بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم زايد، أعود بك إلى أسئلة أخرى:
- في هذه الآونة تعرف الساحة جدلا كبيرا حول اضطهاد المرأة... والبعض يذهب منهم إلى أن الإسلام ظلم المرأة في حقوقها... كيف ترى هذا الجدل؟
أخي وعزيزي معمري ، الحياة لابد فيها من الاخيار والاشرار..من السلم والحرب ..من الحق والباطل ..وغير ذلك مما يعتبر من توابل الحياة التي لا بد منها ..نحن في الحياة الدنيا وليس في الجنة ..نحن بشر ولسنا عالما من الملائكة ، وبالتالي هذا الكلام قد نجد من يردده من المسلمين بالاحرى الكافرين والمستشرقين. ليقولوا ما يريدون ..لان كلاما من هذا النوع سيدفع العلماء الى قول الكثير عن دفاع الاسلام عن المرأة..سيكفي لتدفق كتب ..ومقالات شتى في الموضوع ..ويكفينا نحن ان الاسلام كان سباقا الى تحرير المرأة من العبودية بعد ان كانت شيئا من الاشياء ..وكانت تتوارث كما تتوارث الامتعة ... الاسلام اعطى للمرأة حق اختيار الزوج ..أعطاها حتى حق الطلاق في بعض الحالات ..أعطاها حق الخروج للمرأة عند الضرورة .
قضية الاختلاط بين الرجل والمرأة من القضايا الشائكة التي كثر حولها الكلام والحديث، وحدث فيها كثير من خلط الأوراق بين مؤيد للاختلاط المحرم وداعيًا إليه ومرغبًا فيه، بل إن هناك من يدعو إلى المحرمات الظاهرة والفواحش البينة تحت دعوى رفع الظلم عن المرأة المسجونة في سجن الرجال، أو إن شئت قلت في سجن الدين.
وبين أطراف أخرى يجعلون المرأة كالعصفور الحبيس داخل القفص، ويحاول أن يقنعه أن هذا القفص جميل ولا بد أن يموت بداخله مهما كانت الظروف
ولكي نفهم هذا الهدي فلا بد لنا أن نتأمل قول الله ـ عز وجل ـ في سورة القصص على لسان ابنتي شعيب حيث قالتا: {لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} [القصص:23].
ـ وهكذا سجل القرآن هذا المشهد الجليل، عبرة لأولى الألباب، وعظة للنساء وكيف يكون خروجهن؟
فليس الخروج بلا سبب وبلا حاجة، بل هو ضرورة ملحة وحاجة ماسة، خروج لا اختلاط فيه ولا زحام، ولا فتنة فيه ولا إغراء، خروج كله عفة وطهر واحتشام.
إن الإسلام لا يحرم على المرأة الخروج لحاجة وسبب مهم، سواء أكان للتعليم أو للعلاج أو زيارة مريض، أو صلة رحم، أو العلم إن كان هذا العمل مباحًا خاليًا من المحرمات الشرعية والاختلاط، لا بد أن يكون هذا العمل أيضًا مفيدًا للمرأة وللأمة على حد سواء، وللمرأة أن تذهب إلى أي مكان مع محارمها.
ـ وفي المقابل انظر ماذا جلب لنا الاختلاط من النظرات المحرمة، وكثيرًا من الكلمات الفارغة، فتعددت قصص الحب والغرام، وغضب كل زوج على زوجه، فقل الحب في البيوت، وكثر على قارعة الطريق، وفي مكاتب العمل، وقاعات الدروس..وهاهم الذين يدافعون عن المرأة وعن حريتها المطلقة ، يستغلونها ابشع استغلال... خاصة من الناحية الاخلاقية...صارت سلعة معروضة للبيع على قارعة الطريق .
