خلف مكتبه الفاخر المكيف،يشعل سيجارة من النوع الفاخر مناديا على الشاوش قدور ليحضرفي رمشة العين
وينحني كعادته تحية لمديره المحترم. نعم سيدي .. يأمره فخامته بالذهاب إلى المقهى المقابل لبناية المكتب للإتيان بكوب القهوة المقطرة السوداء كحياة قدور ،يطير المسكين بسرعة لمح البرق ،أثناء عبوره الشارع كانت حافلة ركاب قادمة لكنها كانت أسرع منه فأردته قتيلا.وصل خبر الوفاة للسيد المحترم فوقف حائرا ،إنها ورطة ويالها من ورطة ،ألف علامة استفهام ترقص أمام عينيه،من المسؤول عن قتل قدور؟ الحافلة أم أنا؟؟ لكن حيرته لم تدم طويلا ،لقد وجد الحل وقرر أن يصرح بأن السيد قدور خرج من دون أن يأخذ رخصة الخروج ،إلا أن باقي الذين يشتغلون مع قدور يعرفون أن السيد المدير هو الذي أرسله في هذه المهمة ، وتجنبا لشهادتهم فقد طلب عقد اجتماع أمني مصغر، وهددهم جميعا إذا خالفوا شهادته، ومع الأسف فإن الناس يخشون الناس ولا يخشون رب الناس الذي هو أحق أن يخشوه، وهكذا طارت حقوق قدور بطريقة قانونية كما طارت روحه رحمه الله ورحم أمثاله .
17/06/2009