15-01-2009, 14:01
المشاركة 73
الامتحان المهني 2008
موضوع يتناول دراسة حالة تربوية و تعليمية
الحالة
-------
دار حوار بين مدرسين حول الاهمية البداغوجية للوضعيات-المشكل في العملية التعليمية/التعلمية. أكد الاول على فعالية هذه المقاربة التي مكنته من تحسين مردودية عمله التربوي بشكل ملموسة, بينما رد الثاني متحفظا: لقد تطلب مني الاشتغال بالوضعيات-المشكل جهدا كبيرا في التحضير , ووقتا طويلا في الانجاز... الا أن المردود البيداغوجي لم يسجل تحسنا يذكر مقارنة بالنتائج المحصل عليها بتطبيق الطرائف المألوفة.
- ادرس(ي) هذه الحالة مع الاخذ بعين الاعتبار العناصر الاتية.
1/ تشخيص الحالة المطروحة
2/ تعرف أسبابها المحتملة
3/ اقترح الحلول الممكنة
4/ استنتاجات بيداغوجية
كما نعلم, فان دراسة الحالة ,لها منهجيتها الخاصة . و التي تختلف عن الموضوع التربوي او تحليل ومناقشة موضوع في التربية و علم النفس او في الفلسفة التربوية . و هي جملة من الخطوات التي ينبغي تتبعها دون اغفال اي نقطة منها .
و عليه فالحالة الموجودة امامنا هي حالة تربوية و بيداغوجية بامتياز , افرزتها ظروف اعتماد المثاق الوطني للتربية و التكوين خصوصا ما يتعلق منه بتطبيق الكفايات كأساس بيداغوجي و كنهج تربوي عوض التدريس بالأهداف , و هو الشيء الذي خلق حالة خاصة بين المدرسين بشكل عام .منهم الرافض لهذه البيداغوجية و منهم , المتبني لها في ممارسته التربوية . و هو ما تجسده حالة الاتستاد الأول كمعتمد, لطريق من طرق التنشيط التي يتطلبها النمودج الكفائي. و حالة الأستاذ الثاني الذي يحاول ان يتبناها و يطبقها , لكن دون جدوى بيداغوجي . و هنا نجد انفسنا امام سؤال اساسي و هو : ما الذي جعل الأول يحقق نتاج تربوية ’ و لماذا الثاني ,رغم جهده ووقته لم يصل الى نتيجة تذكر ’ و ما السبيل الى تحقيق نتائج بيداغوجية وتربوية باعتماد التدريس بالوضعية المشكل ؟ و هل الاستاد يتحمل بمفرده الفشل في تحقيق النتائج ام ان هناك شركاء آخرين سواء تعلق الأم بمن يشملهم العقد الديداكتيكي او ما يتصل بمسؤوليات المؤسسة و المشرفين على القطاع بشكل عام ؟
ان نجاح المدرس , في اعتماد طريقة التدريس بالوضعية المشكلة, راجع الى عوامل عديدة .أذكر منها ,انه عليه أن يحسن اختيار الوضعيات. بحيث تكون مناسبة لحاجيات متعلميه و قدراتهم .و ان و ان يكون لها معني في ذهنهم .أي أن تكون مستقاة من محيطهم البيئي و الثقافي, الاجتماعي التاريخي و اللغوي. اي من واقعهم المعيش .كما ان ما يختاره من و ضعيات يجب ان تسمح للمتعلمين بادماج موارد مختلفة سبق و ان ادركوها و حصلوها من قبل , اضف الى ذلك ان اعتماد هذه الطريقة يتطلب من المدرس نهج خطوات عملية تمكن المتعلمين من فهم الوضعية اولا , و ذلك انطلاقا من التوجيهات و توضيح الاهداف من الوضعية للمتعلمين في بداية الحصة , و كذلك اعطاء الوقت المحدد للمتعلمين للتصرف امام الوضعية بالشكل المطلوب , و التدخل للمعالجة ,في الوقت المناسب- كلما تطلب الأمر ذلك -. و نعتقد ان الاستاد الأول ربما يضع في اعتباره هذه المعطيات مجتمعة ,مما سهل العمل لديه و حقق نتائج مهمة في التحصيل و تنمية مختلف جوانب شخصية متعلميه .
اماى بالنسبة للأـستاذ الثاني فهوبالرغم من الجهد المبذول و الوقت ,لم يحقق نتائج بيداغوجية كماكانت تتحقق له أو كما يحققها ,باعتماد التلقين أو التدريس بالأهداف . و هنا نلاحظ ان هذا الأستاد ما زال ينظر ,ان المدرس هو كل شيء. عليه ان يعطي و يلقن و يهندس, دون استحضار جملة من الشروط التي تحدثنا عنها أنفا . و اذا كان الاستاذ لا يراعي خصوصيات متعلميه و يعتمد اعتمادا كليا على ما ورد في الكتاب المدرسي ,فانه قد لا يصل الى مبتغاه . فان ,كان يقدم وضعية للكل لا تراعي خصائصهم النمائية و حاجياتهم و رغباتهم و ميولهم و قابليتهم للعمل و الدافعية و استعداداتهم , فلن تؤدي الوضعية الغرض المطلوب منها . كذلك ان لم نختر الوضعية السياقية الدالة اي التي لها معنى في ذهن المتعلم و المتمفصلة حول تعلم جديد يبنيه الطالب بمفرده سواء اكان فكريا او مهاريا او عقليا او وجدانيا ,فطبيعي ان نكون كمن يصب الماء في الرمل .
و عليه فاعتماد طرق التنشيط الحديثة يتطلب معرفة نظرية اولا بهذه الطرق و متطلباتها . و معرفة متعلمينا قبل كل شيء. و ان نتنازل عن سلطتنا المعرفية لصالحهم . و نعتمد الوساطة التربوية .
كما ان هذا التباين الحاصل في اداء الاستاذين و الذي ولد الحالة التي نناقش مرده الى عوامل شتى , اذكر منها ان الكثير منا لم يعمد الى تكوين نفسه تكوينا ذاتيا ,يسمح له بمسايرة هذه المستجدات التربوية باعتبارها خلاصات ما توصلت اليه علوم التربية و الديداكتيك .
اضف الى ذلك ضعف التكوين المستمر و الذي كان لزاما ان يسبق الميثاق و ما تضمنه من برامج و مناهج و طرق . كما ان ه لابد من توفير كل الشروط البيداغوجية و السيكلوجية بمختلف انواع المؤسسالت التعليمية .و كل ما يساعد على التعلم الداتي للمتعلمين . من معينات و وسائل . و مكتبات و قاعات متعددة الوسائط . و غير ذلك......... .
انطلاقا مما سبق ينبغي علينا ,ان نعمل جاهدين لتطبيق هذه الطرق البيداغوجية الحديثة, من وضعية مشكلة و الزوبعة الذهنية و الفارقية و بيداغوجية المشروع ........لانها طرق فعالة ,تساهم في تركيز التعلم على المتعلم و على تعلم التعلم . لانها تمكن من , تنمية مكوناتالشخصية و تمكن المتعلم من التعلم الذاتي. الذي يهدف الى جعله متعلما مدى الحياة ,قادرا على التصرف الايجابي امام معطيات الواقع بالشكل المطلوب .
اكتفي بهذا القدر و اتمنى ان اكون قد لامست بعض جوانب هذه الحالة .
[IMG]http://www.************/vb/image.php?type=sigpic&userid=23861&dateline=122944 2778[/IMG]
التعديل الأخير تم بواسطة اديب الليل ; 15-01-2009 الساعة 14:04
|