ما حقيقة هؤلاء القوم ؟..(*) - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بمشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية Tajdadi
Tajdadi
:: دفاتري متميز ::
تاريخ التسجيل: 11 - 1 - 2009
المشاركات: 294
معدل تقييم المستوى: 218
Tajdadi على طريق التميزTajdadi على طريق التميز
Tajdadi غير متواجد حالياً
نشاط [ Tajdadi ]
قوة السمعة:218
قديم 10-12-2014, 06:47 المشاركة 1   
افتراضي ما حقيقة هؤلاء القوم ؟..(*)

ما حقيقة هؤلاء القوم ؟..(*)

بقلم : عبد المجيد التجدادي
[email protected]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داع صيتهم بين سكان الجماعة القروية ، و ملكوا قلوب الكثيرين منهم ؛ فقد بدا لهم أنهم يعطون للناس و لا يأخذون ، و يسعون في خدمتهم ، و خاصة عندما يتعلق الأمر بالنساء القرويات ... و لكن السؤال المزعج يبقى مترددا في أدهان كثيرين : ترى ، ما الذي جاء بهؤلاء إلى هنا ؟.. كيف يتحملون فراق أهليهم و ديارهم و أوطانهم حيث رغد العيش و الترف و الوفرة و اليسر ؟.. كيف يتحملون المكوث في بلادنا حيث الضنك و التهميش و القلة و العسر ؟.. كيف و لِمَ ؟... غريب أمر هؤلاء القوم !!... يدخلون علينا ديارنا ، و يتخللون مجالس نسائنا ، و يتعلمون لساننا ، و يؤكدون حرصهم على خدمتنا بدون مقابل كأنهم هم القائلون : << لا نريد منكم جزاء و لا شكورا >> !!..
ترى ، هل كل هذا مجرد تعاطف إنساني لا تشوبه شائبة ؟..
البعض منا تساورهم الشكوك من نوايا هؤلاء القوم ؛ أليس وراء كل ما يظهرونه من تعاطف إنساني نية خبيثة مبيتة ؟.. و لكن ما هي ؟ أو على الأقل : ما هو بعضها ؟... و كيف السبيل لمعرفة الجواب ؟... أم أن تلك الشكوك نفسها مجرد هواجس مرضية لا مبرر لها ؟
كان و ما يزال من مشاكل منطقتنا المهمشة المعزولة انخفاض نسبة التعليم ، و ارتفاع حجم الهدر المدرسي . و تشتد هذه الظاهرة أكثر في صفوف الفتيات ؛ فولوجهن إلى المدرسة الابتدائية يعد مكسبا عظيما . أما الوصول إلى التعليم الثانوي فمجرد حلم يراودهن ، تَحَقّقُه يكاد يكون مستحيلا .
السيد "حمو" ، أحد فقراء القرية ، استطاع بقوة طموحه و حبه لابنته فاطمة أن يمكنها من فرصة التعلم بالمدرسة الابتدائية الواقعة على بعد ساعة من المنزل ، و هو الآن يريد أن يلبي رغبتها في مواصلة درب تعليمها بولوج مستوى التعليم الثانوي مكافأة لها على ما أبانته من اجتهاد و تفوق و حسن أخلاق ... و لكن الثانوية هناك بعيدا في المدينة الكبيرة ، فكيف له أن يلبي للفتاة رغبتها : أين المأوى ؟ و كيف يتركها هناك لوحدها بعيدا عن عين حرصه و رعايته ؟.. البُنَية عزيزة على قلب أبيها و هو في حيرة من أمره : فلا ظروفه المادية الصعبة تسمح له بإرسالها ، و لا قلبه يطاوعه لفراقها . آه !.. هذا هم جديد ينضاف إلى ركام الهموم التي ينوء بها حِمل السيد "حمو" . ليته كان يملك بيتا هناك في المدينة كما هو شأن بعض ميسوري الحال من أبناء المنطقة ، أو ليت له عائلة هناك يستودعها ابنته . آه ! ما باليد حيلة ؛ فما العمل ؟..
الآنسة "ماركاريت" واحدة من هؤلاء الغرباء الذين حلوا بالمنطقة مند سنوات عديدة حتى أنك لا تستطيع أن تميزها عن سكانها إلا إذا أفصحت بلسانها الإنجليزي ؛ فلغة الأهالي تتقنها ، و عاداتهم تعرفها ، و مجالسهم تغشاها ... و تؤكد غير ما مرة أنها هنا لخدمة "الإنسانية المحرومة" .
وصلت أصداء حيرة السيد "حمو" إلى الآنسة "ماركاريت" فبادرت إلى تفريج كربته بعرض الحل : إرسال ابنته للإقامة بمؤسسة داخلية تستقبل الحالات المشابهة لحالة فاطمة ؛ استقبال الفتيات القرويات المهددات بوأد طموحهن الدراسي .
هلل الأب و هللت الأم و هللت البنية لبادرة الآنسة "ماركاريت" ، غير أن بعضا من الريبة ما تزال في النفوس . سارع السيد "حمو" إلى استشارة من يثق بهم . لا أحد من هؤلاء أشار عليه بما يشفي الغليل ، فالكل يجهل بحقيقة الآنسة و مؤسستها . "المقدم" نفسه لا يعلم عن حقيقتها شيئا . غير أنهم جميعا دعوه إلى أن يجرب حظه معها و كذلك فعل .
تقول فاطمة و هي تحكي قصتها مع تلك المؤسسة الداخلية :
<< كانت المؤسسة كبيرة بما يكفي لإيواء عشرات الفتيات إن لم يكن أكثر من ذلك . هي الأخرى مثل الكثير من المؤسسات التطوعية ترفع شعار "تشجيع تمدرس الفتاة القروية" ؛ لهذا السبب يبدو أنها تجد لها ما يكفي من التعاطف و الآذان الصاغية و الآيادي الممدودة بالمساعدة . غير أن ما لفت انتباهي مند ولجت إليها أن كل الأطر القائمين عليها أجانب من نفس طينة الآنسة "ماركاريت" >> .
