|
أمر المقاطعة ليس سلبية كما يردد الكثيرون ، المقاطعة في كثير من الأحيان ، ومنها مقاطعة الانتخابات ، الاعلام العمومي ، الحملات والأنشطة الرسمية ... هي تمهيد لمواقف أشد تطرفا والدولة الحكيمة هي التي تقرأ المواقف جيدا وتجس النبض بدقة متناهية ولا تدس الرأس في الرمال وتتلاعب بالكلمات والأرقام لتغطية الشمس بالغربال كما هو الحال عندنا في البلد السعيد .
وحين يقاطع المرء جمعية مدرسة"النجاح" فلأن في ذهنه تجارب عديدة طبلنا وزمرنا لها ثم غدت أثرا بعد عين ، ففي البدء ـ على ما أعلم ـ كانت هناك جمعيات الأباء ، ثم أضفنا لها الأمهات تكيفا مع موضة الوضع الجديد للمرأة ورقيا طبعا ، بعدها جاء مجلس التدبير الذي لا يدبر شيئا بما في ذلك أموره الداخلية ، ناهيك عن الحوض المدرسي وهذا التخبط مؤشر على شيء واحد هو العشوائية والمزاجية وافتقاد رؤية حقيقية للارتقاء بالوضع التعليمي على جميع المستويات ، ويبقى السؤال ماذا نريد بالضبط من المدرسة المغربية العمومية ؟ وهو سؤال من المفروض أن تتم الاجابة عنه منذ سنوات بدل الالتفاف على الحقائق وخلق تنظيمات واطارات ورقية لا تقدم ولا تؤخر لأن بيئة عملها لم تتغير والمشاكل هي ذاتها .
وحقيقة لا أدري ما قيمة التواجد في كل هذه الجمعيات والمجالس مادامت انها تزييف للواقع وشهود زور على وضع لا يطمئن أحدا . لو كانت هناك فعلا نية للارتقاء بالعمل التربوي ، لتم تقديم قراءات نقدية لعمل جمعيات الاباء ومجالس التدبير وعموما للهياكل الموجودة سلفا للوقوف على منجزاتها ومكتسباتها ومعوقات عملها ثم تحديد السبل الكفيلة بتجاوزها ، أما الضحك على الأذقان باستعارة الأسماء البراقة وتفريخ الاطارات والتنظيمات بنفس الأعضاء وفي نفس السياق وبذات الشروط فهذا عين الفشل والذريعة الكبرى لكي يتمادى الجميع في الصمت المخيف والمقاطعة التي لن تكون أبدية . |
|
اشكرك اخي الفاضل على رئييك الدي عبر عن ما كنت اود ان اعبر عنه فكلنا مع اصلاح الجدري لمؤسساتنا التعليمية وليس اضافة مساحيق التجميل لوجه التعليم بترديد الخطابات وتشكيل الجمعيات دون تفعيلها