عفوا أخي "سمير الحاتم"، لا أحمل أية ضغينة للنقابة المستقلة ولا أرفض وجودها من منطلق مبادئي الديمقراطية .كل ما في الأمر أنني اضع ،في تحليلي للمشهد النقابي بالمغرب، مصلحة الطبقة العاملة في شموليتها فوق كل اعتبار ،لهذا عندما تستقرئ مداخلاتي تعتقد ما يشير الى العداء.لا ليس كذلك أطلاقامن باب الديمقراطية يحق لأي كان تأسيس الجمعيات والأحزاب والنقابات في ظل القانون نولا جدال في القانون المغربي في هذا الشان فهو واضح.لكن لو انطلقنا منالسؤال العمالي الصرف: ماذا سنستفيد من تناسل النقابات كعمال؟ وماذا سيستفيذ عدونا الأساسي لنا جميعا،وأعني هنا الطبقة البورجوازية وجهاز دولتها، سيتيسر علينا التأكد من ان عدونا هو المستفيذ ونحن الخاسرون.لماذا؟ لأن التذرير والتشتت والكثرة في الاجهزة االنقابية يؤدي الى تشتيت الطبقة وتوزعها على النقابات الكثيرة المتواجدة بما يعني اختلافها في الرؤى و المرجعية الايديولوجية لكلنقابة. هذه الرؤى المختلفة والمواقف المختلفة من نقابة الى أخرى ،حسب الوضع السياسي والاجتماعي للبلاد ،يولد الصراعات بين رجال التعليم الى درجة تعبئة بعض النقابات ضد إضرابات النقابات الأخرى وإلى درجة النيل من تاريخ النقابات الأخرى.كل هذا يولد الحقد والكراهية أحيانا والتواطؤ أحيانا أخرى، وهو ما تستغله الدولة كجهاز منحاز للباطرونا أحسن استغلال لتمرير قوانينها الجائرة ( مشروع قانون الإضراب-الاقتطاع للمضربين- مدونة الشغل- قانون الاحزاب-مشروع قانون النقابات- الفصل 288 من القانون الجنائي....).
رفيقي"سمير"، لا أنفي انتمائي للكدش منذ بداية التسعينات عبر مسار مليء بالتحديات تتخلله نجاحات و نكبات في سيرورة التعاطي مع الملف المطلبي،كما لا أنفي عطاء الكدش عبر تاريخها لانتزاع المكاسب المختلفة التي يبخسها ولا ينفيها إلا جاحد او عنيد،لكن بالمقابل لا أنفي تراجع أداء الكدش ،لظروف ذاتية وموضوعية مختلفة ،ولا أنفي اختراقها من طرف الانتهازيين والوصوليين والمتملقين(وهذه خاصية لا تنفرد بهاالكدش بل هي شاملة للتنظيمات المغربية كلها) وارتكابها لأخطاء عبر تاريخها الطويل (وهي ليست قاتلة على كل حال) لكن أسائلك بصدق: هل الجواب الحقيقي والعاملي لهذا التراجع في الأداء النقابي بالمغرب هو تأسيس إطارات جديدة وفئوية لا يهمها أمر الكبقة العاملة في شيء؟ هل سنواجه المشروع المخزني الليبرالي المتوحش بالنقابات الفئوية؟ام ان الواقع يفرض تراص الصفوف واتحادها ووحدة العمل النقابي وغشاعة الوعي بالذات وبحقيقة الوضع المغربي. في ارتباط بما سبق ،ماذا يفيد إضراب المعلمين دون غيرهم؟ وماذا يفيد إضراب أساتذة الاعدادي دون غيرهم؟
لقد اخترت شخصيا الطريق الذي تمليه علي قناعاتي وقيود الارتباط بالطبقة العاملة.اخترت ان أظل مرابطا داخل الكدش مناضلا داخلها من أجل التنصحيح والتنقية وعموديا مناضلا من أجل مطالب الطبقة العاملة.فهل في ما اقول تناقض؟ وهل ترى انني مقصر وحقود للمستقلة؟انظر ماذا ترى؟
اخيرا مهما اختلفت معك ومع الإخوان في النقابة المستقلة فلن يفسد في الود قضية ولن يسبب قطيعة أبدا .