<< دخلتُ إليها رفقة صديقة لي جمعتنا صفوف المدرسة الابتدائية . فوجدنا أن المكان يأوي فتيات قدِمْن من المناطق القروية المجاورة ، كلهن من الفئات الفقيرة مثلنا . غير أن هندامهن و سلوكاتهن لا تكاد تشي بشيء من أصلهن القروي ؛ لهذا فقد كان من اللافت جدا هندامنا و طريقة تعاملنا نحن الاثنتان القادمتان للتو من أصولنا القروية . كنت أنا أرتدي قميصا و تنورة طويلة مع منديل بسيط أغطي به شعري ، أما زميلتي فقد كانت ترتدي جلبابا مغربيا و خمارا يمتد إلى صدرها . كنا في الأول محط تهكم الفتيات نزيلات المؤسسة كأننا قادمات من كوكب آخر . أما فيما بعد فقد أصبحنا محط النقد و التجريح و الإهانة تارة و الإغراء تارة أخرى من طرف الأطر أنفسهم ، و خاصة من طرف الآنسة "ماركاريت" >> .
<< لقد كانت "ماركاريت" تتحين أية فرصة نرتكب فيها أدنى خطأ لكي تكشف لنا عن حقيقة وجه رسالتها "الإنسانية المجردة" . كانت كل مرة تكرر على مسامعنا أنا و زميلتي هذه الرسائل :
ــ كأنكن همجيات ، ألا تعرفن من رقي الحضارة شيئا ؟!...
ــ اتركن عليكن عوائد الجبل الهمجية ، فأنتن الآن في المدينة !...
ــ ما تلبسنه الآن من تلك الألبسة الطويلة لا يناسبكن أبدا ، لقد جعلكن أكبر سنا !..
ــ كفى من ارتداء هذه الألبسة البالية ألبسة العواجيز !..
ــ أنتن فتيات جميلات في ريعان شبابكن ، عليكن بارتداء ألبسة تكشفن بها عن أنوثتكن و تظهرن بها تناسق أجسادكن الفتانة !... تمتعن بأنفسكن يا حسناوات !..
ــ لن تناسبكن سوى الأقمصة القصيرة و سراويل "الجينز" و "السليم" ، فهي القادرة على كشف بهاء حسنكن و سحركن !..
لقد كانت تتحين كل فرصة للنيل من قيمنا و تحقيرها مقابل الإعلاء من شأن القيم التي تؤمن بها هي : فقيمنا و عاداتنا همجية بالية لا تليق إلا بالعواجيز ... و العواجيز لا يليق بهن سوى الموت و القبر !!.. >> .
<< لم نستطع أنا و زميلتي تحمل رسائل الإهانة و الإغراء تلك ، فكان ذلك سببا في انسحبنا من تلك المؤسسة و عدنا إلى قريتنا ننتظر حتى يسر الله لنا حل الحصول على منحة للإقامة بقسم داخلي داخل ثانوية عمومية . لم تكن أحسن حالا من الأولى ، و لكنها على الأقل أأمن و أسلم . و فيها قضينا سنوات دراستنا الثانوية حتى الحصول على شهادة البكالوريا ، و الحمد لله >> .
تقول فاطمة و هي تستحضر تجربتها ، و تحاول من خلالها فك جزء من أسرار القوم الأجانب الذين يحلون بقريتها بين الحين و الآخر في إطار شعار "التعاون الدولي و الإنساني" : << يبدو لي بأن هؤلاء القوم ربما مقتنعون بأنهم لن يغيروا من ديننا شيئا ..؛ غير أنهم يطمعون على الأقل في تغيير أو تشويه أخلاقنا . و هنا أستحضر رسائل الآنسة "ماركاريت" التي تركز على هدم أخلاق الحشمة و الحياء مقابل إعلاء بنيان ثقافة الملابس القصيرة و اللاصقة ، ثقافة "الجينز" و "السليم" ، ثقافة "المريكان" ... كما أتذكر مشهدا بقي عالقا بدهني أيام دراستي الابتدائية أظن الآن أنني فهمت غايته : فقد كان بقريتنا شاب و شابة من أولئك القوم الأجانب . كنا نحن الصغار و الشابات من بنات القرية نجلس إلى الشابة الأجنبية نشبع فضولنا في محاولة لمعرفتها و معرفة ما وراءها ، و كان كل مرة يأتي رفيقها لزيارتها مقتحما علينا حَرَم مجلسنا يبدأ بتحيتها بتقبيلها قبلات غريبة أثارت خجلنا في الأول ، غير أننا أخذنا في التعود عليها رويدا رويدا مع مرور الأيام >> .
لعل الرسالة أصبحت واضحة ، و اتضحت معها النية المبيتة : القوم يعملون بنفس طويل لا يكل و لا يمل لسنوات ، يسعون بجد في العمل على حقل نفوسنا ؛ يجتثون من تربتها القيم و الأخلاق التي ورثناها جيلا عن جيل ليغرسوا مكانها قيمهم و أخلاقهم القادمة من هناك وراء البحار ... يسلخوننا من ذواتنا لكي يلبسونا ذواتهم ... إنها قصة الشيطان تتكرر من جديد : فهو إن أيس من أن يكفر الناس ، فإنه يطمع على الأقل في النيل من إيمانهم ببعض الضعف .
الشيطان ينفد إلى الناس من باب مصالحهم ..؛ لهذا لا نريد لشعارات "التعاون الإنساني" و "التعاون الدولي" أن تكون منافد لـ"الاستعمار الجديد" تماما كما كانت "نوايا إنسانية" كثيرة منافذ للاستعمار القديم .
كما أن هذا يلح علينا نحن جميعا أبناء هذا الوطن ألا نترك لغريبٍ فرصةً لكي يمن علينا ببعض فتات عطاياه ، يعلو بيده علينا فيرمقنا هو من قمة و نتطلع إليه نحن من حفرة ... أهل اليسر في هذا البلد ما أكثرهم ، و أن ينفقوا الخير في هذا الباب أولى من أبواب أخرى ، و هذا ليس بغريب على رصيدنا التاريخي الزاخر بشواهد كثيرة من البذل و العطاء لأجل طلاب العلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(*) الشخصيات مستعارة ، و لكن الأحداث حقيقية .









