السلام عليكم اخي الفاضل
ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " فكل عمل لم يشرعه الله ولم يأمر به النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو باطل مردود ينزه الله تعالى عن أن يتقرب به إليه .
*************************
أما الاجتماع لقراءة القرآن وإهداء ثوابها للميت فهي بدعة ، ولو لم تكن بأجرة . فإن كانت بأجرة فهي حرام لأنها عملٌ لغير الله وما كان كذلك فلا ثواب فيه ، وأما أن يقرأ الإنسان القرآن ويهدي ثواب القراءة لقريب أو صديق من غير اجتماع ولا أجرة ففي ذلك قولان لأهل العلم أحدهما : أنه جائز وأنه يصل ثواب القراءة للميت .
والقول الثاني : أنه لايشرع إهداء ثواب القراءة لعدم الدليل على مشروعية ذلك .
وأما أن يعمل أهل الميت قراءة قرآن خاصة ، ويدعو الناس للطعام بعد ثلاثة أيام ، وبعد أربعين يوم فبدعة . وكل بدعة ضلالة ، وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " . فهذا العمل المذكور محدث في الدين فهو مردود ومن يفعله مأزور غير مأجور ، وأما دعوى أن روح الميت تزور البيت بعد أربعين يوما لتحصل على الأجر فكذب ، ولا أصل له ، وقد صدق من قال لك : أن النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته لم يفعلوا شيئا من ذلك ، وقد أحسنت أيها الأخ الكريم بسؤالك عما أشكل عليك ، وحرصك على معرفة سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ، والعمل بها ، وهذا هو الحق اللائق بالمسلم أن يكون همه أن يعرف الحق ليتبعه ، ويعرف الباطل ليتجنبه .
نسأل الله أن يثبتنا وإياك على الصراط المستقيم . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
من فتاوى الشيخ عبد الرحمن البراك
************************************************** ********
ولكن ما ذكر من اجتماع أهل الميت للعزاء ثلاثة أيام وقراءة القرآن وإهداء ثوابه إلى الميت فإن هذا من البدع التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد كره أهل العلم أن يجتمع الناس للعزاء في بيوتهم أو في مكان خاص والغالب أنه إذا حصل مثل هذا الاجتماع ولا سيما اجتماع النساء الغالب أنه لابد أن يكون مصحوباً بنياحة أو ندب وكلاهما محرم فإن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النائحة والمستمعة وعلى هذا فالواجب على المسلمين التخلي عن هذه البدع وأن ينظروا إلى طريقة من سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ويتمشوا على طريقتهم ولاشك أن الصحابة رضي الله عنهم قد أصيبوا بالأموات كغيرهم من الناس ولم يكن يحدث منهم ذلك وغاية ما ورد في هذا أنه لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم وأما إهداء القرآن إلى الميت أو قراءة القرآن للميت فإن أهل العلم اختلفوا هل يصل ثوابها إليه أم لا والصحيح أنه يصل ثوابها إليه ولكن استئجار من يقرأ القرآن له هذا هو الذي يكون حراماً لأن قراءة القرآن قربة والقربة لا يصح أخذ الأجرة عليها فلو استأجروا شخصاً يقرأ القرآن للميت فإن عقد الإجارة محرم والقارئ لا يملك الأجرة بذلك وليس له ثواب من قراءته لأنه أراد بها غير وجه الله والميت لا ينتفع بها حينئذٍ لأنها ليست مقبولة يترتب عليها الأجر والثواب وحينئذٍ يكون أهل الميت الذين بذلوا هذه الدراهم خاسرين وقد فات الميت ما يرجونه من الثواب وأما ما ذكره من الآيات التي أشار إليها الآيات التي تدل على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فالآيات الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة وأعظمها هذا القرآن العظيم الذي لا يزال معجزة حتى يأتي أمر الله عز وجل وقد ثبت للنبي صلى الله عليه وسلم من الآيات الكونية الأرضية والأفقية شيء كثير من أراد أن يراجعه فليرجع إلى ما ذكره أهل العلم في ذلك مثل البداية والنهاية لابن كثير مثل ما ختم شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه الجواب الصحيح به فإن فيه مقنعاً وكفاية.
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين
*********************************
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يشرع لأهل الميت صنع الطعام سواء كان من مال الورثة، أو من ثلث مال الميت الذي أوصى به ولو أوصى بصنعه، لأنه خلاف السنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه أتاهم أمر يشغلهم " رواه أحمد و أبو داود والترمذي.
فالسنة أن يقدم هذا الطعام لأهل الميت، لا أن يصنعوه وينشغلوا به زيادة على انشغالهم بمصابهم.
وقد قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه " كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من الناحية" رواه أحمد.
واعتقاد أن هذا العمل ينفع الميت اعتقاد غير صحيح، لأن النياحة مما يتأذى به الميت، وإذا كان هذا الطعام يصنع من مال الورثة وفيهم ُقصر، أو من لا تطيب نفسه بحقه فيه فإن فيه منكراً آخر، وهو الاعتداء على حقهم.
ولا يشرع قراءة القرآن للميت على الوجه الوارد في السؤال، لأنه عمل محدث، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، واستئجار مقرئ لذلك منكر آخر، وقد قال العلماء: إن القارئ لأجل المال لا ثواب له، فأي شيء يهدى للميت؟.
والحاصل أن المشروع: الإحسان إلى أهل الميت ومواساتهم، وتعزيتهم، وصنع الطعام وتقديمه إليهم، والدعاء للميت، وإخراج الصدقة عنه.
والله أعلم.
منقول من موقع الشبكة الاسلامية
**************************
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
اعلم أرشدك الله لطاعته ورزقك التمسك بالسنة والاعتصام بها أن هناك أموراً كثيرة قد أحدثت في دين الله في جوانب كثيرة من جوانب العبادات والمعاملات والأنكحة والعقوبات وغيرها. ومن هذه البدع التي كثرت في العبادات الصورة التي ذكرتها في سؤالك من اجتماع الناس بصفةٍ معينةٍ ويقرأ فيهم شيخ أو غيره القرآن ثم بعد ذلك يدعون للميت بشكل جماعي …إلخ ذلك من هذه المراسم المحدثة فهذا لا أصل له لكن المشروع هو الدعاء للميت والاستغفار له لما ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دفن رجلاً من الصحابة ثم قال: "استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل". [رواه الحاكم وهو صحيح]. وأما قراءة القرآن بحيث يقرأ الرجل منفرداً في بيته أو في المسجد ثم يهدي ثوابها إلى الميت فمن أهل العلم من منعها محتجاً بقوله تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) [النجم: 39]. ومنهم من أجازها محتجاً بعموم الأدلة التي فيها وصول النفع إلى الميت وهو الصواب إن شاء الله ولكن بدون تلك المراسم التي يفعلها كثير من الناس من اجتماع واستئجار قارئ وغيرها. والله تعالى أعلم.
من نفس الموقع أعلاه
*****************************
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : ( الاجتماع في بيت الميت للأكل والشرب وقراءة القرآن بدعة .. وإنما يؤتى هل الميت للتعزية والدعاء ، والترحم على ميتهم ، أما أن يجتمعوا لإقامة مآتم بقراءة خاصة ، أو أدعية خاصة أو غير ذلك فذلك بدعة ، ولو كان هذا خير لسبقنا إليه سلفنا الصالح )
********************
وخير الهدى هدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم