سياط القلوب قبل لقاء علام الغيوب - الصفحة 13 - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفــتــر المواعظ والرقائق تعالو بنا نؤمن ساعة ، دعوة إلى وعظ النفوس و ترقيق القلوب بكلام طيب يقربها من خالقها ..

أدوات الموضوع

طارق دامي تكنولوجيا
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية طارق دامي تكنولوجيا

تاريخ التسجيل: 10 - 6 - 2011
السكن: المغرب/ الدار البيضاء
المشاركات: 682

طارق دامي تكنولوجيا غير متواجد حالياً

نشاط [ طارق دامي تكنولوجيا ]
معدل تقييم المستوى: 227
افتراضي
قديم 22-09-2015, 18:01 المشاركة 61   



موعظة أب لابنه من كتاب الزهد والرقائق لابن المبارك

قال عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، لِابْنِهِ: " يَا بُنَيَّ، كُنْ مِمَّنْ نَأْيُهُ عَمَّنْ نَأَى عَنْهُ يَقِينٌ وَنَزَاهَةٌ، وَدُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنَا مِنْهُ لِينٌ وَرَحْمَةٌ، لَيْسَ نَأْيُهُ بِكِبْرٍ، وَلَا عَظَمَةٍ، وَلَا دُنُوُّهُ بِخَدْعٍ، وَلَا خِلَابَةٍ، يَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَهُ، فَهُوَ إِمَامٌ لِمَنْ بَعْدَهُ
وَلَا يَعْجَلُ فِيمَا رَابَهُ، وَيَعْفُو إِذَا تَبَيَّنَ لَهُ، يُغْمِضُ فِي الَّذِي لَهُ، وَيَزِيدُ فِي الْحَقِّ الَّذِي عَلَيْهِ
لَا يَعْزُبُ حِلْمُهُ، وَلَا يَحْضُرُ جَهْلُهُ، الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ، وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ، إِنْ زُكِّيَ خَافَ مِمَّا يَقُولُونَ، وَاسْتَغْفَرَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ، لَا يَغُرُّهُ ثَنَاءُ مَنْ جَهِلَهُ، وَلَا يَنْسَى إِحْصَاءَ مَنْ عَلِمَهُ، يَقُولُ: رَبِّي أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِي مِنْ غَيْرِي، فَهُوَ يَسْتَبْطِئُ نَفْسَهُ فِي الْعَمَلِ، وَيَأْتِي مَا أَتَى مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ عَلَى وَجَلٍ

إِنْ عَصَتْهُ نَفْسُهُ فِيمَا كَرِهَتْ لَمْ يُطِعْهَا فِيمَا أَحَبَّتْهُ، يَبِيتُ وَهُوَ يَذْكُرُ، وَيُصْبِحُ وَهِمَّتُهُ أَنْ يَشْكُرَ، يَبِيتُ حَذِرًا، وَيُصْبِحُ فَرِحًا، حَذِرًا لِمَا حُذِّرَ مِنَ الْغَفْلَةِ، فَرِحًا لِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ

لَا يُحَدِّثُ أَمَانَتَهُ الْأَصْدِقَاءَ، وَلَا يَكْتُمُ شَهَادَتَهُ الْأَعْدَاءَ، وَلَا يَعْمَلُ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ رِيَاءً، وَلَا يَدَعُ شَيْئًا مِنْهُ حَيَاءً

إِنْ كَانَ فِي الذَّاكِرِينَ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَإِنْ كَانَ فِي الْغَافِلِينَ كُتِبَ فِي الذَّاكِرِينَ؛ لِأَنَّهُ يَذْكُرُ حِينَ لَا يَذْكُرُونَ، وَلَا يَغْفُلُ حِينَ يَذْكُرُونَ
زَهَادَتُهُ فِيمَا يَنْفَدُ، وَرَغْبَتُهُ فِيمَا يَخْلُدُ، فَيَصْمُتُ لِيَسْلَمَ، وَيَخْلُو لِيَغْنَمَ، وَيَنْطِقُ لِيُفْهِمَ، وَيُخَالِطُ لِيَعْلَمَ، وَلَا يَنْصِبُ لِلْخَيْرِ وَهُوَ يَسْهُو، وَلَا يَسْتَمِعُ لَهُ وَهُوَ يَلْغُو
مَجَالِسُ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَجَالِسِ اللَّغْوِ مَعَ الْأَغْنِيَاءِ

وَلَا تَكُنْ يَا بُنَيَّ، مِمَّنْ يَعْجَبُ بِالْيَقِينِ مِنْ نَفْسِهِ فِيمَا ذَهَبَ، وَيَنْسَى الْيَقِينَ فِيمَا رَجَا وَطَلَبَ، يَقُولُ فِيمَا ذَهَبَ: لَوْ قُدِّرَ شَيْءٌ كَانَ، وَيَقُولُ فِيمَا بَقِيَ: ابْتَغِ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ
شَاخِصًا غَيْرَ مُطْمَئِنٍّ، لَا يَثِقُ مِنَ الرِّزْقِ بِمَا قَدْ تُضُمِّنَ لَهُ، تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ، وَلَا يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ، يَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ، وَيَعْمَلُ فِي الْمَعْصِيَةِ
كَانَ فِي أَوَّلِ عُمُرِهِ فِي غَفْلَةٍ وَغِرَّةٍ، ثُمَّ أُبْقِيَ، وَأُقِيلَ الْعَثْرَةَ، فَإِذَا هُوَ فِي آخِرِهِ كَسِلٌ ذُو فَتْرَةٍ، طَالَ عَلَيْهِ الْأَمَلُ فَفَتَرَ، وَطَالَ عَلَيْهِ الْأَمَدُ فَاغْتَرَّ، وَأُعْذِرَ إِلَيْهِ فِيمَا عُمِّرَ، وَلَيْسَ فِيمَا عُمِّرَ بِمُعْذَرٍ، عُمِّرَ فِيمَا يُتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ، وَهُوَ مِنَ الذَّنْبِ وَالنِّعْمَةِ مُوقَرٌ

إِنْ أُعْطِيَ لَمْ يَشْكُرْ، وَإِنْ مُنِعَ قَالَ: لِمَ لَمْ يُقَدَّرْ، أَسَاءَ الْعَبْدُ وَاسْتَكْبَرَ، اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُشْكَرَ، وَهُوَ أَحَقُّ أَنْ لَا يُعْذَرَ

يَتَكَلَّفُ مَا لَمْ يُؤْمَرْ، وَيُضَيِّعُ مَا هُوَ أَكْبَرُ، يَسْأَلُ الْكَثِيرَ، وَيُنْفِقُ الْيَسِيرَ، فَأُعْطِيَ مَا يَكْفِي، وَمُنِعَ مَا يُلْهِي، فَلَيْسَ يَرَى شَيْئًا يُغْنِي، إِلَّا غِنَاءً يُطْغِي
يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُعْطِيَ، وَيَبْتَغِي الزِّيَادَةَ فِيمَا بَقِيَ، يَسْتَبْطِئُ نَفْسَهُ فِي شُكْرِ مَا أُوتِيَ، وَيَنْسَى مَا عَلَيْهِ مِنَ الشُّكْرِ فِيمَا وُقِيَ، يَنْهَى وَلَا يَنْتَهِي، وَيَأْمُرُ بِمَا لَا يَأْتِي، يَهْلَكُ فِي بُغْضِهِ، وَلَا يَقْصِدُ فِي حُبِّهِ، يَغُرُّهُ مِنْ نَفْسِهِ حُبُّهُ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ، وَيَبْغَضُ عَلَى مَا عِنْدَهُ مِثْلَهُ

يُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلَا يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ، وَيَبْغَضُ الْمُسِيئِينَ وَهُوَ أَحَدُهُمْ، يَرْجُو الْأَجْرَ فِي بُغْضِهِ عَلَى ظَنِّهِ، وَلَا يَخْشَى الْمَقْتَ فِي الْيَقِينِ مِنْ نَفْسِهِ، لَا يَقْدِرُ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَا يَهْوَى، وَلَا يَقْبَلُ مِنَ الْآخِرَةِ مَا يَبْقَى، إِنْ عُوفِيَ حَسِبَ أَنَّهُ قَدْ تَابَ، وَإِنِ ابْتُلِيَ عَادَ
إِنْ عُرِضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ قَالَ: يَكْفِيكَ الْعَمَلُ فَوَقَعَ، وَإِنْ عُرِضَ لَهُ الْعَمَلُ كَسِلَ فَفَتَرَ، وَقَالَ: يَكْفِيكَ الْوَرَعُ
لَا يُذْهِبُهُ مَخَافَتُهُ الْكَسَلَ، وَلَا تَبْعَثُهُ رَغْبَتُهُ عَلَى الْعَمَلِ، مَرِضَ وَهُوَ لَا يَخْشَى أَنْ يَمْرَضَ، ثُمَّ يُؤَخَّرُ وَهُوَ يَخْشَى أَنْ يُقْبَرَ، ثُمَّ لَا يَسْعَى فِيمَا لَهُ خُلِقَ يَزْعُمُ إِنَّمَا تُكُفِّلَ لَهُ بِهِ الرِّزْقُ، يُشْغَلُ عَمَّا فَرَغَ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ، يَخْشَى الْخَلْقَ فِي رَبِّهِ، وَلَا يَخْشَى الرَّبَّ فِي خَلْقِهِ، يَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ هُوَ فَوْقَهُ، وَلَا يُرِيدُ أَنْ يُعِيذَ بِاللَّهِ مِمَّنْ هُوَ تَحْتَهُ، يَخْشَى الْمَوْتَ وَلَا يَرْجُو الْفَوْتَ، ثُمَّ يَأْمَنُ مَا يُخْشَى، وَقَدْ أَيْقَنَ بِهِ، وَلَا يَأْيَسْ مِمَّا يَرْجُو، وَقَدْ أُوئِسَ مِنْهُ

يَرْجُو نَفْعَ عِلْمٍ لَا يَعْمَلُ بِهِ، وَيَأْمَنُ ضَرَّ جَهْلٍ قَدْ أَيْقَنَ بِهِ، يَضْجَرُ مِمَّنْ تَحْتَهُ مِنَ الْخَلْقِ، وَيَنْسَى مَا عَلَيْهِ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ، إِنْ ذُكِرَ الْيَقِينُ قَالَ: مَا هَكَذَا كَانَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِنْ قِيلَ: أَفَلَا تَعْمَلُ مِثْلَ عَمَلِهِمْ؟ قَالَ: مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ مِثْلَهُمْ، كَأَنَّ النَّقْصَ لَمْ يُصِبْهُ مَعَهُمْ، يَخَافُ عَلَى غَيْرِهِ بِأَدْنَى مِنْ ذَنْبِهِ، وَيَرْجُو لِنَفْسِهِ مَا يُيَسَّرُ مِنْ عَمَلِهِ، تُبَصِّرُهُ الْعَوْرَةُ مِنْ غَيْرِهِ وَيَغْفَلُهَا مِنْ نَفْسِهِ، وَيَلِينُ لِيُحْسَبَ أَنَّ عِنْدَهُ أَمَانَةً وَهُوَ يَرْصُدُ الْخِيَانَةَ، يَسْتَعْجِلُ بِالسَّيِّئَةِ وَهُوَ فِي الْحَسَنَةِ ، خُفِّفَ عَلَيْهِ الشِّعْرُ، وَثَقُلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ، وَاللَّغْوُ مَعَ الْأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ

يُعَجِّلُ النَّوْمَ، وَيُؤَخِّرُ الصَّوْمَ، فَلَا يَبِيتُ قَائِمًا، وَلَا يُصْبِحُ صَائِمًا، يُصْبِحُ وَهَمُّهُ التَّصَبُّحُ مِنَ النَّوْمِ، وَلَمْ يَسْهَرْ، وَيُمْسِي وَهَمُّهُ الْعَشَاءُ وَهُوَ مُفْطِرٌ، إِنْ صَلَّى اعْتَرَضَ، وَإِنْ رَكَعَ رَبَضَ، وَإِنْ سَجَدَ نَقَرَ، وَإِنْ جَلَسَ شَغَرَ، وَإِنْ سَأَلَ أَلْحَفَ، وَإِنْ سُئِلَ سَوَّفَ، وَإِنْ حَدَّثَ حَلَفَ، وَإِنْ حَلَفَ حَنِثَ، وَإِنْ وُعِظَ كَلَحَ، وَإِنْ مُدِحَ فَرَجَ، طَلَبُهُ شَرٌّ، وَتَرْكُهُ وِزْرٌ، لَيْسَ لَهُ فِي نَفْسِهِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ شُغْلٌ، وَلَيْسَ لَهَا فِي الْإِحْسَانِ فَضْلٌ، يَمِيلُ لَهَا، وَيُحِبُّ لَهَا مِنْهُمُ الْعَدْلَ، يَرَى لَهُ فِي الْعَدْلِ سَعَةً، وَيَرَى عَلَيْهِ فِيهِ مَنْقَصَةً

أَهْلُ الْخِيَانَةِ لَهُ بِطَانَةٌ، وَأَهْلُ الْأَمَانَةِ لَهُ عِلَاوَةٌ، ثُمَّ يَعْجَبُ مِنْ أَنْ يَفْشُوَ سِرُّهُ، وَلَا يَشْعُرُ مِنْ أَيْنَ جَاءَ ضُرُّهُ، إِنْ أَسْلَمَ لَمْ يُسْمِعْ، وَإِنْ أَسْمَعَ لَمْ يَرْجِعْ، يَنْظُرُ نَظَرَ الْحَسُودِ، وَيُعْرِضُ إِعْرَاضَ الْحَقُودِ، وَيَسْخَرُ بِالْمُقْبِلِ، وَيَأْكُلُ الْمُدْبِرَ، وَيُرْضِي الشَّاهِدَ، وَيُسْخِطُ الْغَائِبَ، وَيُرْضِي الشَّاهِدَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، وَيُسْخِطُ الْغَائِبَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِيهِ، مَنِ اشْتَهَى زَكَّى، وَمَنْ كَرِهَ قَفَا، جَرَى عَلَى الْخِيَانَةِ، وَبَرِئَ مِنَ الْأَمَانَةِ، مَنْ أَحَبَّ كَذَبَ، وَمَنْ أَبْغَضَ خَلَبَ، يَضْحَكُ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ، وَيَمْشِي إِلَى غَيْرِ الْأَرَبِ، لَا يَنْجُو مِنْهُ مَنْ جَانَبَ، وَلَا يَسْلَمُ مِنْهُ مَنْ صَاحَبَ، إِنْ حَدَّثْتَهُ مَلَّكَ، وَإِنْ حَدَّثَكَ غَمَّكَ، وَإِنْ سُؤْتَهُ سَرَّكَ، وَإِنْ سَرَرْتَهُ ضَرَّكَ، وَإِنْ فَارَقَكَ أَكَلَكَ، وَإِنْ بَاطَنْتَهُ فَجَعَكَ، وَإِنْ بَاعَدْتَهُ بَهَتَكَ، وَإِنْ وَافَقْتَهُ حَسَدَكَ، وَإِنْ خَالَفْتَهُ مَقَتَكَ، يَحْسُدُ أَنْ يُفْضَلَ، وَيَزْهَدُ أَنْ يُفْضِلَ، يَحْسُدُ مَنْ فَضَلَهُ، وَيَزْهَدُ أَنْ يَعْمَلَ عَمَلَهُ، وَيَعْجِزُ عَنْ مُكَافَأَةِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ، وَيُفْرِطُ فِيمَنْ بَغَى عَلَيْهِ، لَهُ الْفَضْلُ فِي الشَّرِّ، وَعَلَيْهِ الْفَضْلُ فِي الْأَجْرِ، فَيُصْبِحُ صَاحِبُهُ فِي أَجْرٍ، وَيُصْبِحُ مِنْهُ فِي وِزْرٍ، إِنْ أُفِيضَ فِي الْخَيْرِ كَزِمَ يَعْنِي سَكَتَ، وَضَعُفَ، وَاسْتَسْلَمَ، وَقَالَ: الصَّمْتُ حِلْمٌ، فَهَذَا مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ، وَإِنْ أُفِيضَ فِي الشَّرِّ قَالَ: يُحْسَبُ بِكَ غَيٌّ، فَتَكَلَّمَ فَجَمَعَ بَيْنَ الْأَرْوَى وَالنَّعَامِ، وَبَيْنَ الْخَالِ وَالْعَمِّ وَالْأُمِّ، قَالَ: وَلَاءَمَ مَا يَتَلَاءَمُ لَهُ، لَا يُنْصِتُ فَيَسْلَمَ، وَلَا يَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يَعْلَمُ، يَخَافُ زَعْمَ أَنْ يُتَّهَمَ، وَنَهْمَتَهُ إِذَا تَكَلَّمَ، يَغْلِبُ لِسَانُهُ قَلْبَهُ، وَلَا يَضْبِطُ قَلْبُهُ قَوْلَهُ، يَتَعَلَّمُ الْمِرَاءَ، وَيَتَفَقَّهُ لِلرِّيَاءِ، وَيُكِنُّ الْكِبْرِيَاءَ، فَيَظْهَرُ مِنْهُ مَا أَخْفَى، وَلَا يَخْفَى مِنْهُ مَا أَبْدَى، يُبَادِرُ مَا يَفْنَى، وَيُوَاكِلُ مَا يَبْقَى، يُبَادِرُ الدُّنْيَا، وَيُوَاكِلُ التَّقْوَى "

اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

طارق دامي تكنولوجيا
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية طارق دامي تكنولوجيا

تاريخ التسجيل: 10 - 6 - 2011
السكن: المغرب/ الدار البيضاء
المشاركات: 682

طارق دامي تكنولوجيا غير متواجد حالياً

نشاط [ طارق دامي تكنولوجيا ]
معدل تقييم المستوى: 227
افتراضي
قديم 02-12-2015, 17:39 المشاركة 62   



بادر بالأعمال الصالحة

طوبى لمن بادر عمره القصير، فعمر به دار المصير، وتهيأ لحساب الناقد البصير قبل فوات القدرة وإعراض النصير
قال عليه السلام: «بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً؟ أو غنىً مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو موتاً مجهزاً، أو هرماً مفنداً، أو الدجال، فشر غائب ينتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر» .

كان الحسن يقول: عجبت لأقوام أمروا بالزاد ونودي فيهم بالرحيل، وجلس أولهم على آخرهم وهم يلعبون.
وكان يقول: يا بن آدم: السكين تشحذ، والتنور يسجر، والكبش يعتلف.

وقال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو جاء وقت نفاقها لم تصلوا فيها إلى قليل و لا كثير

وكان عون بن عبد الله يقول:كم مستقبل يوم لا يستكمله، وكم من مؤمل لغد لايدركه، إنكم لو رأيتم الأجل ومسيره، بغضتم الأمل وغروره.

وكان أبو بكر بن عياش يقول: لو سقط من أحدكم درهم لظل يومه يقول: إنا لله، ذهب درهمي وهو يذهب عمره، ولا يقول: ذهب عمري، وقد كان لله أقوام يبادرون الأوقات، ويحفظون الساعات، ويلازمونها بالطاعات.

فقيل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنه ما مات حتى سرد الصوم.

وكانت عائشة رضي الله عنها تسرد، وسرد أبو طلحة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة
وقال نافع: ما رأيت ابن عمر صائماً في سفره ولا مفطراً في حضره.
قال سعيد بن المسيب: ماتركت الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة.

وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في ليلتين.

وكان الأسود يقوم حتى يخضر ويصفر، وحج ثمانين حجة.

وقال ثابت البناني: ما تركت في الجامع سادنة إلا وختمت القرآن عندها.

وقيل لعمرو بن هانيء: لا نرى لسانك يفتر من الذكر فكم تسبح كل يوم؟ قال: مائة ألف، إلا ما تخطيء الأصابع.

وصام منصور بن المعتمر أربعين سنة وقام ليلها، وكان الليل كله يبكي فتقول له أمه: يا بني قتلت قتيلاً، فيقول: أنا أعلم بما صنعت نفسي.

قال الجماني: لما حضرت أبو بكر بن عياش الوفاة بكت أخته، فقال: لا تبك، وأشار إلى زاوية في البيت، إنه قد ختم أخوك في هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة.
قال الربيع: وكان الشافعي رضي الله عنه يقرأ في كل شهر ثلاثين ختمة، وفي كل شهر رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلوات، واعلم أن الراحة لا تنال بالراحة، ومعالي الأمور لا تنال بالفتور، ومن زرع حصد، ومن جد وجد.

لله در أقوام شغلهم تحصيل زادهم، عن أهاليهم و أولادهم، ومال بهم ذكر المآل عن المال في معادهم، و صاحت بهم الدنيا فما أجابوا شغلاً بمرادهم، وتوسدوا أحزانهم بدلاً عن وسادهم، واتخذوا الليل مسلكاً ل****هم واجتهادهم، وحرسوا جوارحهم من النار عن غيهم و فسادهم، فيا طالب الهوى جز بناديهم ونادهم:

أحيوا فؤادي ولكنهم ... على صيحة من البين ماتوا جميعاً
حرموا راحة النوم أجفانهم ... ولفوا على الزفرات الضلوعا
طوال السواعد شم الأنوف.... فطابوا أصولا وطابوا فروعاً

أقبلت قلوبهم ترعى حق الحق فذهلت بذلك عن مناجاة الخلق.
فالأبدان بين أهل الدنيا تسعى، والقلوب في رياض الملكوت ترعى، نازلهم الخوف فصاروا والهين، وناجاهم الفكر فعادوا، خائفين، وجن عليهم الليل فباتوا ساهرين، وناداهم منادي الصلاح، حي على الفلاح، فقاموا متجهين، وهبت عليهم ريح الأسحار فتيقظوا مستغفرين، وقطعوا بند المجاهدة فأصبحوا واصلين، فلما رجعوا وقت الفجر بالأجر نادى الفجر يا خيبة النائمين.

الياقوتة/ مواعظ ابن الجوزي


اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

طارق دامي تكنولوجيا
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية طارق دامي تكنولوجيا

تاريخ التسجيل: 10 - 6 - 2011
السكن: المغرب/ الدار البيضاء
المشاركات: 682

طارق دامي تكنولوجيا غير متواجد حالياً

نشاط [ طارق دامي تكنولوجيا ]
معدل تقييم المستوى: 227
افتراضي
قديم 05-10-2016, 21:21 المشاركة 63   

من أظرف الأشياء إفاقة المحتضر عند موته؛ فإنه ينتبه انتباهًا لا يوصف، ويقلق قلقًا لا يحد، ويتلهف على زمانه الماضي، و يود لو ترك كي يتدارك ما فاته، ويصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت، ويكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف.
ولو وجدت ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية، حصل كل مقصود من العمل بالتقوى.
فالعاقل من مثل تلك الساعة، وعمل بمقتضى ذلك؛ فإن لم يتهيأ تصوير ذلك على حقيقته، تخايله على قدر يقظته، فإنه يكف كف الهوى، ويبعث على الجد.

فَأَمَّا من كانت تلك الساعة نصب عينيه، كان كالأسير لها، كما روي عن حبيب العجمي: أنه كان إذا أصبح، يقول لامرأته: إذا مت اليوم، ففلان يغسلني، وفلان يحملني.

وقال معروف لرجل: صل بنا الظهر! فقال: إن صليت بكم الظهر، لم أصل بكم العصر: فقال: وكأنك تؤمل أن تعيش إلى العصر؟! نعوذ بالله من طول الأمل.
وذكر رجل رجلًا بين يديه بغيبةٍ، فجعل معروف يقول له: اذكر القطن إذا وضعوه على عينيك!

صيد الخاطر


اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

طارق دامي تكنولوجيا
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية طارق دامي تكنولوجيا

تاريخ التسجيل: 10 - 6 - 2011
السكن: المغرب/ الدار البيضاء
المشاركات: 682

طارق دامي تكنولوجيا غير متواجد حالياً

نشاط [ طارق دامي تكنولوجيا ]
معدل تقييم المستوى: 227
افتراضي
قديم 26-10-2016, 12:25 المشاركة 64   



قال ابن الجوزي /الثبات عند الممات



إِنِّي رَأَيْتُ جُمْهُورَ النَّاسِ إِذَا طَرَقَهُمُ الْمَرَضُ اشْتَغَلُوا تَارَةً بِالْجَزَعِ مِنْهُ وَالشَّكْوَى وَتَارَةً بِالتَّدَاوِي إِلَى أَنْ يَشْتَدَّ فَيُشْغِلُهُمُ اشْتِدَادُهُ عَنِ الالْتِفَاتِ إِلَى الْمَصَالِحِ مِنْ وَصِيَّةٍ أَوْ فِعْلٍ لِلْخَيْرِ أَوْ تَأَهُّبٍ لِلْمَوْتِ

فَكَمْ لَهُ مِنْ ذُنُوبٍ لَا يَتُوبُ مِنْهَا أَوْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ لَا يَرُدُّهَا أَوْ عَلَيْهِ دَيْنٌ أَوْ زَكَاةٌ أَوْ فِي ذِمَّتِهِ ظِلامَةٌ لَا يَخْطُرُ لَهُ تَدَارُكُهَا وَإِنَّمَا حُزْنُهُ عَلَى فِرَاقِ الدُّنْيَا إِذْ لَا هِمَّةَ لَهُ سِوَاهَا وَرُبَّمَا أَفَاقَ فَأَوْصَى بِجَوْرٍ
وَسَبَبُ هَذَا ضَعْفُ الإِيمَانِ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ
{فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعلم}

وَقَدْ عَمَّ هَذَا أَكْثَرَ الْخَلْقِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخِذْلانِ
فَيَنْبَغِي لِلْمُتَيَقِّظِ أَنْ يَتَأَهَّبَ فِي حَالِ صِحَّتِهِ قَبْلَ هُجُومِ الْمَرَضِ فَرُبَّمَا ضَاقَ الْوَقْتُ عَنْ عَمَلٍ أَوِ اسْتِدْرَاكِ فَارِطٍ أَوْ وَصِيَّةٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا حَقُّ امْرِئ مُسْلِمٍ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ وَلَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ إِلا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ


وَقَدْ خُذِلَ خَلْقٌ كَثِيرٌ عِنْدَ الْمَوْتِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَتَاهُ الْخِذْلانُ مِنْ أَوَّلِ مَرَضِهِ فَلَمْ يَسْتَدْرِكْ قَبِيحًا مَضَى وَرُبَّمَا أَضَافَ إِلَيْهِ جوارا فِي وَصِيَّتِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ فَاجَأَهُ الْخِذْلانُ فِي سَاعَةِ اشْتِدَادِ الأَمْرِ فَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَمِنْهُمْ مَنِ اعْتَرَضَ وَتَسَخَّطَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخِذْلانِ
وَهَذَا مَعْنَى سُوءُ الْخَاتِمَةِ وَهُوَ أَنْ يَغْلِبَ عَلَى الْقَلْبِ عِنْدَ الْمَوْتِ الشَّكُّ أَوِ الْجُحُودُ فَتُقْبَضُ النَّفْسُ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ وَدُونَ ذَلِكَ أَنْ يَتَسَخَّطَ الأَقْدَارَ

