أسطورة أكل آدم عليه السلام للتفاحة
"التفاحة"... يبدو أنها كانت من أقدم الفواكه التي تعرف إليها البشر، إذ تُظهر البحوث العلمية أن تناول التفاح يعود إلى العصر الحجري، وكان الإنسان يحفظه في تلك المرحلة عبر تقطيعه وتجفيفه بتعريضه للشمس، ووفقا للروايات فإنها كانت سبب خروج آدم وحواء من الجنة، وكانت سبب اكتشاف "نيوتن" لقانون الجاذبية.
ولم تكن هذه هي الأساطير الوحيدة، التي تلعب "التفاحة"، دور البطولة بها؛ فكان أول ظهور للتفاحة في الأساطير من خلال الروايات الإغريقية، والتي أسست صورة التفاحة كبوابة للغواية والحب والحرب.
أما فيما يتعلق بقصة خروج آدم "عليه السلام" من الجنة، أكدت العديد من الروايات، أن "الشجرة المحرمة"، التي أكل منها وتسببت في خروجه برفقة حواء من الجنة، شجرة تفاح، وذلك على الرغم من أن نوع الشجرة لم يحدد في أي من الكتب السماوية الثلاثة، فكما جاء في سورة الأعراف:" وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِى مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِى لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّى لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِى الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)".
وفى الإنجيل، أجمعت كافة الروايات على أن الشجرة التي أكل منها آدم عليه السلام، لم يذكر نوعها، عدا إنجيل "برنابا المنحول"، الذي يكذبه معظم القساوسة، مؤكدين أنه يحوى العديد من الأخطاء التاريخية والدينية، ومن أشهر أخطائه ما تعلق بالشجرة المحرمة، فقد أكد هذا الإنجيل أنّ آدم وحوّاء يأكلان تفّاحة. فيما أكد الكتاب المقدّس أن الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء هي "شجرة معرفة الخير والشرّ" (تك 9:2 )، وأوضح الرافضون لقصة التفاحة من القساوسة أنّ هذه الشجرة أُطلق عليها اسم تفّاحة بسبب خطأ في الترجمة اللاتينيّة المسّماة "الفولغاتا".
ولم تختلف "التوراة" مع القرآن والإنجيل في هذه القصة؛ حيث أكدت أن الله سبحانه وتعالى حرم على "آدم" عليه السلام الأكل من شجرة بعينها، لكنه أطلق عليها " شجرة معرفة الخير والشر"، ولم يذكر في التوراة نوع الشجرة، سواء كانت تفاحا أو غيره من الثمار.
وهو ما يؤكد أن الحديث حول أن الشجرة المحرمة، كانت شجرة تفاح، كلام غير مؤكد وما هو إلا أسطورة أو اجتهادات بشرية، تم تداولها إلى أن أصبحت معتقدا مسلما به لدى الجميع.
أما أسطورة "التفاحة" الثانية، فتعلقت باكتشاف الجاذبية؛ فبين عامى 1664و 1666 اكتشف نيوتن الجاذبية وقانون الجذب العام، وهنا تداولت اسطورة تحكى أنه كان جالسا في أحد الأيام تحت شجرة تفاح مسترخيا وفجأة وفى لحظة صفاء سقطت فوق رأسه تفاحة وبدأ يفكر نيوتن في هذه الحالة التي مرت عليه ومرت على الملايين من غيره دون أن يلتفتوا إليها وبدأ يقول لماذا سقطت التفاحة إلى أسفل ولم تسقط إلى أعلى وهنا ظهر الإلهام الذي قادة إلى حقيقة الجاذبية.
رغم أن هذه الأسطورة اصبحت ايضًا قاعدة مسلمًا بها لدى البشر، إلا أن هناك آراء أخرى تؤكد أن هذه القصة غير مثبتة علميا إلا أن الثابت أن نيوتن اهتم بحركة الأجسام؛ حيث إنه هناك قوة جذب متبادلة بين الشمس والكواكب تجعل الكواكب تدور حول الشمس في مديات بيضاوية.
فقد أكد أكثر من معاصر لعصر نيوتن وكذلك العديد من تلاميذه، أن قصة سقوط التفاحة على رأس نيوتن غير صحيحة، بل هي تأليف من خيالات الكاتب الشهير "فولتير"، مؤكدين أن هذه القصة لا علاقة لها بإيجاد نيوتن لقانون الجاذبية، وقد تمت فبركة القصة بعد اكتشاف قانون الجاذبية بفترة طويلة.
هذا إلى جانب أن التفاحة ذكرت لأول مرة في أحد المقالات بعد وفاة نيوتن بـ60 عامًا، ولم يذكر " نيوتن" في أي من كتبه أو أبحاثه شيئا عن هذه الحادثة، لذلك تعتبر هذه الحكاية من أكبر الأساطير.
وأوضح المعترضون على أسطورة "تفاحة نيوتن"، أن نيوتن كان آنذاك منشغلا بدراسة قوانين الحركة العامة عن السرعة والتسارع والقوى المسببة لتغير السرعة، مشيرين إلى أن رؤيته لتفاحة تسقط على الأرض قد أطلق العنان لتحليلاته العلمية، وأثار أسئلة من نوع لماذا سقطت التفاحة وأخذت بالتسارع نحو الأرض؟ وسمى القوة المسببة لهذه الحركة بقوة الجاذبية، وأدرك أن هذه القوة بعيدة المدى وتصل إلى القمر.
كما ألمحوا أيضا إلى أن الدليل على أن أبحاث "نيوتن" حول الجاذبية ليست وليدة لحظة سقوط التفاحة، يتمثل في دراسته لتجارب وقياسات جاليليو جاليى في السقوط الحر وإيجاد تسارع الجاذبية الأرضية بأنه يساوى (9.8 م/ث2) وذلك قبل نحو مائة سنة من ولادة نيوتن حينما قام جالليليو بإلقاء الأحجار من أعلى برج بيزا واخذ يسجل زمن وصول كل حجر إلى الأرض وقد استنتج أن كتلة الحجر لا تؤثر على زمن وصوله إلى الأرض وقام بحساب تسارع الجاذبية الأرضية.
وأكدوا أن موضوع جذب الأرض للأجسام كان معروفا عند الناس العاديين فضلا عن العلماء، لافتين إلى أن نيوتن كان يدرك تماما أن الأرض تجذب الاجسام اليها ولكن الشيء الغريب الذي لاحظه نيوتن أنه ليست الأرض فقط هي التي تجذب التفاحة وإنما أيضا التفاحة تجذب الأرض.
وأخذ يفكر ما الذي سوف يحدث لو أحضرنا تفاحة كتلتها مساوية لكتلة الشمس ووضعناها على بعد مسافة معينة من الأرض، سوف تدور الأرض حول التفاحة أي أن التفاحة ستجذب الأرض بقوة أكبر من قوة جذب الأرض للتفاحة، وبناءً على هذا الخيال والتفكير المنطقى وضع العالم نيوتن نص قانون أسماه بقانون الجذب العام "وليس قانون الجاذبية".
وعن سر اكتشاف "نيوتن" لقانون الجاذبية، كشف "نيوتن" أنه توصل إلى نظريته عندما رأى تفاحة تسقط على الأرض، وليس على رأسه، وفى الوقت نفسه كان يرى القمر معلقا في السماء، وهو ما فتح المجال بداخله للبحث عن اجابات العديد من الأسئلة، يبدو بعضها طفولى بعض الشئ مثل "لماذ سقطت التفاحة؟ ولماذا لا يسقط القمر؟ وهل القانون الذي يتسبب في سقوط التفاحة ينطبق على القمر؟".
وقرر أن يبحث عن علاقة التباين بين مصير التفاحة والقمر، وقاده هذا البحث لوضع نظريته التي تمثل لب أغلب العلوم الهندسية والعلمية الحديثة.اهــ
نقلته من احد مواقع الانترنيت