أخطر ما في الأمر هو أن يتم آنتهاج سياسة تحارب العربية بطريقة غير مباشرة, و هو ما يعني إكمال مسيرة المستعمر على هذا الصعيد, و لكن هذه المرة بأيد محلية, حتى يتم تذويب الحساسية المفترضة تجاه أية خطوة من هذا القبيل, مادامت آتية من جهة المستعمر. بمعنى أن المشكل ليس في الفرنسة بحد ذاتها, و إنما في الجهة التي تقف خلفها, فمادامت هذه الجهة "وطنية و ذات سيادة و آستقلال" فلا حرج و لا مانع.
من جهة أخرى, يتم تكريس الفرنسة و الترويج لها و إعطاؤها الأسبقية من خلال جعلها اللغة الأساسية للإدارة, و عاملا أولويا في التوظيف, من هنا سمعنا و نسمع خطابات تستهجن الدعوة إلى التعريب. و نحن و إن كان نتفق مع هذه الخطابات فيما يخص الإقرار بوجود أزمة بسبب الازدواج اللغوي, إلا أننا نختلف معها في رؤيتها للحل و المخرج منها.