هل ستخصص الدولة لكريمات لنساء ورجال التعليم؟
طلعت علينا أسبوعية مغربية بلائحة تضم بعض المواطنين المغاربة المنعم عليه برخص النقل البري بين المدن ( لكريما) يتراوح مدخول الواحدة من هذه الرخص بين 50000 خمسون ألف درهم و 20000 عشرون ألف درهم كحد ادنى شهريا ، وبعض هؤلاء الأشخاص رياضيون مغمورون لم يقدموا للمغرب ما يستحقون عليه الصفع والركل ،وبالأحرى هذه الهبات السمينة وهذا المدخول الخيالي بلا تعب ولا كد ولا اجتهاد ، كما يوجد من بينهم اشخاص مجهولون غير معروفين فلا هم مقاومون قاوموا المستعمر الغاشم ولاهم مغامرون غامروا بحياتهم من أجل قضية مقدسة أو هدف نبيل ، وهكذا لله في سبيل الله منحت لهم الدولة رواتب شهرية لم يقضوا من أجلها سنوات على مقاعد المدارس الباردة ولا تصببوا عرقا طيلة حياتهم من أجل أن يستحقوها ، ولا أتوا من أجلها بفتح مبين ، يأكلونها باردة كما يقول المغاربة .هبة في طبق من ذهب سقطت عليهم من السماء .
وقد تتساءلون وما مناسبة هذا الحديث؟ فهذه أمور معروفة في المغرب منذ الأزل ويعرف العادي والبادي أن الأمتيازات تعطى للمخبرين والبركاكة ولا تعطى للمثقفين والمناضلين والمقاومين الحقيقيين .ولمن يستحقها عن جدارة.
ألسنا نحن نساء ورجال التعليم هم المقاومين الحقيقيين ، ألسنا نحن من يقاوم الجهل والتخلف، و على أيدينا تعلم كل هؤلاءالموجودين- وبدون استثناء - في مراكز القرار من أعلى القمة إلى اصغر واحد في قاعدتها ،
ألسنا نحن من علم ..؟
و ألسنل نحن من ربى ؟
ألسنا نحن من أنشأ و كون ؟
ألسنا نحن بناة مستقبل الأجيال ،و أجيال المستقبل؟
فلا يجب أن يتغاضى أي واحد عن هذه الحقيقة ،ولن ينكر فضلنا إلا جاحد نعمة .
طيب كلام جميل وماذا بعد؟
أليس رجل التعليم هو الأولى بهذه الهبات وهذه الإكراميات ؟ أليس هو الآخر أحق برخص نقل ؟ رياضي يأخذ رخصة تدر عليه 50000 ألف درهم شهريا بسبب نتيجة مقابلة واحدة أدخلت السرور على أحد المسؤولين ،وفي عز نشوته أمر له بكيس فيه رخصة نقل .أما رجل التعليم وامرأة التعليم الذي يدخل السرور كل يوم ،وكل ساعة ،وكل سنة ،إلى كل بيت ،في كل قرية، وفي كل مدينة ،وفي كل مدشر ،بل ويدخل السرور إلى كل الوطن،ما هو نصيبه من هذا كله ؟ رجل التعليم الذي يطارد الظلام أينما كان ليحل محله النور ؟ ما هو نصيبه من خيرات بلاده وترواثها البرية والبحرية ؟ ما هون صيبه من الغنيمة ؟بل قل من الوزيعة بتعبير أدق ؟
رخص استغلال مقالع الرمال ......
رخص استغلال مقالع الرخام.......
رخص الصيد في أعالي البحار......
ورخص استغلال الاشكاك .......
ورخص استغلال لوحات الإشهار..
بل ورخص فتح مدارس حرة .....التي رجل امرأة التعليم أولى بها من أي كان .....
رخص.. ...في رخص.... في رخص
ثراء ....في ثراء .....في ثراء......
نصيب نساء ورجال التعليم من هذا كله : رخصة العيش على الهامش ،نصيبه أن يعيش على الهامش محروما ومقهورا ومحكورا . نصيبه أن يعيش عيشة الذبانة في البطانة ،على حد قول ناس الغيوان
ونصيبه ما ترونه فيه من سوء حال ومن ضيق ذات اليد ،ومن كثرة السؤال .ومن كثرة التردد على شركات السلف والقرض ........وو...و....و....وو، وما إلى ذلك من المآسي التي لا تعد ولا تحصى
نصيبه ياسادة يا كرام فقر.... في فاقة..... في حاجة .....
