دخلت كهفاً.
بدا بابه جميلاً ،مخضراً .
تقدمت إلى الامام ...التفت في حركة نصف دائرية ، فاختفى الضوء!!...
ساد المكان ظلام دامس.
صرخت ،استنجدت بخفافيش السقف، أبت ولم تشأ إلا أن تنقض على رأسي !!؟
تطايرت أفكاري ...
رأيتها تركض هاربة من مصير مفاجيء...
وبقيت أمد يدي في الظلام ، ولا أرى سوى الظلام .
عيناي تختنقان...
آخر حشرجاتهما كانت عند رجوع إحدى أفكاري .
نطقتْ بالحكم الآتي:"حكمت المغارة الموقرة على المتهمة ببتر جل أطرافها ،وإلقائها في بحر الأشباح السوداء ذات العيون النارية ."
أفزعني الحكم ...
أردت الاحتجاج ...
إذ ذاك نظرت بعينين مثقلتين بهول الصدمة.
رأيت أطرافي تبثر ،ورأيت نفسي ألقى في بحر الأشباح ذات العيون النارية ...
لكن الخفافيش القاسية ، رقت أفئدتها .
انتشلتني قبل أن أقع ...
جمعت أطرافي المتناثرة ...
وعيني التائهتين ،كانتا تبحثان عن منقذ ،فلم تجد إلا الخفافيش .أجل طيور الظلام !!!
أتت صاحبتي .هزتني من كتفي بعنف .
طارت كل الخفافيش .
اختفت المغارة .
لم تكن إلا لحظة تأمل !!!
06-04-1993