بقلم : عبدالسلام المساتي
رغم أن صيت الباكلوريا خف وتضاءل بالمقارنة مع السنوات الماضية إلا أنها مازالت تعني الكثير لبعض التلاميذ وأيضا لبعض أوليائهم ،فهي بمثابة السنة المفتاح التي تفتح بوابة المستقبل في وجه التلميذ.هذا طبعا مجرد احتمال فبالمغرب قد يبقى هذا الباب مغلقا للأبد حتى وإن كنت مثقلا بالشواهد والدبلومات.المهم أنه كلما اقتربت الامتحانات النهائية للباكلوريا إلا ونجد أن درجة التأهب تصل مداها وسط التلاميذ الذين لا يهمهم من الأمر كله إلا أن يجدوا أسماءهم ضمن لائحة الناجحين لحظة إظهار النتائج.
تكفينا جولة قصيرة على المكتبات المخصصة للنسخ حتى نرى كيف أنها تزدحم بأجساد التلاميذ خلال الفترة التي تسبق الامتحانات، فهناك من يريد دروس الفلسفة،وهناك من يرغب في دروس الاجتماعيات ، وآخر يريد منهجية اللغة العربية...طبعا هذا كله في نسخ مصغرة تساعد على النقل بشكل جيد دون مشاكل ولا معيقات...أما من فاتته هكذا جولة فيمكنه أن يزور إحدى الثانويات خلال الامتحانات ليكتشف كيف أن أرجاءها تعج بالأجساد وطبعا العقول...فهذا أب يملي على ابنته الأجوبة عبر الهاتف ،وتلك أخت ترسل لأختها الأجوبة في رسائل هاتفية قصيرة، وذاك أستاذ تم تأجيره ليجيب عن ورقة الأسئلة التي تخرج من الثانوية بطرق عجيبة تتنوع بين الحمامة وسيارة الإسعاف ، أما قنبلة هذه السنة فكانت هي تصوير ورقة الامتحان بالهاتف المحمول المزود بالانترنيت و إرسالها عبر الفيسبوك في خمس دقائق... وأنتم بجانب الثانوية لا تتفاجأوا أيضا إن وجدتم بعض الأمهات الرافعات أيديهن إلى السماء داعيات بأن تتم عملية الغش في سلام وأمان!
هذا هو حالنا أيها السادة وهذه حقيقتنا ،فعن أي امتحانات وعن أي تعليم نتكلم في ظل هذه الوضعية المخجلة؟؟؟من يخدع من؟ومن يكذب على من؟هل التلميذ يخدع أبويه؟أم أن الأبوين يخدعان نفسيهما؟ أم أن الحكومة تخدع الجميع؟الإصلاحات المتكررة ليست هي الحل ،فالإصلاح لا يمكن أن يتم فوق أرضية هشة ،بل يحتاج إلى أساس صلب ونحن بالمغرب مازلنا نفتقد لهذا الأساس المرتبط في الأصل بالمجتمع.فلا داعي إذن أن نتكلم عن الامتحانات في ظل مجتمع تغيب الأخلاقيات الضرورية.فالامتحان الذي تحدد نتائجه حسب البراعة في استخدام الغش وليس حسب البراعة في استخدام المعلومة وتحليلها سيبقى مجرد أكذوبة جعلناها قابلة للتصديق! ربما الامتحان الشفوي هو الحل,,,