قِيلَ لِلرَّجُلِ عِنْدَ مَوْتِهِ قَلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ هُوَ كَافِرٌ بِهَا
قَالَ الْقُرَشِيُّ وَذَكَرَ هَاشِمُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ بِالضَّيْعَةِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقُلْتُ قَلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ هَيْهَاتَ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنُهَا

قَالَ مُجَاهِدٍ مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ إِلا مُثِّلَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ فَاحْتُضِرَ رَجُلٌ فَقِيلَ لَهُ قُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ شَاهِكَ مَاتَ
قَالَ الْقُرَشِيُّ وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بن عبد الوهاب قَالَ حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ :
يَا رُبَّ قَائِلَةٍ يَوْمًا وَقَدْ لَعِبَتْ ... كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى حَمَّامِ مِنْجَابِ

وَسَمِعْتُ أَنَا رَجُلا كَانَ كَثِيرَ الصَّوْمِ وَالتَّعَبُّدِ اشْتَدَّ بِهِ الأَلَمُ فَافْتُتِنَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَقَدْ قَلَّبَنِي فِي أَنْوَاعِ الْبَلاءِ فَلَوْ أَعْطَانِيَ الْفِرْدَوْسَ مَا وَفَّى بِمَا يَجْرِي عَلَيَّ ثُمَّ صَارَ يَقُولُ وَأَيُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الابْتِلاءِ مِنَ الْمَعْنَى إِنْ كَانَ مَوْتًا فَيَجُوزُ فَأَمَّا هَذَا التَّعْذِيبُ فَأَيُّ شَيْءٍ الْمَقْصُودُ بِهِ


وَسَمِعْتُ شَخْصًا آخَرَ يَقُولُ وَقَدِ اشْتَدَّ بِهِ الأَلَمُ رَبِّي يَظْلِمُنِي
وَهَذِهِ حَالَةٌ إِنْ لَمْ يَنْعَمْ فِيهَا بِالتَّوْفِيقِ لِلثَّبَاتِ وَإِلا فَالْهَلاكَ وَمِنْهَا مَا كَانَ يُقَلْقِلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ أَخَافُ أَن يشتدد عَلَيَّ الأَمْرُ فَأَسْأَلُ التَّخْفِيفَ فَلا أجَاب فأفتتن

فقد كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَأْتِي إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمٍ فَيَقُولُ يَا إِبْرَاهِيمُ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَقْبِضَنَا عَلَى التَّوْحِيدِ

و لَمَّا اشْتُدَّ بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُسْلَبُ الإِيمَانُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ

اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

طارق دامي تكنولوجيا
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية طارق دامي تكنولوجيا

تاريخ التسجيل: 10 - 6 - 2011
السكن: المغرب/ الدار البيضاء
المشاركات: 682

طارق دامي تكنولوجيا غير متواجد حالياً

نشاط [ طارق دامي تكنولوجيا ]
معدل تقييم المستوى: 227
افتراضي
قديم 25-02-2017, 20:29 المشاركة 65   



