فبعد التحية الأخوية؛
هل نحن بالفعل و الصدق مؤمنون بإصلاح منظومتنا التعليمية ؟!
قبل التطرق إلى تفاصيل الموضوع من حيثيات و دواعي الإصلاح التعليمي و طرح رهانات مستقبل البلاد المرتبطة أشد الإرتباط أخلاقيا و فكريا و سياسيا بأساس التنمية و التطور، ... ألا و هو التعليم !
و لا بد أيضا من تسجيل مجريات الدخول المدرسي و طرح تفاصيلها بالتدقيق على مستوى مجموعة مدرسية تابعة لنيابة إقليم آسفي، نعتبرها نموذجا و أرضية للدراسة و التحليل على المستوى الإقليمي في حجمه الصغير، قياسا على المستوى الوطني في حجمه الكبير؛ حتى يمكننا الوقوف عن كثب على وقائع و ممارسات لا تمت بصلة مع ما ننتظره من إصلاح مرتقب في ظل واقع تعليمي، و هذا انطلاقا من بدايته المرتبطة بالمقرر الوزاري المتعلق بتنظيم الدراسة برسم الموسم الدراسي 2012/2013؛ هذا الأخير الذي يطلنا علينا كل سنة بمقرراته المتضمنة ل 41 مادة لا تعكس إلا نسخا على وثائق و حبرا على ورق !!!
إن أول ما يمكننا تسجيله من ملاحظات ملموسة هو:
* تجاوزنا لما نص عليه الميثاق الوطني للتربية و التكوين نظاميا لتدبير الدخول المدرسي و هو أول أربعاء من شهر شتنبير ؟؟؟ و هذا مؤشر على سوء التنظيم و التدبير !!!
* حسب المادة 3 من المقرر الوزاري (...)؛ إن عملية التحاق جميع أطر و موظفي المصالح الإدارية و التربوية و المالية بمختلف النيابات يوم الإثنين 03/09/2012 لم تخضع لمراقبة نظامية أو محاسبة أخلاقية و قد تم التعبير عن الدخول بنوع من الإستهتار ...
* أما بالنسبة لعملية توقيع محضر الدخول المدرسي لأطر التدريس و كنموذج من مجموعتنا المدرسية بنيابة
إقليم آسفي، فقد تم ذلك بأشكال متعددة حسب مقاسات سلوكية مختلفة؛ منها من سيوقع في المدينة لأنه لا يريد التنقل إلى المركز القروي ...، ومنهم من وقع بسرعة و مبكرا لأغراض شخصية، و منهم من سيوقع متأخرا ... فماذا ننتظر من هذا السلوك الذي يتنافى و نية الإصلاح ما دمنا لا نرتبط ببعضنا البعض من حيث الزمالة المهنية ...
* في ظل هذا الجو اللاتربوي نجد مديرنا قد أعد مذكرة داخلية تنظم اجتماعا للأساتذة بتاريخ الجمعة المقبل 07/09/2012 لتدارس بعض القضايا التنظيمية و التربوية داخل مؤسستنا التعليمية، و هذا قرار مفاجىء لا يتماشى مع المادة 4 من المقرر الوزاري التي تخصص الفترة الممتدة بين 3 و 8 لإنهاء العمليات المتعلقة بإعداد الدخول المدرسي على مستوى المؤسسات التعليمية ...
* المادة 5 التي حددت مهام أطر التفتيش في الفترة الممتدة من يوم الأربعاء 05 شتنبر إلى غاية يوم السبت 29 شتنبر 2012؛ هي مهام تتحدد بشكل تنظيمي في زيارة المؤسسات و عقد اجتماعات مع المديرين و الأساتذة لاطلاعهم على المستجدات التربوية و معالجة القضايا الداخلية المطروحة و المصادقة على الوثائق التربوية و و ... فهذه العملية تبقى حبرا على هذا المقرر ؟؟؟
* المادة 6 و نعتبرها استهتارا واضحا ما دام يتكرر كل سنة دراسية حتى أصبح معتادا داخل أغلب المؤسسات؛ فتصوروا معنا أن هذه المادة تنص على ( انظروا المقرر) فإننا لم يسبق لنا أن توصلنا بنسخنا كوثائق تربوية المحددة في جداول الدراسة و استعمالات الزمن موقعة من المديرين و خاصة المفتشين بالمصادقة عليها ...
* المادة 7 المتعلقة بعيد المدرسة !!! المقرر يوم الإثنين 10/09/2012؛ فمنذ أن بدأ إصدار هذا المقرر الوزاري ابتداءا من سنة 2001 على ما نظن ... يبقى عيد المدرسة مجرد شعار على الألسنة و حبر على الورق؛ فهناك تغييب للعمل التشاركي و الإشراكي التي تنص عليه هذه المادة بين كل الفاعلين و المتدخلين من أجل إنجاح يوم عيد المدرسة، بل أكثر من هذا فجمعية آباء و أمهات و أولياء التلميذات و التلاميذ غير مهيكلة داخل مجموعتنا المدرسية لخلفيات تتحكم فيها عقلية الإدارة التربوية ؟! أفليس هذا استهتارا يعرقل توفير شروط ضمان انطلاق الدراسة من بدايتها ؟؟؟
* المادة 8 التي تحدد تاريخ الإنطلاقة الفعلية للدراسة في يومي 12 و 13 من الشهر الحالي بادئة بالإبتدائي ثم الإعدادي و التأهيلي بدون معنى لهذا التحديد!!! ناهينا عن تغييب مختلف الجوانب و الترتيبات التربوية التي تنص عليها هذه المادة ماعدا مسألة توزيع الكتب و اللوازم المدرسية التي تؤطرها المبادرة الملكية " مليون محفظة " على الرغم من كون هذه العملية لا تحترم ( فعل مضارع مبني للمجهول ) مواعيدها و تدبيرها !! ...
و أكثر من هذا وتبعا لنص المادة نفسها فإن مسألة سجلات الحضور و الغياب بالنسبة للسنة الفارطة كانت كارثية من حيث إعداد السجل كعدة تعليمية تنم عن استهتار إداري ...
* بالنسبة للمواد التالية من المقرر الوزاري الحالي فنظن أن الواقع الفعلي لتنفيذها يطرح عدة استفهامات يجب الوقوف عليها للإجابة عنها بموضوعية لأنها و الواقع كذلك لاتعبر عن مفهوم مبدإ تحديد المسؤوليات لا التنظيمية و لا التربوية و لا التأطيرية و لا الإدارية و لا و لا ...
*** إلى هذا الحد من الملاحظات المعاشة بشكل مباشر و يومي و الخاصة بيوم التوقيع على محضر الدخول المدرسي و إلى فرصة قريبة حسب أحداث واقعية من قلب مجموعة مدرسية بنيابة إقليم آسفي
و للإشارة فإننا لازلنا لم ندخل صلب موضوعنا المعنون فقط مجرد تمهيد سلوكي هل يؤهلنا بالفعل و الصدق إلى الإصلاح ؟؟؟
توقيع في آسفي يوم الثلاثاء 04 شتنبر 2012