آخر مواضيعي

0 رسالة مفتوحة إلى السيد محمد الساسي
0 من أجل بديل لمذكرة "البستنة"
0 ما حقيقة هؤلاء القوم ؟..(*)
0 سؤال عن استكمال الدراسة بالجامعة .
0 ملاحظات في إعداد جداول الحصص
0 اقتراح في تعزيز مالية المؤسسة التعليمية
0 لأساتذة الاجتماعيات هذا المقترح
0 وجهة نظر في تعليم اللغات بالمغرب
0 توظيف الحس الجماعي لصالح العملية التعليمية التعلمية
0 هل صدرت فتوى المجلس العلمي الأعلى حول التعامل مع البنوك بالفائدة ..؟


الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1249
افتراضي
قديم 10-12-2014, 07:04 المشاركة 2   

تساؤل مشروع و منطقي ...!
الغريب أنّ هؤلاء القوم يجدون دعما كبيرا من قبل السلطات , فخلال تعييني بمنطقة في ربوع بلدنا الحبيب , لاحظت وجود شابة أميركية الأصل , تعمل كمتطوعة ل " خدمة الإنسانية " على غرار مركريت ...و كانت لها كامل الحظوة لدى قائد المنطقة و رئيس الجماعة و رئيس الدائرة ...الذين أعطوا تعليمات صارمة لجميع السكان باحترامها و للسائقين بمساعدتها على التنقل إلى أي وجهة شاءت ...فما حقيقة هؤلاء القوم ؟؟؟
شكرا جزيلا أخي الفاضل عبد المجيد التجدادي

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

التعديل الأخير تم بواسطة الشريف السلاوي ; 10-12-2014 الساعة 08:32
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« مدرسة القرن 21 | خطــــــة وزير التربية الوطنية بلمختار لـ«إنقاذ» التعليم فـــــي أفــــــــق 2030 »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفعل لا القول daftara دفاتر مستجدات الحركة الانتقالية 2017 0 01-04-2013 11:30
فلنقتل القول بالعمل مريم الوادي دفتر الشؤون العامة لدفاتر نت 9 11-10-2011 21:23
ما رأيك في هذا القول tarafa دفاتر المواضيع العامة والشاملة 3 10-05-2009 09:29
هل صحيح هذا القول abdo09 سؤال وجواب , دفتر الاستفسارات العامة 1 26-03-2009 15:09
القول المفيد في التوحيد younesserraoui دفاتر المواضيع الإسلامية 0 21-02-2009 16:38


الساعة الآن 12:31


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة