حالة استنفار ترقبا لأمطار طوفانية غدا الجمعة
21:47 | 30.10.2008الدارالبيضاء: جلال رفيق | المغربية توصلت عناصر الوقاية المدنية، وجميع فرق الإغاثة، المشكلة من الدرك الملكي، والقوات المسلحة الملكية، والبحرية الملكية، والسلطات المحلية، بتعليمات من وزارة الداخلية، تدعو إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وتقديم مساعدات للسكان في مناطق مهددة بخطر الفيضان.
وتأتي التعليمات الرامية إلى التعبئة والاستنفار بعد أن توصلت المصالح المعنية بإنذارات من مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، تفيد أن تساقطات مطرية قوية، في سياق تقلبات جوية كبيرة، ستشهدها مختلف مناطق البلاد، ابتداء من يوم غد الجمعة.
وحسب بلاغ لمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، فإن التقلبات الجوية ستهم، بالأساس، مناطق الشمال، والوسط، والشرق. وأشارالبلاغ إلى أن رياحا قوية وأمطارا غزيرة، على شكل زخات قوية، ستسبق هذه التقلبات الجوية، فضلا عن سقوط ثلوج في مرتفعات الأطلسين الكبير والمتوسط.
وفي مجال الإغاثة، انتقل وزير الداخلية، شكيب بنموسى، وقائد الدرك الملكي، الجنرال دكور دارمي حسني بن سليمان، والمفتش العام للوقاية المدنية، الجنرال دوبريغاد عبد الكريم اليعقوبي، إلى مدينة الناظور ونواحيها عقب الفيضانات التي شهدها الإقليم يومي الجمعة والأحد الماضيين.
وقدم بنموسى تعازيه لأسر الضحايا، مؤكدا أن هذه الزيارة، "التي تأتي بتعليمات سامية من صاحب الجلالة محمد السادس، تندرج في إطار متابعة تطور الوضع"، عقب التساقطات المطرية الاستثنائية، التي شهدتها مختلف أقاليم المملكة وخاصة الناظور.
وتركز السلطات المحلية، خلال تقديمها لعمليات المساعدة بمختلف المناطق المتضررة من الفيضانات، على عمليات إغاثة وإنقاذ السكان المنكوبين، وإعادة فتح طرق المواصلات، وشبكات الكهرباء والماء الشروب، إضافة إلى فك العزلة عن المناطق المحاصرة بسبب الفيضانات.
وتكونت بالناظور لجنة لإغاثة المنكوبين، تعمل على تقديم المساعدات للمتضررين، وجرد الخسائر، كما وضعت ضمن أولوياتها تقديم المساعدة للسكان الذين يجدون صعوبة في الحصول على وجبات غذائية وأماكن للمبيت. وتطالب اللجنة بتخفيض الضرائب عن التجار، الذين تعرضوا للضرر، نتيجة الأمطار الطوفانية التي اجتاحت عددا من المحلات التجارية.
وبمدينة الحسيمة، شهدت منطقة إفثيسن، القريبة من إمزورن، انهيار العديد من المنازل المبنية بالطين، ونفوق العشرات من رؤوس الماشية، كما اضطرت عشرات العائلات إلى النزوح عن ديارها، التي غمرتها المياه بمستوى يفوق ارتفاعه المتر ونصف المتر، وأشار مصدر جمعوي إلى أن العديد من المواطنين جرى إجلاؤهم وإيواؤهم بالداخلية التابعة للثانوية الإعدادية محمد السادس.
وحول الوضع في ميسور، ذكرت مصادر متطابقة أن مروحيات تابعة لوزارة الداخلية انتقلت إلى المنطقة المنكوبة لتقديم المساعدات للسكان المتضررين من الأمطار الطوفانية، التي أدت إلى انقطاع الطريقين الوطنيتين الرابطتين بين ميسور وميدلت وتالسينت، والطرق الثلاثية الرابطة بين مركز ميسور والدواوير المنكوبة، بالإضافة إلى انهيار العديد من المنازل الواطئة بحي ميسورالقديم، وكاع جابر، والكنفود، وتشريد العديد من العائلات، التي اضطرت إلى نصب الخيام.
وحسب مصادر من عين المكان، فإن مواد غذائية (زيت، سكر، دقيق) قدمت لمئات السكان القاطنين بأولاد بوزازية، وأولاد سليمان، وأولاد سكير، والحرشة، وتشابت، وأولاد بوطاهر، وهي المناطق الأكثر تضررا من الأمطار غير المسبوقة، التي شهدتها المنطقة قبل أسبوعين.
وتبين، من خلال تقرير لمديرية الأرصاد الجوية، أن التساقطات المطرية خلال شهر أكتوبر سجلت أرقاما قياسية، إذ سجل بمدينة طنجة 5 .199 ملم، يوم 23 أكتوير الجاري، في حين أن الرقم القياسي القديم بالمدينة نفسها بلغ 5 .124 ملم خلال أكتوبر 1997.
كما جرى تسجيل 94 ملم بتطوان الشهر الجاري، مقابل 5 .86 ملم، المسجلة في أكتوبر 1984.
وحسب إحصائيات مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، فإن التساقطات المطرية على الناظور بلغت، بين فاتح شتنبر، و27 أكتوبر، 439 ملم، في حين أن الكمية العادية للتساقطات المطرية بهذه المدينة محددة في 34 ملم (أزيد من 1208 في المائة)، وفي حدود 371 ملم بالحسيمة (زائد 1010 في المائة).
أما الوضعية العادية للتساقطات المطرية بتطوان، فهي محددة في 300 ملم (زائد 305 في المائة)، وبفاس: 219 ملم (زائد 302 في المائة)، وبميدلت: 146 ملم (زائد 345 في المائة)، وببوعرفة: 168 ملم (زائد 521 المائة)، وبالرشيدية: 141 ملم (زائد 502 في المائة)، وأخيرا، كلميم: 29 ملم ( زائد 614 في المائة).
ويذكر أن الطقس بالمغرب شهد، منذ الأربعاء الماضي، تقلبات كبيرة، نتجت عنها تساقطات مطرية مهمة بمختلف مناطق البلاد.
المواضيع المتشابهه
