|
نحن أمام وضع نقابي معقد ، يجب أن نعترف بهذا ، وفي وضع سياسي أكثر تعقيدا، وبالتالي تصحيح الوضع ليس بالأمر البسيط ، ولا الهين ، و لكن ليس مستحيلا على اللذين لهم مصلحة في هذاالتصحيح إذا بلغوا من الوعي درجة تسمح لهم بتبين مصلحتهم الحقيقية . فهل نملك هذا الوعي؟ وإن لم نكن نملكه فماهو السبيل لامتلاكه ؟وإذا امتلكناها كيف نحول هذا الوعي إلى إرادة التغيير و التصحيح ؟ و بأي وسائل نتمكن من ذلك؟ و قبل هذا وذاك من نحن وماذا نريد ؟ أنحن معزولون عن هموم شعبنا ؟أنشكل كشغيلة تعليمية خصوصية تجعل منا شريحة اجتماعية متميزة ؟أنريد تغييرا شاملا ؟ أم يهمنا تغيير درجة إطارنا ؟ أنريد رواتب تبعدنا عن الفقر؟ أم نريد أن يبتعد عنا الفقر ؟
إنها أسئلة أطرحها على نفسي فأتوافق معها ، و اطرحها على ممارستي النقابية والسياسية فينعتونني بالطوبيس ، نسبة إلى الطوباوية وليس لحافلات النقل العمومي التي تفقد فراملها وتخطا محطة الوقوف .
فشاركوني متعة الأسئلة ، وقاسموني قرحة الأجوبة. |
|
لا اشك في أن هناك من يقول ان الوضع النقابي بصفة عامة في المغرب صحي وسليم , ومن يقول هكذا كلام فأظن انه يسير ضد التيار ...أننا أمام حالة من الفوضى داخل نقاباتنا : ممارسات مشبوهة...زبونيه...تدخلات..رشوة...فساد أخلاقي...فضائح كثيرة يخجل اللسان عن ذكرها..وهذه الأزمة إبطالها أناس إن تسمع كلامهم ونقاشاتهم لن تقبل أن ينعتهم احد بسوء, ولكن شتان بين الهرطقة والأفعال . وطبعا هذا الوضع المأساوي قابل للتصحيح وغير مستحيل التحقيق بالرغم من انه يبدو صعب المنال, ومما لاشك فيه إن أزمة الممارسة السياسية الحزبية انعكست بشكل مباشر على الوضع النقابي.
إن التصحيح في نظري يبدأ من الاعتراف بالداء وتشخيصه , ونحن – كشغيلة تعليمية – منوطون بهذا الدور كل من زاويته وعلينا أن نحدد أولا ماذا نريد, ما هي مطالبنا ؟ أين نحن من تحقيقها؟ هل نحن بهذه الحالة التي نحن عليها يمكن تحقيقها ؟ هل نستطيع فضح التجاوزات التي تقع في نقاباتنا؟ واذا استطعنا ان نجد اجوبة سليمة لهذه الاسئلة فالمؤكد ان طريق التصحيح سيكون اقرب مما كنا نتصور...