الكاتب والعقول والبشر
المقالة السخرية
كما يحدث في قصص الخيال العلمي يتخيل الكاتب كوكبا وبشرا حسب ما توحي إليه مخيلته ليثير به العقول، والبشر...
العقول تستقي من هذا المستنقع محاولة إبراز اللينوفر على سطح المريخ!.. فينساق أغلب البشر وراء هذه العقول بعد أن يستسلم لمشاهد صورية للينوفر على كوكب الزهرة، عفوا على كوكب المريخ قد التقطتها عدسة القطاني.. لكن هناك فئة من هذا البشر من لا يصدق ما تقوله هذه العقول، إنما ليس لها سلاح علمي تواجه به جرثومة المصطلحات العلمية.. وضمن هذه الفئة نجد شردمة تصرخ! ولكنها تصرخ وسط الصم البكم العمي...
هؤلاء العقول لم يكتشفوا كيف ينبت اللينوفر، وماذا يحيط به! ولكنه اكتشفوا ما يبعد عن بُعد البُعد ببُعد يعجّز البشر لكي يرخي عنان فكره ليكتشف ما تقوله العقول عن اللينوفر في عطارد، عفوا، في المريخ أنه ليس سوى خزعبلات لا مثيل لها سوى في قصص الخيال العلمي.. فينخدع البشر بمصطلحات لن تجد لفك كلبشتها سبيلا لو اجتمع الجن والبشر! وكذلك بصور رغم التقنيات العالية التي يعتقدونها تبقى شفرات لا يرمقها من البشر سوى أصحاب الحدس الدقيق؛ وهذه الصور تجعل نظرك يموّه فكرك فلا تدري ماذا ترى؟ هل اللينوفر، أم المستنقعات، كما يستعملون أفيون المسافات حتى يتخدر مخ البشر فيعجز الفكر حتى أن يثبت ماذا يسمع أو ماذا يقرأ كمثل هذه المسافة: ثرليون بليون بليون بليون مليار سنة ضوئية!!!!!!!!
وهذه العقول لها رؤوس تعمل على تمويه البشر حتى لا يرى اللينوفر ويسقط في المستنقعات ليبقى راكدا إلى الأبد.. وتخسر أجساد هذه الرؤوس على عمليات التمويه: ثرليون بليون بليون بليون مليار دولار في السنة!!!!!!!! حقيقة إنها تشبه تماما قصص الخيال العلمي، يسقط البشر في المستنقعات ويعانق اللينوفر، فيتحول البشر إلى لينوفر تماما كالذي في كوكب زحل! على حسب قول العقول وصورهم...
وعلى ما يبدو لي أن الكاتب يكتب قصص الخيال العلمي، والعقول تنشر الخيال العلمي كواقع ملموس، والبشر يسرح في مراعي الخيال مدبدبا لا إلى الكاتب، ولا إلى العقول، ولا لتلك الفئة من البشر فلم أستطع معرفة من منهم يعيش في الخيال؟ فإن كان الكاتب فهو محمي تحت حصانة الفنانين، وإذا كانت العقول فذلك مبلغهم من العلم، وإذا كان البشر فالبشر لا يزال في سبات عميق، وإذا كانت تلك الفئة من البشر فإنها تطارد الخيال بالخيال، وإن كان الكاتب، والعقول، والبشر يسبحون في خيال الخيال فيبقى الساخرون وأنا من هذا الصنف بكل تواضع.
بقلم: محمد معمري