أنا أحمل المسؤولية للمديرين و المفتشين أكثر مما أحملها للاساتذة. بكل بساطة لأن الله يزع بالسلطان أمثر مما يزع بالقرآن. إذا كان المدير غائبا عن عمله بصفة مستمرة، لا يدخل حجرة الاستاذ إلا لماما يعبئ نسبة المواضبة أو يوصل مذكرة ثم ينصرف إلى المقهى... يقتصر دوره على ملء وثائق شكلية و إيصال البريد من و ألى النيابة...نعم هناك بعض المديرين يحاولون تنشيط مؤسساتهم والرقي بالحياة المدرسية لكن، أجزم حسب تجربتي الشخصية، أنهم لا يتجاوزون نسبة 1 بالمائة. ففي إحدى النيابات أعرف اثنين منهم يقومان بواجباتهما...هناك مديرون يقطنون على بعد أكثر من 200 كلم من مؤسساتهم و يديرونها عبر الهاتف...أي نموذج يعطي هؤلاء للأساتذة خصوصا الجدد منهم، إنهم يربونهم على غيجاد الثغرات القانونية لتبرير تقصيرهم في عملهم و تغيبهم عن العمل
أما المفتشون فقد تخلوا عن مهامهم في مراقبة المديرين (أصل الداء) و اقتصروا على تفتيشات مناسباتية للاساتذة لا يزورونهم إلا حينما يرشحون للترقية. نعم هناك مفتشون جدد يحاولون القيام بمهامهم، أعرف بعضهم، بقومون بتأطير الاساتذة و مراقبة عملهم، لكن لوبيات الفساد لا تريد تركهم يعملون...