![](images/misc/quote-img.gif) |
بسم الله اللاحمن الرحيم
سأجيب بنعم ولكن علي التوضيح : لا يوجد في هذا البلد الأمين من النقابين الذي يفهم ثقافة وواجب النقابي وعليه فالمعادلة واضحة = وصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ليونdes Arrivistes .
والســلام عليكم ورحمة الله . |
|
"
يا أخي والله إنها لكارثة ، ضحيتها الأولى هم التلاميذ الأبرياء الذين نصنع منهم مطرودين بعد سنوات التكرار ، أو متمدرسين متابعين لدراستهم بمستوى أسوأ من السيء...مستوى تلميذ الإعدادي الذي لايعرف كيفية كتابة اسمه صحيحا لا بالعربية ولا بالفرنسية... مستوى تلميذ الثانوي الذي يتعامل مع دروسه بمنطق ...بضاعتهم نردها إليهم ، فإذا اجتاز أيام الإمتحانات ، وجدته أكثر خواء مما تظنه... وطالب الجامعة الذي...
في الوقت الذي كنا فيه تلاميذ بالإعدادي ، السنة الرابعة (الأخيرة) ، أتذكر ،كنا نتنافس في الإلمام بأبجديات النقاش السياسي ، ونهيئ أنفسنا لاحتراف الثورة ، ونلم بالكثير من أوضاع الشعوب والدول في العالم...
اليوم ، وبعد الإنهيار الذي شهده العمل النقابي الذي استعملته شرذمة من الإنتهازيين بغلا يجر عربة العمل الحزبي الإنتخابوي...وبعد تناسل وتكاثر النقابات مثل كائنات فطرية ،لم تعد تميز فيها بين الصالح والطالح ، بين المناضل والعميل ، كلها في النخبوية والإرتجالية سواء ...فهل بتوالي الإضرابات سوف تكتسب النقابة جماهيرية مفقودة؟؟؟ وحتى ولو حدث ذلك وصحت فرضيتها هذه ، كيف تراهن نقابة ما على استقطاب بضع عشرات يؤدون ثمن البطائق للإنخراط فيها ، وتفقد مصداقيتها وتجعل كل الأسرة التعليمية تفقد مصداقيتها أمام الآباء والتلاميذ والمجتمع ... والله إني لأعرف الكثيرين ممن لا هم لهم إلا البحث عن مواعيد العطل والإضرابات... تصوروا أن مواقع لرجال ونساء التعليم على النت ، أول ما يطالعك في صفحتها الأولى هو جدول العطل ...والكثير ممن يعمل معي لاينتمي لا إلى اليمين ولا إلى اليسار ، ويشارك في كل الإضرابات ، ويعلنها بطفولية ونزق ، فرحته بالراحة ...يوم أو أيام الإضراب ... انظر التعليق:
( لما لا تكون معهم كلهم ياك كلهم كيدافعو على حقوقك ) الوارد أعلاه
والله لقد تشوهت صورة التعليم وأهله بما جناه عليهم زعماء الإنتهازية من نقابيين مزعومين وحزبويين ، ولا أفرق بين هذا ولا ذاك ... لقد اشتغلت -ولا أزال- في التعليم من 24 سنة ، وانخرطت في العمل السياسي المتمرد ، والعمل النقابي كمتمرد من داخل النقابة ضد النخبويين ...،وشهدت مراسيم جنازة العمل النقابي والسياسي مع انهيار قصور الأوهام التي وزعها أقطاب الحزبوية والنقابوية ... هذا الإنهيار الذي أفرغ الساحة لمبتدئين ، تتعامل معهم الوزارة والحكومة بمنطق ( سير تضيم) ، بعد أن استنفذت شعارات التناوب ووو...مضامينها ، واستكملت الجهات الحاكمة أغراضها من الذين مررت بهم ( الفترة الإنتقالية) بعد المشهد المسرحي انتخابات2007 ،وقذفت بهم إلى الهامش...
الخاسر من كل هذا هم : - التلاميذ بالدرجة الأولى
- أكيد : نساء ورجال التعليم ، الذين على أكتافهم وبأصواتهم ،تشكلت نقابات وأحزاب وحكومات ...
- والمجتمع المغربي عموما ، الذي -يوما عن يوم- أصبح يفقد مقوماته الأخلاقية والإجتماعية ، أمام هجمة عولمة لم يأخذ منها إلا جانبها الوسخ ، وإلا ارتفاع أسعاركل شيء ...
