شكرا لكم أصدقائي على مداخلاتكم القيمة التي اتفق مجملها حول نقطة واحدة هي : ضرورة عدم تركيز دور ترسيخ السلوك المدني في العملية التعليمية التعلمية داخل الفصل الدراسي .. و ضرورة تكامل أدوار كافة فئات المجتمع والمؤسسات بما فيها مؤسسة السلطة التربوية التي غالبا ما تكتفي برفع الشعارات دون أية تطبيقات واقعية ملموسة .
~~~~ : عودة إلى موضوعنا : أنتقل بكم إلى الجزء التالي من الندوة : ~~~~
2. تنمية السلوك المدني بين مسؤولية منظومة التربية والتكوين (المدرسة) ودور المؤسسات الأخرى :
2.1. المسؤولية المركزية لمنظومة التربية والتكوين وحدودها
تعتبر المؤسسة المدرسية بمفهومها الواسع، من أقوى المؤسسات الاجتماعية التي تعمل على تكوين السلوك الاجتماعي لدى الأفراد قصد تأهيلهم للقيام بالوظائف الاجتماعية الأساسية، وهي بذلك تسهم إلى جانب المؤسسات والتنظيمات الاجتماعية الأخرى في تدبير وتنظيم الشأن الاجتماعي وتنمية الجوانب العلائقية والتواصلية بين مكونات المجتمع، وفق ضوابط وقواعد وموجهات وأطر مرجعية، تعكس الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل مجتمع.
وفي مجال تنمية السلوك المدني يظهر موقع المدرسة ومنظومة التربية والتكوين عموما ودورها الأساسي في التربية النظامية وغير النظامية، وذلك باعتبار الإمكانات الهائلة التي توفرها على مستوى تعليم المهارات وتنمية الكفايات والقدرات وتدبير العلاقات وتنظيمها داخل الفصول الدراسية عبر المناهج أو خارجها في الفضاء المدرسي، فهي مجال للعمل الجماعي وللتعاون والتفاهم والتسامح واحترام الآخر.
ورغم أهمية ومركزية هذا الدور فإن فعاليته تظل مرتبطة بالزمن المدرسي المحدود من جهة ولوجود مؤسسات "منافسة" مفتوحة من جهة أخرى، ذلك أن هذه المؤسسات، باعتبارها بنيات منظمة تلعب أدوارا هامة في تكوين الأفراد والجماعات، فالمدرسة وحدها لا تمتلك القدرة السحرية، رغم دورها المركزي، على تشكيل المواطن، ولا يمكنها أن ترفع كل التحديات ولا كسب كل الرهانات المجتمعية.
2.2 دورالأسرة ووسائل الإعلام والهيآت السياسية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني
تحدد المؤسسات الاجتماعية التي تقوم بدور التربية والتنشئة الاجتماعية في الأسرة والمسجد ووسائل الإعلام والهيآت السياسية والمنظمات غير الحكومية...وإذا كان لكل هذه المؤسسات موقعها الخاص في حياة الأفراد فإن تأثيرها على تنمية السلوك المدني يبقى هاما وأساسيا.
وبذلك، فالتمايز الملاحظ بين مختلف هذه المؤسسات التربوية من حيث مواقعها ودرجات تأثيرها، يؤكد التكامل القائم بينها في مجال تنمية السلوك المدني لدى الأفراد داخل المجتمع، ويرسخ ضرورة الوعي لديها بهذا التكامل لكي لا يختل التوازن بينها وينشأ التناقض في الخطاب وفي الممارسة مما يؤدي إلى خلل التربية وتعثر التكوين.