السيد مزيان بلفقيه: إصلاح المؤسسة التعليمية يجب أن يستهدف إعداد التلاميذ للحياة المهنية والمواطنة
(19/1/2008)
أكد السيد عبد العزيز مزيان بلفقيه مستشار جلالة الملك والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للتعليم، أن إصلاح المؤسسة التعليمية الذي يشكل قضية مركزية بالنسبة للمغرب، يجب أن يستهدف إعداد التلاميذ للحياة المهنية والمواطنة. وأوضح السيد بلفقيه في محاضرة ألقاها مساء يوم الخميس بالدار البيضاء في موضوع "النظام التربوي المغربي والإصلاحات المطلوبة".
أن الإصلاح المطلوب ينبغي أن يكون له هدف محدد يتمثل في إعادة ترسيخ الدور الأساسي للمؤسسة التعليمية المتجسد في "التعليم والتربية وإعداد التلاميذ للحياة المهنية والمواطنة وإعطاء كل طفل إمكانية إبراز مؤهلاته". وأشار إلى أن هذا الدور المهم يستلزم الانخراط الكامل والقوي لكل مكونات الأمة،السيد ويتطلب توافق الجميع حول ما هو أساسي، مضيفا أن إصلاح المنظومة التعليمية يحتاج إلى عمل كبير على اعتبار أن المؤسسة لا يمكن أن تتغير بين عشية وضحاها.
وأبرز أنه يتعين التعاطي مع عملية الإصلاح وفق رؤية عميقة بمشاركة وتعبئة الجميع، معتبرا أن هذه العملية تتطلب عملا منسجما ومتناسقا. وأكد في الوقت ذاته على أهمية وجود وعي متزايد وقوي بشأن ضرورة هذا الإصلاح بالنظر إلى أنه أصبح من الضروري مواجهة المشاكل الحقيقية. وذكر السيد بلفقيه بأن وضعية التعليم أصبحت أفضل مقارنة مع ما كانت عليه في العام2000 خاصة بفضل تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
وتطرق في هذا الصدد إلى التقدم الحاصل في ما يتعلق بتعميم التعليم واستكمال عملية إعادة التنظيم البيداغوجي لأسلاك التعليم الابتدائي والإعدادي، ودخول نظام شهادة ماستر الدكتوراه حيز التطبيق بالجامعات، وإحداث هياكل للتدبير اللاممركز، وتحسين الظروف المادية والاجتماعية لنساء ورجال التعليم ومراجعة المناهج المدرسية (الكتاب المدرسي).
وسجل المحاضر أن عدد التلاميذ بالمغرب يبلغ حاليا ستة ملايين، أي زائد مليون عما هو عليه الحال سنة2000 ، مشيرا إلى أن الطلب ارتفع بنسبة6 بالمائة بالنسبة للتعليم الابتدائي و12 بالمائة بالنسبة للفئة العمرية (19 /24 سنة). وتابع أن نسبة التمدرس التي شهدت تطورا قويا، تزايدت ب15 نقطة منذ سنة2000 ، علاوة على قرب ربح رهان تعميم التمدرس بالسلك الابتدائي، حيث تم في هذا الصدد القضاء بشكل كبير على الفوارق بين المناطق وبين الجنسين بالنسبة للفئة العمرية (6 /11 سنة) وكذلك بالنسبة لعملية تمدرس الفتاة القروية التي انتقلت من62 بالمائة سنة2000 إلى87 بالمائة سنة2007 .
ومع ذلك يضيف السيد بلفقيه - ما تزال هناك بعض المشاكل تتعلق بمردودية النظام التعليمي الذي يبقى دون التطلعات (أعداد التكرار والتسرب)، علاوة على الضعف المسجل في التجهيزات (تجهيزات غير كافية أو غير ملائمة)، وكذا تعبئة المجتمع التي ليست قوية ودائمة بالشكل الذي يتطلبه الوضع. وأشار إلى أن هناك مجهودات يتعين بذلها من أجل الرفع من طاقات استقبال التلاميذ، ومن أجل مزيد من تعبئة الموارد البشرية والرفع من نسبة التغطية بالعالم القروي.
وفي سياق متصل، قدم المحاضر لمحة عن الخطوط العريضة للبرنامج الأولوي (2009 /2001 ) الذي يهدف إلى جعل عملية إجبارية التمدرس حتى سن15 سنة، ناجعة وتجري في ظروف جيدة. و بخصوص السلك الابتدائي، فإن الطموح في إطار البرنامج هو بلوغ نسبة تمدرس95 بالمائة سنة2011 بالنسبة للفئة العمرية (6 /11 سنة)، وكذا تحقيق مستوى نجاح بنسبة90 بالمائة في عملية ولوج الإعداديات بالنسبة للتلاميذ المسجلين سنة2008 .
ومن أجل بلوغ هذه الغاية، سيتم التركيز على توسيع شبكة المدارس الابتدائية، وتحفيز هيئة التدريس، وإعادة تفعيل تعبئة القرب (سلطات وجماعات محلية والمجتمع المدني) حول شؤون المدرسة.
أما بالنسبة للتعليم الإعدادي، فإن الأمر يتعلق بالانتقال إلى نسبة90 بالمائة سنة2011 بالنسبة للفئة العمرية (12 /15 سنة) مقابل74 بالمائة حاليا، وتقوية عملية التأطير اعتبارا من سنة2008 ، وتعزيز التأطير البيداغوجي المباشر للمؤسسات التعليمية، والرفع من عدد الإعداديات ببناء ألف مؤسسة مع تجديد الإعداديات الموجودة.
وبخصوص التعليم ما قبل المدرسي، فإن الهدف يكمن في تعميم ولوجه في أفق2015 ، وترسيخ تكوين يأخذ بعين الاعتبار الواقع والخصوصية المغربيين. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، فإن الأمر يتطلب إحداث ألف مدرسة يمكنها استقبال حوالي100 ألف طفل.
ويتطلب هذا البرنامج استثمارا في حدود5 ملايير سنويا، يمكن تعبئته من خلال الاستعمال الجيد للاعتمادات المخصصة لقطاع التعليم (30 بالمائة من الميزانية و7 بالمائة من الناتج الداخلي الخام) وتنويع الموارد واستغلال آليات التمويل الجديدة.
d8s منقول عن موقع المنار.....
www.menara.ma
كم نتمنى ان تكون الارقام صحيحة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