سبعون موعظة من كتاب "موافق المرافق"
لابن الجوزي رحمه الله


1- الدُّنيا مثلُ منـام، والعيشُ فيها كأحـلام، وعن قليلٍ يتَّضح البرهان، وكأن ما كان ما كان.
2- إنما المعاصي أوجبت سكتة، فانشق قلبك حراق التخويف وقد عطست.
3- ويحك، تعرف قبحَ ما تأتي، ثم تُدعى إلى التوبة وما تأتي؟!
4- أحلى نطق يدخل سَمْعَ القَبول: الاستغفار، أصفى زيت يُوقد به سراجُ اليقين: الفكر، أحسن منظوم في سلك الاعتذار: خَرَزُ الذُّلِّ.
5- ربما كان كفنُك اليوم يُغزل، وأنت عن المعاصي ما تغفل.
6- أتُرى تخرج من ذنوبك قبل خروجِك؟
7- إذا عُلم مقصودُ المجتهدِ، أُعين بالألطاف؛ سلَّم الخليلُ، فجاء لُطفُ: ï´؟ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا ï´¾ [الأنبياء: 69]، واسـتسلم الذَّبيحُ، فـأتى رِفق: ï´؟ وَفَدَيْنَاهُ ï´¾ [الصافات: 107].
8- من استطال الطريقَ، ضعُف سعيُه.
9- عاتِبْ نفسَك على هواها؛ فقد أوهاها.
10- شمِّرْ عن ساق الجِدِّ، تَقْوَ على قطعِ طريق التقوى.
11- كان الصالحون يفرُّون من الدنيا إلى الله، والآنَ الفرارُ من الله إلى الدنيا.
12- يا هذا، ما تزال تنظرُ في المرآة كلما أردتَ لقاءَ الخَلْق، متى تنظر في مرآة التقوى للقاءِ الحق؟
13- قد قيَّد الطَّردُ قدميك، وغلَّ الإبعادُ يديك، أفما لك عينٌ تبكي عليك؟
14- قد قرُب السفرُ؛ فأحكمْ أحمالَ الأعمال.
15- إخواني، الشيطان يُراصد في جميع المقاصد، ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ï´¾ [النساء: 71].
16- ابكِ على نفسك قبل أن يُبكى عليك، وتفكَّر في قادمٍ قد صُوِّب إليك.
17- من استسقى غيثَ العفو، فليحوِّل رداءَ الذَّنْب.
18- يا معاشرَ الأغنياء بالتقوى، ويا أهل العزِّ بالطاعة، ارحموا عزيزَ قومٍ ذلَّ، وغنيَّ قومٍ افتقر.
19- الحرصُ ليلٌ، والأمل ظُلْمة، والتوبة صُبْح، ومخالفةُ الهوى شمس.
20- لا تُخاطروا بمُساكنة خواطر المعاصي؛ ï´؟ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ï´¾ [النساء: 1].
21- أي قدْرٍ للدنيا حتى تشغلَ بالَك بها؟ أمَا علمتَ أن شهواتِها جِيَفٌ ملقاة؟ أفيحسُنُ بباشقِ المَلِكِ أن يطيرَ عن كفِّه ليقعَ على جِيفَةٍ؟! كلا، يا باشقَ الجِدِّ، ï´؟ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ï´¾ [الحجر: 88].
22- إذا رأيتَ سَعَةَ الدنيا عند أهل المعاصي، فاعلمْ أنها حظُّهم، ï´؟ وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ï´¾ [الزخرف: 35].
23- يا راقدًا في نوم الغفلة، يا مشغولًا بأحلام الأمل، أمَا توقظك المُزعجات؟ أمَا تنبِّهك المحرِّكات؟
24- يا هذا، إذا أردتَ أن تنظرَ إلى الحياة بعد الموت، أقبلْ على طيور هواك فصُرْهن إليك، قطِّعْهن بسِكِّين زُهدِك، وفرِّقْهن على جبالِ عزائمك، ثم ادْعُهُن إلى باب توبتِك، يأتينك سعيًا.
25- لو عرفتَ قدرَك يا مسكين، ما ألقيتَ جوهرةَ قلبِك في مزابلِ الهوى.
26- بُتُّوا طلاقَ الشَّهوات؛ لتفرُغَ القلوبُ من نفقة العِدَّة.
27- أَحْمِ حديدةَ العزم في نار التخويف، ثم اكوِ بها عِرقَ حبِّ الدنيا في باطن الطَّبع، تجدْ طعمَ العافية.
28- أبدانُ العارفين أقفاصٌ لطيور الأرواح، تتمنى الخروجَ إلى الحبيب، وأجسادُ الغافلين إصْطبلٌ لدوابِّ الهوى، تمضُغ اللِّجامَ حبًّا للعَلَف.
29- احتالت إخوانُ طبعك، على يوسفَ عقلِك، بحيلة: ï´؟ يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ï´¾ [يوسف: 12]؛ فرمتْه في جُبِّ حبِّ الدنيا، فلو قد صدق تقلقلُه، بُعثت إليه سيَّارةُ الفَرَج.
3ظ*- ولِّ الدنيا ظهرَك، تَنْضُ لك الآخرةُ نقابَها، خلِّها من يد التمسُّك؛ فطلاقُها مهرُ الأخرى.
31- لمَّا عزَّت نفسُ البَبْغاء، زاحمت الآدميِّين في النطق، وشابهتهم في تناول مطاعمهم بيدها، فالعجبُ لبهيمٍ يتشبَّه بإنسان، ولإنسانٍ يتشبه بالبهيم!
32- يا من كان له قلبٌ في الطاعة، فانقلب إلى الإضاعة، طال هجرُك لنا، فجُزْ بوادينا، وقِفْ مع مَن يُنادينا بنادينا فَنَادِنا، قيامُ السَّحَر يستوحشُ لك، صيامُ النهار يسأل عنك، ليالي الوصال تعاتبُك.
33- كلُّ حاصل من الدنيا يُفرح به، فلا بد من حزن يزيد على فرحه؛ إما أن يذهب عنك، أو تذهب عنه.
34- يا هذا، تسمعُ ما يجري، وما لك عينٌ تجري، أحديدٌ قلبُك أمحجر؟ ï´؟ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ï´¾ [البقرة: 74].
35- يا قاعدًا عن الإنابة، يا مُعرضًا عن الإجابة، انهض إلى صلاحك، قبل قصِّ جَناحِك.
36- ويحك، كتابُك بـالذنوب ملآنُ، فاستدركْ أمرَك من الآن.