نحن نساء ورجال التعليم شرفاء ،لا نريد لا رخصة نقل ولا رخصة اقتلاع رخام ولا بيع رمال ولا رخصة استغلال كشك ولا ....ولا.... لا ما إلى ذلك ،لا نريد أي شيء مما نسمعه من توزيع بالتقسيط لترواث الوطن على شكل هبات ،
نحن نكسب قوت يومنا بعرق جبيننا ، وبمجهوداتنا ،وبإحراق أعصابنا ، لا نطالب سوى بحقوقنا المتمثلة في تسوية أوضاعنا بالزيادة في أجورنا لنجابه هذا الغلاء الفاحش من تصاعد لأثمنة الدواء والغذاء والتدريس والتطبيب والكراء والبناء ، نحن لا نبحث عن الرفاهية ، نحن نتوق إلى الحد الأدنى من العيش الكريم وهم يحبون لنا العيش الضنك .
لقد زجوا بنا في أنفاق مسدودة بلا أمل وبلا غد مشرق ، كنا نتمنى الأقصى فإذا بنا نفقد الأدنى .كنا نحلم برغيف شريف فإذا بنا لا شرف ولا رغيف .
فلتفرج المندوبية السامية للتخطيط عن إحصائياتها الحقيقية لتروا أين يتموقع رجل وامراة التعليم ، إنه يستقر في آخر الترتيب في السلم الإجتماعي بسبب السياسات غير الشعبية الممنهجة المتبعة والرامية إلى تحجيم دور المدرس ودور المدرسة العمومية المغربية وإلى القضاء على سمعتها وإطفاء جدوتها ونورها ،لتصبح آلة لتفريخ العاطلين المستعدين للعمل في ضيعاتهم والإشتغال في ابناء فيلاتهم وعماراتهم والعمل سائقين وكريسونات في حافلات أبنائهم التي يشغلونها للإستفادة من الرخص المنعم بها عليهم وعلى أبنائهم ، أبنائهم الحاملين لشهادات من كندا وأمريكا ،ومن مدارس يملكها ذووهم وأقرباؤهم.فهل بإمكانك أنت يا رجل التعليم ويا امرأة التعليم ولو مجتمعين أن تؤدوا عن ابنائكم راتب سنة كاملة و في شهر واحد في واحدة من مدارسهم ؟ وأنتم محرومون جتى من منحة لا سمن ولا تغني لابنائكم ليتابعوا دراسنهم ليتخرجوا بعد ذلك عاطلين يمتهنون النوم على رصسف البرلمان يتغذون ويتعشون يبيتون وبفطرون على هراواتهم ون أنتم لا تستطيعون براوتبكم الهزيلة إعالة أبنائك تلبية حاجياتهم أسركم اليومية الضرورية وبالأحرى.............
في هذا البلد العزيز يتم تمجيد الشيخة والعاهرة والقوادون ويتم اواحتقار و ازدراء الشرفاء وعلى رأسهم طبعا أنتم نساء ورجال التعليم ، فجربوا حضكم في اية إدارة عمومية أو خاصة ، حيث وليتم يتم استبعادكم ،يتم استبعادكم لأن منظركم مقزز من علامة الجد البادية عليكم ، من علامات الفقر والحاجة التي تلفكم ، فلباسكم الذي هو من الجوطية دائما ينم عن مظهر غير لائق في نظرهم لأننا هنا في هذا الوطن العزيز نهتم بالقشور ، أما اللباب والجوهر فاحتفظوا به لأنفسكم ......
هم لا يعرفون أو لا يكترثون لعدد الساعات التي تقضونها آناء الليل وأطراف النهار لتحضير دروسكم ولتصحيح كراسات تلامذتكم ، هم غير مهتمين بالطاقات التي تحرقونها وأنتم تبنون أجيالا تلو الاجيال ......
وهم لا يعلمون أو لا يهمهم ما يعانيه الإداريون وعلى رأسهم الملحقون التربوين وملحقو الإقتصاد والإدارة من محن ومن أتعاب من جراء مهامهم التي لا تعد ولا تحصى .
أوليس هؤلاء أولى برخص النقل والهدايا والعطايا والهبات ؟
يا سيدي...... لا تعطوهم شيئا ، من فضلكم ،ردوا إليهم فقط ترقيتهم التي حرمتموهم منها ،علما وظلما ،وزيدوا في رواتبهم وحددوا مهامهم واختصاصاتهم كما فعلتم مع أطر الإدارة التربوية التي كان عليكم أن تمنحوهم هم أيضا أسوة بالرياضيين رخصا للنقل بين المدن أو على الأقل بين المدارس التي يسيرونها مادام هدفكم أن تفرقوا بين أعضاء جسم واحد....... لتسودا وتحكموا .
وإلى حديث آخر بحول الله .
هل ستخصص الدولة لكريمات لنساء ورجال التعليم وللملحقين بالخصوص؟
المواضيع المتشابهه
