تلاميذنا انتفضوا فهل من مجيب ؟؟
بـقـلــم/ ذ . هشام شولادي
خرج المئات من التلاميذ والتلميذات على امتداد مدن المغرب يوم 6 غشت في وقفات احتجاجية في الساحات العمومية، وقبله يومي 18 أكتوبر و 29 نونبر في العشرات من الثانويات المغربية ليدقوا ناقوس الخطر، وقد صدحت أصواتهم ذكورا وإناثا تندد بواقع تعليمي أقل ما يقال عنه أنه متخلف، يهدر الوقت ويبدد الطاقات ويضيع الجهود، تعليم يفتقد لكل مظاهر العدالة والنزاهة والمصداقية، ويغيب عنه مبدأ تكافؤ الفرص ويعيث فيه فسادا تعليم حر لاحسيب له ولا رقيب، ولا حدود فيه لسخاء وجود في بيانات النقط. هو تعليم ضاع معه أبناء الفقراء من الخبازين والنجارين والصباغين والنقالين بل وحتى أبناء الطبقة المتوسطة من الأساتذة و الموظفين.
كان من المفروض أن نجلس مليا لنتأمل في انتفاضة التلاميذ، بل صار مستعجلا أن نعلن عن انطلاق حوار وطني جاد ومسؤول، يعيد للمؤسسة الوطنية هيبتها وجودتها، ويحيي في الضمائر والأنفس التنافس الشريف والتعليم المبدع.
لقد أشرت غضبة التلاميذ من النجباء والنجيبات عن سخط غير مسبوق، وتدمر محبط للآمال، بعدما وجدوا أنفسهم خارج سباق المنافسة للولوج إلى المدارس العليا للطب والهندسة بالنظر للإرتفاع المهمول للمعدلات، وذلك بعد حصولهم على الباكالوريا من قلب حجرات امتحان أقل ما يقال عنها ساحات حروب تنوعت فيها أسلحة الدمار الشامل للغش والخداع واقتناص النقط مكرا أو عنوة.
يا قوم : لقد أجمع الصديق قبل العدو، والقريب قبل البعيد، على أن تعليمنا كارثي بكل ما تحمله كلمة كارثة من معنى. وقد صرح بذلك مؤخرا ا وزير التعليم عندما نعى المخطط الإستعجالي، كما قدمت اليونسكو البارحة أرقاما صادمة عن تعليمنا، أقرت فيها أن بلدنا يحتل مراتب متأخرة في أغلب المؤشرات مقارنة مع دول عربية وإفريقية عديدة.
ولكنه، وللأسف الشديد، بدل الإصغاء للأصوات الحرة المنبعثة من صدور وقلوب طلابنا وتلاميذنا، لوح بعضنا بإلغاء مجانية التعليم، وفرض رسوم على الوالجين والوالجات للمعاهد العليا في تنصل واضح ومكشوف للدولة من حق دستوري يمنح الإستفادة من المؤسسات الوطنية التي نؤدي لها ضرائب على الماء الذي نشربه والهواء الذي نستنشقه.
لا عيب ولا ضير إن نحن أغلقنا مؤسساتنا التعليمية مدة سنة كاملة، وأعلناها بكل جرأة ومسؤولية سنة بيضاء من تاريخ البلد _ و قد فعلتها أمريكا لما سبقتها روسيا إلى الفضاء _ يقف فيها الجميع وقفة تأمل وتدبر لنسأل أنفسنا لماذا فشلنا في التعليم ؟.
هل أخطأنا في التقدير وفي اختيار طواقم التدبير والتنقيب والمتابعة الساهرة على مشاريع الإصلاح ؟؟ أم أننا خططنا للفشل عن سبق إصرار وترصد حتى يستفيد البعض دون البعض الآخر من فساد منظومة لن تنتج سوى البسطاء والفقراء والمهمشين من المواطنين من الدرجة الثانية والثالثة، أما أصحاب الدرجة الأولى، أطر المستقبل، أصحاب القرار السياسي والإقتصادي، فهم بمنأئ عن هذا الواقع المزري، لأنهم يحجزون وبكل أريحية مقعدهم في الخطوط الجوية الملكية المغربية المتجهة نحو الديار الأورويبة والأمريكية قبل الإعلان عن نتائج الباكالوريا، ليعودوا بعدها متوجين بشهادة تؤهلهم لامتلاك رقاب البلاد والعباد.
ملحوظة : وزير التربية الوطينة من حزب الإستقلال يلغي رسوم التسجيل المفروضة على الآباء و الأمهات في المؤسسات التعليمية ووزير التعليم العالي من حزب العدالة و التنمية يطمح لفرضها في التعليم العالي . حلل و ناقش.