بينما كانت مساجد مصر تلتهب بالأدعية من أجل حض المواطنين على التبرع لأشقائهم من أهالي القطاع
بما تيسر من أغذية وأدوية غداة الحرب على غزة كانت بسرعة مع تلك الأدعية، وظلت قلوب البسطاء تتجاوب
السيارات المحملة بالمساعدات تهطل على العريش بينما
سائقوها يعودون للأهالي وهم يؤكدون لهم بأن موظف
معبر رفح طيبي القلب أكدوا لهم ان تلك المساعدات
سيحرسونها بعيونهم حتى تصل للأشقاء.
غير أن الحقيقة كانت على العكس من ذلك تماماً،
فقد جاءت الأوامر من جهات توصف دائماً بأنها نافذة
ومهمة تقضي بتكديس تلك المساعدات باستاد العريش
إنتظارا لأوامر جديدة من جهات أعلى.
وانتهى فصل الشتاء بما يحمله من زوابع وأمطار ثم
تلاه فصل الصيف الذي كاد أن ينقضي من غير أن تبرح
تلك المساعدات موقعها.
الجديد الذي كان يطرأ كل شهر تقريباً هو تلك
البعثات من وزارتي الصحة والتموين للتأكد من صلاحية
المساعدات، وكانت تلك التقارير تحذر من قرب فساد
الأغذية والأدوية وشيئاً فشيئاً بدأت بالفعل المساعدات
تتحلل. ودخل الفئران والقوارض حلبة المنافسة من أجل
الإستفادة من ذلك اﻟﻤﺨزون فأصبحت تتجول بحرية من
أجل الحصول على ما يكفيها من المؤن.
وأمام التشدد الذي يبديه النظام تجاه إدخال
المساعدات خاصة تلك التي يقوم بجمعها نشطاء
في المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين على وجه
الخصوص دخل على الخط طرف ثالث من اجل قطع
الشك باليقين، ولم يكن ذلك الطرف سوى قطاع الطرق
والبلطجية الذين وجدوا أن من الحماقة ترك تلك السلع
تفسد من غير أن يستفيد منها الأشقاء الفلسطينيون لذا
قرروا درءاً للمفاسد التدخل والسطو على اﻟﻤﺨزون من
المساعدات بالقوة وبيعه في العريش وهذا ما جرى على
وجه التحديد.
وقامت مجموعات من البلطجية باقتحام استاد
العريش الرياضي ظهر الثلاثاء ونهبت المساعدات
الإنسانية والغذائية والدوائية المقدمة من الشعب المصري
وعدد من الدول العربية إلى أهالي غزة المحاصرين.
وكانت السلطات المصرية قد رفضت إدخال هذه
المساعدات إلى غزة منذ أكثر من 6 أشهر فتم تخزينها في
استاد العريش ووصلت الكميات المكدسة منها إلى أكثر
من 10 آلاف طن عدا 400 طن من المساعدات الليبية التي تم
إعدامها منذ شهر تقريباً بعد تلفها بسبب سوء التخزين.
وبدأت عمليات نهب المساعدات باقتحام عدد من
البلطجية بوابات الاستاد والقفز من على الأسوار قبل أن
يشرعوا في تخاطف المساعدات وسرقتها لعدة ساعات
متواصلة رغم وجود عدد من ضباط الشرطة وقوات الأمن
التي لم تحرك ساكناً بل على العكس قام أحد الضباط
بمطاردة بعض الأهالي الذين حاولوا تصوير عمليات
سرقة مواد الإغاثة من دقيق وسكر وأرز، وهي معونات
مقدمة من بعض الجمعيات والنقابات في مصر وبعض
الدول العربية خاصة ليبيا والسعودية وقطر والجزائر.
يذكر أن تلك المساعادت ظلت ل 6 أشهر على أرض استاد
العريش تحت تأثير الأمطار والرطوبة والشمس الحارقة،
مما أدى إلى تلف وفساد غالبية تلك المساعدات قبل
سرقتها، حيث سبق أن قامت مديرية الصحة ومديرية
التموين بإعداد تقارير عن فساد تلك المواد الغذائية نتيجة
تعرضها لعوامل الجو بالإضافة إلى سوء التخزين ولم
يستجب محافظ شمال سيناء والمسؤولون عن الهلال
الأحمر إلى نصيحة بعض الأهالي ببيع تلك المساعدات
منذ فترة كبيرة قبل تلفها وإيصال ثمن تلك المساعدات
إلى أهالي غزة.
من جانبها نددت باكي هايلي إحدى الناشطات في
مجال حقوق الإنسان بأمريكا، ومنسقة الحركة العالمية
لفتح معبر رفح بالنظام المصري بسبب تواطؤه تجاه
معاناة الفلسطينيين ومساهمته في التنكيل بهم من
خلال سده أذنيه تجاه صرخات أهالي القطاع ورفضه
فتح معبر رفح بشكل طبيعي.
وأشارت الى ان النظام المصري لم يكن لينجح في تلك
المهمة بامتياز لولا تواطؤ الحكومة الأمريكية التي اتهمتها
باكي بأنها هي السبب الخفي الذي يقف وراء غلق معبر
رفح، وأن أمريكا لا تكتفي فقط بإغلاق المعبر، لكنها تتبع
أساليب تآمرية للسيطرة على جميع الحكومات في العالم
من أجل مصالحها ومصالح إسرائيل.