، بعد أن تركوا محافظهم في السيارة.
- حان الوقت المتفق عليه، و لم تأت سيارة النيابة و انتظر المفتشون نصف ساعة أخرى، لا شيئ!! حينها قرروا الذهاب إلى مقر النيابة، و هنا كانت المفاجأة إذ لما استفسروا السائق عن عدم حضوره في الوقت المتفق عليه، أخبرهم بكل تلقائية أن السيد النائب المحترم أمره بألا يصطحب المفتشين إلى المؤسسات التي سيزورونها إلا بعد أن يقوم بإيصال أبنائه إلى مدارسهم!
أمام هذا الاستهتار لدينا بعض الأسئلة للسيد النائب :
1 - هذه السيارة ذات الدفع الرباعي، باسم من أرسلتها الوزارة؟ في حدود علمنا أن هذا النوع من السيارات مخصص لتنقلات المفتشين لا غير، و لا يحق لأي كان أن يستعملها، اللهم إلا إذا اعتاد السيد النائب استغلالها بشكل شخصي ...
2 - بأي حق يستغل النائب سيارة المفتشين في تنقلات أبنائه إلى مدارسهم، بل و بأي حق يستغلها هو شخصيا في تنقلاته ؟
3 - هل يستطيع السيد النائب أن يثبت بالوثائق أن هذه السيارة تبرمج شهريا و يوميا لتنقلات المفتشين، كما هو منصوص عليه في المذكر 114 ؟
4 - هل يستطيع السيد النائب أن يحدد لنا كم من مرة استفاد كل مفتش من استعمال هذه السيارة شهريا ؟
قد يكون رد السيد النائب أن أغلبية النواب تستغل هذه السيارات، فلم يستثني نفسه و يحرمها من هذه الغنيمة؟
نجيبه بأن هذا القول مردود عليه، و ما عليه إلا أن يستفيد من تجربة زميله و جاره نائب شيشاوة و الذي لم تطأ قدماه هذه السيارة، بل نحيل سعادته على مجموعة من الأكاديميات و النيابات التي تحترم نفسها و تترفع عن السطو على مخصصات الغير (أكاديمية عبد دكالة نموذجا)، بل هناك الكثير من النيابات التي كتبت على هذه السيارات ذات الدفع الرباعي عبارة //هيأة التفتيش// و ألحقتها مباشرة بمصلحة الحياة المدرسية أو بالمفتشيات الإقليمية؛ و قد يكون رد السيد النائب أن هذه النوع من السيارات يستهلك الكثير من البنزين، و هو قول يجانب الحقيقة، لأن الوزارة حينما اقتنت هذه السيارات وخصصتها لتنقلات المفتشين كانت على علم بكل مواصفاتها.
يبقى السؤال الكبير و الذي لن يجيبنا عنه النائب بالتأكيد، هو :
ماذا لو رجع السادة المفتشون بدون أن ينجزوا المهمة التي تطوعوا من أجل القيام بها ؟
ألا يتحمل هو شخصيا تبعات عدم ترقية أساتذة مادة الفيزياء، المفتشون في حل من أية مسؤولية و الأكاديمية كذلك لأن كل منهما قام بدوره .
و ما رأي الوزارة في استحواذ السيد النائب على سيارة هيأة التفتيش و استغلالها لقضاء مآربه الخاصة؟
المصدر: المسائية العربية
بتاريخ : الإثنين 04-05-2009 01:23 صباحا