قال عبد الرحمن بن مهدي : (مات سفيان عندي, فلما اشتد به جعل يبكي, فقال له رجل: يا أبا عبد الله, أراك كثير الذنوب؟!
فرفع شيئاً من الأرض, وقال: والله لذنوبي أهون عندي من ذا, إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت) .
لما حضرت سفيان الوفاة قال: يا ابن أبجر قد نزل بي ما ترى فانظر من يحضرني فأتيته بقوم فيهم حماد بن سلمة، وكان حماد من أقربهم إلى رأسه، فتنفس، فقال له حماد: أبشر فقد نجوت مما كنت تخاف، وتقدم على رب غفور
فقال: يا أبا سلمة، أترى الله يغفر لمثلي؟
قال: أي والذي لا إله إلا هو. قال: فكأنما سري عنه .
========
قال: محمد بن عبد الله عن عبد الواحد بن زيد أن خبيباً أبا محمد جزع جزعاً شديداً عند الموت فجعل يقول بالفارسية: أريد أن أسافر سفراً ما سافرته قط. أريد أن اسلك طريقاً ما سلكته قط، أريد أن ازور سيدي ومولاي، وما رأيته قط، أريد أن أشرف على أهوال ما شاهدت مثلها قط، أريد أن أبقى تحت التراب إلى يوم القيامة، ثم أوقف بين يدي الله فأخاف أن يقول لي:
يا خبيب هات تسبيحة واحدة سبحتني في ستين سنة لم يظفر منك الشيطان فيها بشيء، فماذا أقول؟
قال عبد الواحد: هذا عبدٌ عبد الله ستين سنة مشتغلاً به، ولم يشتغل من الدنيا بشيء قط فأي شيء حالنا؟ واغوثاه بالله!!) .
المقلق/ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)