|
يا أبا المعالي : تستبطن الجملة الأولى استهزاء وتهكما لا يعين على حصول نقاش راق ورصين حقا. تجنب ذلك من فضلك، فهو في متناول الجميع.
1- عرفت به من خلال :
* محاولة الإغتيال التي تعرض لها عبد الناصر وتورط الجماعة في ذلك.
* إقامة أغلب القيادات الإخوانية لدى آل سعود.
والأهم من ذلك لا يمكن أن نقرأ التاريخ بذهنية جنائية ،تشترط إقامة الشهود أوتقديم الثبوتات الوثائقية أو..لا يمكن ، نيرون أحرق روما ، هذا معطى تاريخي لا يوجد عاقل يطلب حجة على ذلك ، مستحيل .
2- الديموقراطية هي قيم وإجراءات تنظيمية في الآن ذاته ،مكونان لا ينفصلان ،ومتى حصل ووقع الانفصال بينهما انعدمت الديموقراطية ،فالقيم بدون أجرأتها تصير فلسفة والإجراءات بدون قيم تؤطرها وتوجهها تتحول إلى مساطر تنظيمية ليس إلا.
القيمة الأولى هي قيمة الحرية ،حرية الاختيار.
القيمة الثانية هي قبول التعدد ،وليس المقصود هو كثرة الدكاكين السياسية،بل تعدد المشاريع المجتمعية والبرامج الحزبية ، تعدد لا يحده إلا مبدأ واحد ووحيد وأوحد هو الالتزام بالاحتكام إلى الاقتراع لفض الاختلافات وللتنافس على تدبير الشأن العام أي إدانة العنف وتجريم اللجوء إليه.
هذا هو المفهوم الذي أراه صائبا للديموقراطية (بشكل مختزل جدا).
3- أنا عاجز عن أن أدلك على أي شيء ،فدليلك هو عقلك.أما أن أبسط لك رأيي في المشروع المجتمعي لدى جماعة الإخوان وهيكلتهم التنظيمية ،فهو في المتناول إلا أنه يستلزم موضوعا خاصا به .
شكرا |
|
بداية أعتذر عما بدا مني من استهزاء و أنا أطلب منك العفو .
ثانيا : لا يمكن بحال أن نقارن بين حادثة إحراق روما - التي شهدها الشعب كله - و بين ما تحاول أخي أن تنسبه للإخوان من خدمة مصالح السعودية الذي لا يعدو أن يكون اجتهادا يعوزه الدليل .
ثالثا : محاولة اغتيال عبد الناصر نسبها النظام المصري زورا للجماعة للتنكيل بها . هذا على الأقل ما قالته الجماعة و هو قول يجب وضعه في الاعتبار و عدم الاكتفاء بالرواية الرسمية .
رابعا : الإخوان كانت تجمعهم علاقة طيبة بالسعودية نظرا للتقارب العام بينهما . و إذا رأيت هجوم السلفيين على الإخوان فستعرف أن الإخوان لم يتماهوا مع السعودية التي لا يخفى عليك اعتمادها على الفكر - السلفي - بشكل أساسي في كل ما هو ديني . أما مسألة إقامة الكثير من القيادات في السعودية فهذا الأمر لا علم لي به كما أننا يمكن أن نورد مثال إقامة قيادات حماس في سوريا فهل هذا يدل على تقارب إيديولوجي ؟؟؟
خامسا : الديموقراطية باعتبارها آلية : حكمة بشرية نسبية طورها الغرب و يمكننا أن نستفيد منها بدون عقد . نطرحها للتساؤل و النقاش و التحليل دون أن تصادم شريعتنا الغراء . في ديننا هناك قيم كبرى سطرها القرآن و سيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم يمكن أن نلخصها في الشورى و العدل : أما الآليات فأعترف أنها تطورت عندهم أكثر منا و بالتالي فلا حرج عندي من الاستفادة من آليات الديموقراطية .