بسم الله الرحمن الرحيم
أولا تعازينا لأسرة الفقيد تغمده الله برحمته الواسعة و ألهم ذويه الصبر والسلوان.
اخواني المرجو مناقشة الموضوع بتجرد و موضوعية، للإستفادة من الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها أي واحد منا. فنحن ندرك أنه لامرد لقضائه الله و قدر.لكن يمكن أن نحمي أنفسنا من الناحية القانونية ، باتباعنا اجراءات وقائية يمكن أن تجنبنا مصائب كثيرة.
الحادث المؤلم الذي نحن بصدد مناقشته يدخل في إطار المسؤولية المدنية الشخصية للمرافق سواءا أكان إداريا أو مدرسا... وهو يخضع بطبيعة الحال للنظرية العامة للمسؤولية التقصيرية عن الفعل الشخصي ، والمرتبطة بالشروط المعروفة والتي هي(الخطأ والضرر و وجود العلاقة السببية بينهما) و لا تقوم هذه العلاقة إلا بإثبات الدليل من طرف المدعي، لإثبات خطأ الموظف الذي يتجلى في اهماله أو تقصيره أو عدم تبصره.
الإهمال يتجلى في حصول حادث الوفاة في الوقت الذي لم يكن فيه التلميذ تحت رقابة مرافقيه.
التقصيرعدم التأكد من حظور جميع التلاميذ على متن الحافلة قبل مغادرة أوزود نحو مراكش.
عدم التبصرالكل يعلم أن أوزود منطقة وعرة والسباحة في معظم أماكن الوادي ممنوعة.كان بالإمكان إجبارالتلاميذ على توقيع التزام بعدم السباحة أو تسلق المنحدرات الخطيرة ...كشرط أساسي لقبولهم في الرحلة.
هذا من الناحية القانونية ، أما من الناحية الإنسانية يبقى المرافق إنسانا وهو بالتالي غير معصوم من الخطأ أو السهو لذلك وضع المشرع بعض الضمانات الخاصة (كحلول الدولة محله لأي فعل ضار يرتكبه التلميذ أو يرتكب في حقه أثناء وجود هذا الأخير تحت مسؤوليته القانونية).(مقاضاة الدولة الدولة بوصفها حالة محل الموظف المعني....).( دعوى المسؤولية التي ترفع على أطر التعليم، تتقادم بمضي ثلاث سنوات تبدأ من يوم ارتكاب فعل الضرر.)
أما الإخوان الذين قالوا بأن رمي المسؤولية على الأساتذة المرافقين سيجعل الكل يفر من القيام بالرحلات فهذا خطأ.لأن حوادث من هذا القبيل وقعت عدة مرات والرحلات مستمرة الى يومنا هذا.المهم هو الأخذ بالأسباب القانونية و التنظيمية.