لقد اتفق الصحابة رضوان الله عليهم على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات الموتة الدنيا، فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه كما يدفنون غيره من الأموات، واتفقوا على أن قبره معروف، كان في حجرته التي كان يسكنها في حياته،
فهؤلاء الذين يعتقدون رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة في الدنيا، وحضوره معهم، ويتواعدون على الاجتماع في منزل أحدهم، ويتركون الصلاة في المسجد لاعتقاد أنه يحضر معهم، كل هؤلاء من أهل الخرافات، فلا يجوز الانخداع بهم، ولا تصديقهم، لأن هذه الأقوال ظنية وكذب يريدون بها أن يموهوا على أتباعهم من العامة حتى يعتقدوا صدقهم،
وقد أخبر الله تعالى بموته كما في قوله تعالى: "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ"، ومن مات فإنه لا يبعث إلا في يوم القيامة، وحياة الأنبياء في هذه الدنيا أكمل من حياة الشهداء، ولكنها حياة برزخية، ليست كحياتهم قبل الوفاة، والأحكام في البرزخ على الأرواح، فهي التي تصعد وتذهب، وتجيء وتعذب وتنعم.
والله أعلم.