رهانات جمعية «دعم مدرسة النجاح» أمام تأثيرات ثقافة الأسرة والمدرسة
المساء : 20 - 09 - 2011
ذ. سالم تالحوت
توليد تأثيرات خاصة: أي تحقيق ما حُرِم منه المتعلم في شق الثقافة الخاصة، ويتم ذلك من خلال:
استثمار نتائج الفروض المحروسة وإيقاعات مجموعات الفصل، للتعرف على غير المتفوقين ووضع لائحة بأسمائهم،
تصنيف المتعلمين إلى فئات متفاوتة ومتجانسة (ضعيفة ومتوسطة وجيدة)...
تحفيز المتفوقين لحمايتهم من الفشل لِما فيه من تشجيع الفاشلين وإقناعهم بإمكانية التفوق،
وضع مشاريع الدعم والتقوية لتجاوز إكراهات التأخر لدى بعض المتعلمين،
خلق أندية تنشيطية تستدمج الفاشلين في الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية للتعرف على مواهبهم وصقل ذكائهم واستثمارها لخلق النجاح بتوجيه مسارهم،
يعد توفير دور للطلبة والطالبات وسيلة أساسية لفك ارتباط الأبناء بضغوط الثقافة الخاصة والعامة السلبية للأسرة،
إلا أن إقامة الطلبة والطالبات قد لا تفيد حينما تعتبر فرصة تمنح حرية غير مقدرة، ويفهم أنها فرصة مهمة للتحرر من قيود الأسرة ورقابتها، فتؤدي إلى نتائج عكسية، إذ يتم فصلهم عن منبع قيّم وروافد أساسية في تنشئتهم الاجتماعية وتكوين الشخصية المغربية.
وتعتبر العوامل الثقافية الخاصة والعامة من المؤثرات الإيجابية والسلبية في التحصيل الدراسي للمتعلم، إلا أن المربين يمكنهم، بحق، القيام بدور وسيط يساعد على تعديل درجات التأثير السلبي وتنمية الآثار الإيجابية لبناء القدرات التعليمية لدى المتعلمين.
على سبيل الختم
يتأثر المتعلمون بعوامل ثقافية أسرية خاصة وعامة وتختلف منهجية معالجة آثار كل من العاملين. غير أنه من المهمّ الانتباه إلى أن:
العوامل الثقافية الخاصة تؤثر في مستويات الأقسام الستة الإجبارية الأولى (طفولة تابعة للأبوين تتطلب الحنان والقدوة العملية)...
بينما تؤثر العوامل الثقافية العامة في مستويات الأقسام الستة الإجبارية الثانية (فترة مراهقة الإعدادي تتطلب الحزم والتوجيه وفترة مراهقة الثانوي، تستدعي الرفق والمصاحبة.
وتؤثر العوامل الخاصة والعامة في مستويات الدراسات الجامعية (فترة تتطلب الاستقلالية).
ويمكن استنتاج تفاوت عوامل تأثيرات أبنائنا بالعالمين القروي والحضري والعمومي والخصوصي والعلمي والأدبي والذكور والإناث وأسلاك الابتدائي والإعداي والثانوي...
تفيد دراسة آثار العوامل الثقافية في تصنيف المتعلمين. وسيمكن ذلك المدرس من فهم شخصيات الفصل الدراسي، وسيُنجَز مهمته بشكل يجعل حصته «مضيافة» يشتاق إليها المتعلمون. كما سيُعين ذلك الأسرة على معرفة جوانب تأثيرها الخاص والعام على التحصيل الدراسي لأبنائها وستعمل بوعي على تعديل عواملها الثقافية.
ويمكن اعتبار أن العملية التعلُّمية تتم في مناخ موزع بين أربعة ثقافات وهي:
الثقافة العامة للأسرة،
الثقافة الخاصة للأسرة،
والثقافة العمومية التي تمارسها الإدارة التربوية، والتي ينشدها النظام الداخلي للمؤسسة التعليمية،
والثقافة الخاصة للأستاذ من خلال جودة الخدمة التي يقدمها في حصته.
وسيعد إنتاج «ثقافة النجاح» وسيلة عظيمة في جعل المتعلمين يتّحدون الآثار السلبية لباقي العوامل، مما سيساعد «جيل النجاح» على إنجاز معقلن لمهمته في التعلم المأمول بشكل احترافي...
لذلك فإن عائدات الفاعل الجديد مرتبطة بفهم رسالته وقدرته على الاستفادة من التراكمات السابقة ومختلف العناصر الفاعلة في الحياة المدرسية والعمل على إدماجها التام في مشروع «مدرسة النجاح».