37- إذا رأيتَ جِنازة فاحسَبها أنت، وإذا عاينتَ قبرًا فـتوهَّمْه قبرك، وعُدَّ باقيَ الحياة ربحًا.
38- إذا فرَغ بيتُ قلبك من بُرِّ اليقظة، فقدتْ أطفالُ جوارحك قُوتَ المعاملة.
39- إذا استصلحَ القدرُ أرضًا، قلَّبها بمحراث الخوف، وبذر فيها حَبَّ المحبة، فترى نباتَ التُّقى قائمًا على سُوقِه، ينادي بلسان المنَّة: ï´؟ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ï´¾ [الواقعة: 64].
4ظ*- ألقِ نفسَك على باب الذُّلِّ في السَّحَر وقُلْ: ï´؟ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ï´¾ [الأعراف: 23].
41- رياحُ الأسحار أقواتُ أرواحِ المحبين.
42- ذكِّرْ عينَك إذا امتدت إلى الحرام سيلانَها على جمرِ جَهنَّمَ؛ لعلها تغُضُّ.
43- تأهَّبْ للمنقلب؛ فلستَ بمقيم، وتهيَّأ للرحيل؛ فالمقعد مقيم.
44- يا هذا، قد غلبتك نفسُك إلى النوم؛ فـانهض لحربها اليوم.
45- لما استسلم الذَّابحُ والذبيحُ لامتثال الأمر، ألقى الآمرُ على السكين السكونَ.
46- كانت الدنيا إذا قُدِّمت إلى الصالحين، قدَّموها إلى الآخرة.
47- يا هذا، عينُك تبكي إذا رأيتَ التائبين، وعزمُك على المعاصي يضحك.
48- ما تُباع سلعُ الخلاص، إلا بدراهمِ الإخلاص.
49- علِموا أن القلب بين أُصبُعين؛ فـجعلوا الحذرَ من المنقلب نَصْبَ عين.
5ظ*- أأمِنَ مجانبو البِرِّ أن نخسفَ بهم جانبَ البَر؟!
51- حُلُّوا عُقدَ الإصرار، يطُلْ خيطُ القَبول.
52- مَن طلب الأنْفَـسَ، هجر الألـذَّ.
53- مَن اتخذ أرضَ قلبه بيتَ لعبٍ، فـقبرُه حفرةٌ، ومن اتخذها مسجدًا، فـقبره روضة.
54- من لم يذُق مرارةَ الفِراق، لم يدرِ ما حلاوة التَّلاق.
55- يا هذا، قلبُك عَذْبٌ، ونفسُك أُجاج، فـاجعلِ المجاهدةَ برزخًا بين البحرين.
56- الدنيا فاجرة، إذا تزوَّجها ذو غَيرةٍ طلَّق، وما يدوم على صُحبتها إلا مُخنَّث.
57- أُفٍّ لسمين المال، مهزولِ النَّوَال؛ ثروةٌ في الثُّريا، وهِمَّة في الثَّرى، كأنه يرى المكارمَ، من المحارم.
58- أرواح الأسحار لا يستنشقها مزكومُ غفلة.
59- الهربَ الهربَ من دارٍ يُتباعد عنها كلَّ يومٍ، الطلبَ الطلبَ لدارٍ يُتقرب منها كل يومٍ.
6ظ*- الغضبُ سبُعٌ، والشهوة كلب، والشَّرهُ طفل، وأنت تنفق عمرَك في خدمة كلِّ واحد منهم على حِدة، أين تأثيرُ العقل في استعمال الصبر عن كل ما يُؤذي؟!
61- غلب على قلبِك حبُّ الدنيا، ضربت عروق أمَلِك في ثرى الغفلة، فما يزعزع نخلتك العواصف.
62- يا مطْلِقًا طرفَه لقد عَقَلك، يا مرسلًا سبعَ الفم ليعقرَ غيرَه أَكَلَك، يا مشغولًا بالهوى مهلًا قَتَلَك.
63- إنما خُلقتِ الدنيا لتجُوزها، لا لتحوزها.
64- لا بد لكل ساعٍ من غايةٍ يقصِدها، كم بين مَن يريد حرْثَ الدنيا وبين آخرين يريدون وجهه؟! كم من متعبِّد ليذكرَ نسي، وليصعد نَزَلَ؟!
65- يا هذا، قد ذقتَ حلاوةَ الذنب، وتطعَّمتَ مرارةَ الندم، فهل وَفَتْ هذه بتلك؟ ويحك إنما النظرُ في العواقب، أين لذَّاتُك إذا نزل الموت؟ كيف حسراتك إذا وقع الفَوت؟
66- إخواني، الذنب على الذنب يُميتُ القلب، وربما هجمت العقوبةُ قبل الإنابة.
67- يا هذا، أنت أجيرٌ وعليك عمل، فإذا تفرَّغت فَلَكَ ما تشتهي.
68- إخواني، معالجةُ المعصية إذا خَطَرت حتى تذهب أهونُ من مُداراة التوبة حتى تُقبل؛ لأن مجاهدتَها في البداية بكفِّ الخاطر، وفي النهاية بالنَّدم والأسف والبكاء، ثم لا يدري أقُبلت أم لا؟
69- قيامُ الليل ****ٌ؛ ولكن ليس للجبان حضورُ المعتَرَك.
7ظ*- إخواني، أدنى مراتبِ الإيمان إماطةُ الأذى عن الطريق، فيا مَن طُرُقُه مملوءةٌ بحَسَك الخطايا، نظِّفْ ثم اسْلُك.


المصدر

اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لقاء, العيوب, القلوب, سياط, علال, قتل

« أسباب ضيق الرزق تجنبها لتنعم برزق وفير | نصائح و وصايا العلماء لطلبة العلم »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مائة مقال و مقال في فن الادارة، النجاح، القيادة... ابن الاسلام كتب إلكترونية 0 02-07-2009 09:51
O?°· لبشرة صحية خالية من العيوب ....·°?o قطرات الندى الأناقة و الجمال 32 27-05-2009 08:16
عجب العجوب aborayaan الشعر والزجل 14 13-05-2009 00:18
دليلك لاقتناء i-phone المواصفات و العيوب أبو العلاء دفاتر المواضيع العامة والشاملة 5 03-01-2009 10:44
القهوة الفوقى النكــت والطرائف 2 02-02-2008 11:34


الساعة الآن 18:13


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة