رأي آخر
من المفروض أن يكون أول سؤال يطرح في أي نقاش حول سياسة تشغيل الأطفال ما يلي: "ماذا سيفعل الأطفال إذا لم يشتغلوا؟"
علينا ان نأخذ في الاعتبار ما إذا كانت السياسات الهادفة إلى وضع حد لتشغيل الأطفال تعمل أيضاً على إزالة حاجة الأسرة للدخل الذي يؤمنه الطفل.
تهدف سياسات شعبية عديدة إلى إخراج الأطفال من أنواع معينة من العمل. ولكن في حال لم تعالج هذه السياسات مسألة لماذا يشتغل الأطفال، فان الانتقادات الموجهة ضد أي نوع من أنواع العمل أو أي صناعة معينة لن تفعل، بسبب خيارات العمل المتوفرة للطفل، أكثر من تحويل وقت الطفل إلى نشاط، يكون مفضلاً اقل من العمل الذي خسره.
العديد من الأطفال يساعدون من خلال عملهم تعليم أشقائهم وشقيقاتهم. لهذا السبب، علينا ان نكون حذرين في دراسة ما إذا كانت تصرفاتنا تقضي على ضرورة ان يعمل الأطفال، أو تنقلهم ببساطة للعمل في وظائف أسوأ أو حتى أكثر خطورة على حياتهم.
إذا كانت السياسة فعالة في إبقاء الأطفال خارج ميدان العمل، فماذا يفعل الأطفال الذين لا يشتغلون؟
يمثل التعليم الأمل لمعظم المدافعين عن حقوق الطفل. لكن في أحيان كثيرة يعيش الأطفال الذين يعملون في أماكن تكون نوعية البنية التحتية للتعليم فيها متدنية. وجدت دراسة حديثة أجريت في الريف الهندي أن المعلمين كانت تنقصهم أدوات التعليم في 67 بالمئة من المدارس الابتدائية، وأن 89 بالمئة من هذه المدارس ينقصها المراحيض، وان نسبة 25 بالمئة من المعلمين لم يداوموا في مراكز عملهم في هذه المدارس حيث كان من المفروض وجودهم فيها لتعليم الأطفال.
. ولذلك وقبل اتخاذ خطوات لإخراج الأطفال من ميادين العمل، يجب أن نتأكد بأن لديهم مكاناً آخر يذهبون إليه. التفكير حول مسألة تشغيل الأطفال خارج مفهوم الفقر الذي يمهد له يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ سياسات خطرة جداً. إذا هاجمنا مسألة تشغيل الأطفال من خلال الحد من خيارات التوظيف المفتوحة أمامهم، فإننا لا نهدد إلاّ بمعاقبة من هم أشد فقراً لجريمة كونهم فقراء.
منقول