ايام زمان ، كان الرجل إذا غضبت زوجته وهجرت البيت ، لايصبر على فراقها ، يشتري قالبين من السكر ثم يعدو على إثرها لمصالحتها ، وحتى هي ..كانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر .الآن تبدل الحال الى الاسوأ ، تغضب المرأة او لا تغضب ، لايهم ، فهو يقضي حاجته في الخارج على كل حال ..فذهبت بذلك هيبتها ونزلت بورصتها الى الادنى
- هناك من يحاول بعث الشكوك في نفوس الآخرين بتساءلات حول آيات القرآن الكريم بطريقة لعبة الكلمات - خواطر قرآنية - هذا العنوان يحميهم من الوقوف في وجوههم ومنعهم [حرية التعبير]... ما هو الحل في نظرك لتمزيق رسالتهم الملعونة هذه؟
الحال بسيط يا أخي ، الرد علهيم بالدليل والبرهان..اللعن والشتم والتكفير لا ينفع ، لان قنوات تمرير الافكار أكثر من أن تحصى ..المرئية والمسموعة والمكتوبة بالاضافة الى الاكبر من ذلك كله: الانترنت. الافكار الهدامة او المشككة ستمرر- ضم التاء- مهما فعلت ، لذا لا مناص من مقارعة الحجة بالحجة ..من تفنيد الاراء الخاطئة والنظريات الهدامة ..إن لم يكن من أجل إقناع صاحب الرأي ، فلإقناع باقي القراء حتى لا ينجرفوا ..
- هناك من يحاول إحياء "نظرية النشوء والارتقاء" نظرية داروين... هذه المحاولة من ورائها ضرب في عمق الإسلام كما هو الشأن لما سلف... ما هي رسالتك إلى المسلمين للحذر من مثل هذه الفيروسات؟
ومن أكون يا أخي معمري حتى أخاطب المسلمين في عمومهم ؟ سامحك الله ..هل أكون مفتي الازهر ؟ههههه
لا عليك من حقك ان تثير السؤال .
شخصيا وفي نظري المتواضع ، لا التفت مجرد التفاتة لهذه النظرية ، لانها مرفوضة من اساسها. نحن المسلمون نعلم ان الله أنزل آدم وحواء من الجنة ..وان آدم سبق ان نال حفلة تكريم من الملائكة في حضرة ربانية ، فهل سيقول لنا داروين ان المكرم كان قردا ؟
ولنفرض جدلا ان الانسان تطور عن قرد ، فلم توقف التطور ؟ فم لم لم تتطور باقي القرود ؟ المفروض الا يبقى هناك قرد على الارض باعتبار انهم تطوروا الى بشر .. ؟
ولان الله هو خالق الكون والمخلوقات ، فهل يعقل هذا العبث الذي ليس بعده عبث ؟ ان يجعل الله اصل الانسان من قرد ؟هل هذا الفعل يناسب الله الحكيم الرحيم ؟ وهل كانت هناك ضرورة ألجأت الله - معاذ الله - الى ذلك القانون الطبيعي ؟ نعم ..تطورت كائنات كثيرة ..وتبدلت مع آلاف وملايين السنين من حال الى حال ، ولكن ان يكون جدنا قردا ، هذا غير معقول طبعا.
- العالم بدأ يتغير... ملامح، ومعايير باتت تبرهن على أن كل الحضارات من شأنها علانية أو سرا طمس الحضارة الإسلامية بجميع الآليات الممكنة... وقد تأدي في النهاية إلى حرب عالمية إنما ثنائية كل الحضارات ضد المسلمين...؟ ماذا ترى في هذا التنبأ؟
الاسلام كدين لن يطمس يا أخي ، مادام دستوره القرآن قد تكلف الله بحفظه : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. نعم قد يكون التدين ضعيف ..قد يكون الايمان ضعيفا " بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا" لكن الاسلام كدين سيبقى الى ان يرث الله الارض ومن عليها.
أما غلبة الحضارات المختلفة بما فيها الاسلامية ، فذلك يخضع لقانون " تلك الايام نداولها بين الناس " يوم لنا ويوم علينا ..ودوام الحال من المحال.
أرجو ان أكون وفقت في الجواب
مودتي
المواضيع المتشابهه