أعتقد أن الأمور سائرة نحو الأسوإ ، لا على مستوى وضعية نساء ورجال التعليم ، ولا على مستوى الأوضاع الإجتماعية العامة ، واللهاث وراء نفس الشعارات ، لنفس ( الديسك) / الأغنية القديمة المهترئة ، لن يفضي إلى شيء ، ومن مصلحة الدولة تكسير أي عمل نقابي جاد ، وضرب فئة تعليمية بفئة أخرى،ويمكن أن تدخل مع طرف من الأطراف النقابية في أداء دور مسرحي-على السريع-يظهر فيه الطرف النقابي هو الأكثر جماهيرية ، والأشد شراسة في نضاله ، حتى يستقطب أكبر عدد ممكن من المنخرطين ، وبعدها : جر يا مجرور ، ومن عام إلى عام ، ومن لقاء إلى لقاء ، وكلما وجدت الدولة إمكانية لتكسير أية وحدة نقابية على أساس حد أدنى للمطالب ،إلا وعمدت إلى ذلك...
لكن لا ننسى بأن بهذا التخريب الممنهج وبطريقة ال goutte a goutte ، يفرغ الساحة من كل عمل سياسي أو نقابي جاد يؤطر الناس فعلا ، وله مصداقية جماهيرية حقيقية ، ولا يتاجر في هموم الناس ، ولن يجد المجال مؤهلا والساحة فارغة إلا من له أسلوب آخر في التغيير ، وله مطالب لا ينتظر تحقيقها في الأرض ، وإنما يحلم بتحقيقها في الجنة ... كلامي واضح حسبما أظن ...وعند ذلك ، ليتحمل كل واحد مسؤوليته ، سواء من القمة أو من المجتمع ...
أرجو فقط أن لا يعتبر كلامي تحريضا ضد جهة نقابية ما ،أو ضد أسلوب (سلمي) لتحقيق مطالب مشروعة ... فأنا ساهمت في الثمانينات في تأسيس فروع ومكاتب لنقابات كانت تحمل صفة النضالية ، وشاغبت في اجتماعاتها ، وفي استعراضاتها في كل فاتح ماي وفي صفحات الجرائد ضد نخبويتها وانتهازيتها وانتخابوية استراتيجيتها النضالية ...ولست متقاعدا الآن من قناعاتي ، لا زلت أمارسها ، أين ؟ بين تلاميذي ، أربيهم على النقد والنقد الذاتي ... وإسقاط فكرة القداسة ، والشك في كل الشعارات الرسمية وشعارات اليمين واليسار fg ، ولهم حرية الإختيار بعد ذلك ،ومع زملائي في المحنة ،عفوا ، المهنة ، حتى إذا ما رمى أحدنا نفسه في جهة ما ، يرميها عن بينة ...على الأقل نبدأ بمحاربة اعتبار الإضراب فترة راحة ، أي محاربة تدني الوعي عند الكثير من الناس ،داخل أو خارج الأسرة التعليمية..لأن الجهات الحاكمة ، لما وجدت مستوى الكثير من نساء ورجال التعليم انحدر من المطالبة بتغيير الوضع في المغرب ككل إلى المطالبة بما هو أدنى ،عاملتهم بما شاءت من التماطل والإستهتار واللامبالاة... لماذا لا نعمل بالمثل الشهير (كبرها تصغار)؟؟؟...وأطلب من الإخوة والأخوات الدفاع عن مطالبهم المشروعة ، ، ولكن آلية النضال يجب دائما أن تتم مراجعتها ، والتصدي بشراسة لكل أشكال المتاجرة في هموم الأسرة التعليمية ،،، وقبل كل شيء ، وبعد كل شيء : التفكير في شكل تنظيمي جديد للعمل النقابي ، يكون فيه القرار بعد الإستشارة الفعلية لكافة أفراد الأسرة التعليمية ، وليس لحفنة من زعماء آخر الزمن النقابي ، لممارسة ارتجاليتهم ونزقهم وفردانيتهم ...هذا دون نسيان مصير تلاميذنا ، لأنهم في النهاية لا ذنب لهم فيما يجري ، مثلا ، أشارك في إضراب نقابة ما ، ولكن أقوم بتعويض الحصص ، بأمانة،للتلاميذ ،لأن الضرائب التي يؤديها آباؤهم للخزينة هي التي آخذ منها أجرتي نهاية الشهر ...ولا أريد أن آكل حراما ... "
وللحديث بقايا...
أستاذ اللغة العربية بضواحي أكادير.