بداية ،اوافقك أخي فونطوماس الرأي فيما يخص عدم استقلالية(النقابات) المستقلات في المغرب.
ولقد سبق لي أن قلت رأيي في الموضوع ، واعتبرت أن الاستقلالية في العمل النقابي
مجرد شعار ليس إلا. وواقع الحال يقول ،إما أن تكون تابعا للأحزاب أو لسلطة المال أو لسلطة المخزن.
إلا أنني قد أختلف معك في أسباب النزول .
فبعد التسويات التي استفاد منها العدد الكبير من نساء ورجال التعليم في الترقية الاستثنائية لسنوات
2000و2001و2002 ،حيث كان أساتذة الإعدادي المدمجين بالشواهد الأوفر حظا في الترقية إلى
السلم 11.ومن الطبيعي ، خلفت هذه العملية تذمرا لدى الفئآت التي لم تستفد من الترقية (الذين
سبق لهم... والذين لم يسبق لهم..)
وأمام هذا الوضع ،وبالضبط بعد توصل المستفيدين بمستحقاتهم المالية المتراوحة بين7مليون و
12مليون سنتيم ، بدأت الاحتجاجات على صعيد الإعداديات ثم على الصعيد الوطني مما أدى إلى
تأسيس تنسيقية ،ثم إلى هيأة وطنية لأساتذة التعليم الإعدادي يطالبون برفع الضرر وحقهم في
الترقية .
وبعد استفادة هذه الفئات المتضررة من نظام 1985 من الترقية، وذلك من خلال احتساب نقط
السنوات الجزافية ، انتقلت الفكرة إلى التعليم الابتدائي ، تكونت تنسيقية وتقدمت إلى نساء ورجال التعليم
بمطالب مغرية كالترقية إلى السلم 11 بعد 25سنة من العمل وتوفير الجذاذات في المكتبة و....
تلكم إخواني اخواتي ظروف النزول ، اما الأسباب فتكمن في معاقبة حكومة التناوب بقيادة
الاتحاد الاشتراكي من طرف جهات معينة، التي تجرأ وزير مالياتها وخصص مناصب مالية مهمة
للترقية الاستثنائية ،استخلصتها وزارته من خلال مراجعة حصيص الترقية منذ سنة 1990 إظافة إلى
مناصب التوظيف والتقاعد والمفصولين...وقد أدت العملية إلى ترقية أزيد من 24000موظف في قطاع التعليم فقط .
أما مناضلو اليسار الاشتراكي فلا أعتقد بأنهم ستنطلي عليهم اللعبة ،فهم منخرطون في النقابات العتيدة
ف دش وك دش، ويتحملون مسؤوليات في أجهزة المنظمتين، ولا أظن أيضا أن يتبع أحدهم نقابة يتزعمها شخص صرح أكثر من مرة في تجمعات بأن أحسن وزير تربية وطنية عرفه المغرب هو الوزير حدو شيكر !!!
ومن خلال ما أسلفت ذكره بكل صدق وأمانة، والتي أعتبرها حقائق عشتها وعايشتها ، يظهر جليا أن
اسباب تاسيس النقابات الفئوية تخالف تلك التي ذكرها السيد المفتش المحترم عبد العزيز قريش،المفتش
المعروف بعدائه الأبدي للنقابات الوطنية والديموقراطية العتيدة، واتمنى أن يجيبني عن التساؤلات الآتية :
لماذا لم تظهر النقابات الفئوية في التعليم قبل تولي حكومة التناوب الحكم في المغرب؟هل كانت النقابات
أحسن حالا وأكثر ديموقراطية من اليوم ؟ أم كانت أوضاع الشغيلة التعليمية في أحسن الأحوال؟
أم كانت الرؤوس تخشى القطاف ؟
وهل تعتبر الكيانات النقابية الفئوية المعروفة بالعشوائية في التسيير الداخلي والضبابية في التسيير المالي ستحقق أكثر مما حققته المركزيات النقابية مجتمعة ؟
أما بخصوص تأسيس نقابة المفتشين فظروف واسباب تاسيسها مختلفة، فلا علاقة لها، لا بالديموقراطية الداخلية
للنقابات ولا بمطالب المفتشين.وفي رأيي المتواضع هناك أسباب ذاتية وأخرى موضوعية كانت وراء انسحاب
المفتشين من النقابات بصفة عامة. ومن الأسباب الذاتية ،عدم شعور المفتش بالرضى والارتياح جنبا لجنب وسط غفير
من المعلمين والمعلمات وهم يتداولون في المجالس الشطط الممارس على المدرسين من طرف بعض المفتشين (تعسفات، رشاوى ...)وهذا في نظري ،وحده شكل حاجزا سيكولوجيا بين المفتش والنقابة. اما الأسباب الموضوعية
فتكمن في الحظور القليل للمفتشين المنخرطين وبالتالي يشكلون أقلية داخل مجالس النقابة . وبعد فراغ نقابي عرفته فئة
المفتيشين في التعليم باستثناء بعض المفتشين المناضلين في صفوف النقابات ، وبعد تأسيس النقابة المستقلة للأطباء،
كانت المحطة مناسبة مواتية لتأسيس نقابة المفتشين.
وأعود مرة أخرى إلى أخي العزيز قريش لأسأله عن المكاسب التي حققتها النقابة الفئوية للمفتشين غير تلك التي
ذكرها والتي كان من وراء تحقيقها كل النقابات التعليمية في أطار الحوار الاجتماعي القطاعي.
كما أسأله عن ضحايا نقابة المفتشين ،من نساء ورجال التعليم فهم كثر ،ولسنوات من الترقية هم محرومون بسبب الإضراب عن العمل الذي دام سنتين ، وتسبب في تجميد نقطة التفتيش لسنين طويلة.
وبقدرة قادر تواضع المفتش وعاد يناضل إلى جانب المعلم ، والطبيب إلى جانب الممرض و...
أهي العجلة التي تدور إلى الوراء ، أم هو التاريخ الذي يعيد نفسه ؟
وفي كلا الحالتين، تبقى الشغيلة المغربية هي التي تدفع الثمن غاليا.