تنوعت وتعددت أنماط الانحلال الأخلاقي وتنوعت معها العواقب والنتائج،و الأهم هو الجزم بأن عواقبها وخيمة جدا،وتعد العلاقات الغير الشرعية أو الخارجة عن إطار الزواج نموذجا حيا عنها،وخاصة إذا تعلق الأمر بشرف الفتاة،حيث تتضرر هذه الأخيرة أولا وأخيرا لأنها ما إن تسلم أغلى ما تكنزه لذلك الغريب إلا ويهجرها وكأنه لم يألف يوما على تذكر ملامح وجهها، ولا تقف جوانب المشكلة عند هذا الحد بل تتعداه إلى حدوث حمل أو افتضاض للبكرة ثم فضيحة وسب في الأعراض وأخيرا طفل لقيط ليس له أب يمنحه نسبا يربطه به. هذه المعضلة ومثيلاتها تجعلنا نطرح مجموعة من التساؤلات حيالها لعل أبرزها ما يلي:
أ لم تراعي تلك الفتاة حيثيات الجريمة التي أقدمت عليها؟ أ ليست لها مبادئ؟ أ ليست لها أخلاق كي تردعها؟ ألم تفكر في سمعتها؟ شرفها؟وأهلها؟. للأسف لقد فكرت في نفسها فقط ويا له من تفكير متخبط في أوحال التدنيس، أن تبيع الفتاة شرفها لأسباب تافهة إنها قمة الانحلال الخلقي، أين هم أهلها؟ أ لم يتتبعوا فلذة كبدهم خطوة بخطوة؟ أين هي نصائح المجتمع وإرشاداته لأفراده؟ أين هم الأصدقاء الخيرون؟ لما الشر سائد في هذه الأرض لما الأوغاد والوحوش يحتلون أماكن لا يستحقونها في حياتنا؟ لما هم يتطفلون على حياة الأخيار وينزعون الفرحة و الابتسامة عن وجوههم، لما هم يسعون إلى تشويش أمالنا وتشويه أحلامنا النبيلة؟ لما هم يأسرون حرياتنا؟ لما عم الفساد وسط مجتمعاتنا؟ من أين انطلقت جذوره الدنيئة يا ترى؟. آه لو كانت لي القدرة على استئصال جذور الانحلال الأخلاقي الخبيثة لألقيت بها في البيداء المقفرة حيث لا أحد يهتم لما تحمله ثمارها المشوكة. وعلى الرغم من ذلك فنحن ما زلنا نأمل في إشراق شمس يوم جديد تندثر فيه عتمة هذا الانحلال الأخلاقي الذي بات هاجسا يقض مضجع مجتمعاتنا العربية.
غزلان