الحلقة العاشرة
تتمة موضوع التواصل البيداغوجي
و على العموم و انطلاقا مما سبق , يتضح أن التواصل الفعال ,هو الدي نحرص فيه ,على استحضار أي نوع من تلك الأنواع (عمودي -افقي -مفتوح ) بحسب ما تتطلبه اللحظة التعلمية . و لدلك ,فاستعمال الأنواع الثلاثة ,يبقى أساسيا في كل مادة و حسب طبيعة الكفايات المراد بناؤها .
و نضيف أن هناك ,من يقسم التواصل بحسب طبيعته , الى تواصل عرضي فجائي غير مخطط له ,يحدث نتيجة اللحظة,أو بحسب المقام .فكثيرا ما ,ينجر الاستاد الى مناقشة أشياء أو أفكار خارجة عن سياق الدرس . ودلك بدافع من المتعلمين ,اد تستهويهم فكرة ما و ردت في النقاش فينجر الجميع وراءها,تاركين الموضوع الاساسي . اما لجادبية الفكرة أو لكونها من المواضيع الراهنة أو لتحقيق متعة لدى المتعلم ,بحيث يجد في مناقشتها اشباعا لحاجاته و تساؤلاته .
و هناك تواصل انطباعي ,يتم من خلاله التعبير عن انطباعات الباث من نفسه أو عن رأيه في الآخرين .-اما بهدف التوجيه او التنبيه -. أو بهدف الاعتداد بالنفس و ابراز محاسنها و مميزاتها .
و هناك تواصل مقصود مخطط له . تكون في الغالب أهدافه محددة لاحداث الآثار المرتقبة و المتوقعة منه, اما في دهن المتعلم أو في نفسه , أو في خبراته و قدراته و مواقفه . و آدائه و انجازه . و الهدف هنا الحرص على تحقيق تواصل بيداغوجي فعال .
و لتحقيق دلك علينا أن نعي ,جملة من المبادئ التي يقوم عليها التواصل . و هي أن ننتبه الى ان اللغة ليست وسيلة التواصل الوحيدة . لدا ,لا بد من العمل على توظيف مختلف الوسائل العلامية الاخرى- للتواصل -و مراقبتها عند المتلقي في كل لحظة و حين. لانها رسائل تعبر عن سمات متعددة في شخصية المتعلم . مما يسمح لنا من التعرف عليه اكثر بغية الاقتراب منه أكثر .كذلك ينبغي الحرص على تحقيق توازن ما بين استخدام وسائل التواصل و استخدامها في الموقف المناسب لكل علامة . ومن تلك الوسائل اللغوية للتواصل :الوسائل السمعية و هي كل الوسائل اللغوية المنطوقة او الماوراء اللغة, الاحائية أو الرمزية المبطنة وراء القول, أو ما يصاحب النطق من نبرات قد تكون أعمق دلالة :تفخيم, ترقيق, نسق الكلام و غيرها...... .اضف الى ذلك ,الاصوات الغير اللغوية, كالآهات و التعجب, التوجع, التفجع, نحيب, بكاء ,ضحك . و لا يمكن اغفال الوسائل البصرية, من قبيل علامات التواصل المباشرة (حركات البدن -ملامح العينين -عض الشفتين -صك الاسنان -ملامح الوجه )
و لطبيعة الرسالة دور اساسي في تواصل فعال للرسالة و من تمة يجب ,أن تكون في متناول المتعلم ,ليس بها ما يعيق فهمها و ادراكها , كأن تكون فوق مستوياته النمائية ,أو العكس. أو أن تتضمن كلمات و مصطلحات لم يعد لها وجود في زمن المتلقي .
اما في ما يتعلق بالمحيط فلا يجب أن نتناسىما للمحيط من أهمية في تحقيق تواصل فعال .فتجنب الضجيج الآتي من خارج القاعةسواء من الساحة أو الاقسام المجاورة اوالشارع مما يتسبب في اثارة انتباه المتعلمين . و لا يجب ان نغفل ,ما لضعف الانارة أو التهوية و نظام الجلوس من أثر على اعاقة التواصل .
و خلاصة القول ان تحقيق تواصل فعال يتطلب من المدرس تشخيص كل العوامل التي ذكرت وأن يتحلى باليقظة, و الاستنفار الدائم قصد مراقبة كل ما يصدر عن المتعلم من اقوال و افعال و سلوكات و مواقف و تصرفات . و توظيف كل أنواع التواصل ليتحقق الانفعال المتبادل .
و اكتفي بهدا القدر و شكرا للجميع