مند 1985 حينما كان التلاميذ ينتقلون من قسم لآخر بقرارات إدارية أنتجت الكارثة الحالية للمدرسة المغربية
أكادير -
امحمد خيي
اعتبرت لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، أن مأساة التعليم المغربي نتاج لاعتماد السيولة بالتعليم الابتدائي ﻤﻨﺫ 1985 حينما كان التلاميذ تنتقلون من قسم لآخر بقرارات إدارية أنتجت الكارثة الحالية للمدرسة المغربية، مؤكدة أن اشتغال الوزارة حاليا منكب على التعليم الابتدائي الذي فقدت الوزارة السيطرة عليه، حيث تعتبر أنه «لم يعد مسموحا لنا أن نخطئ، فلابد لنا أن ننجح هده المرة خاصة أن إمكانيات النجاح متوفرة أكثر من أي وقت مضى بفضل التعبئة الشاملة و الدعم الحكومي و الانخراط الجماعي الذي أصبحت تظهر بوادره».
و كشفت المتحدثة أن «البرنامج الاستعجالي أتى بإمكانيات كبيرة من أجل تأهيل المؤسسات التعليمية بتوفير المرافق الضرورية و الوسائل التعليمية مع ضمان تكافؤ الفرص بين الممدرسين بتوفير الإمكانيات النفسية و المادية لهم» إلى جانب الاهتمام بالعنصر البشري الذي يبقى «الشغل الشاغل للوزارة بوضع الأستاذ على رأس الهرم» من خلال الاهتمام بأوضاعه المهنية و الاعتبارية و المادية»، مضيفة أنه من المرتقب إعادة النظر في مواصفات ولوج مهنة التدريس و تحويل مسؤولية التكوين للجامعات، باعتبار أن «شأن المدرسة ليس شأنا عاديا، بل شأن وطني يتطلب منا جميعا الكثير من نكران الذات، و نحن نعتبر حكامه المنظومة و عصرتنها أساسا للارتقاء».
ونفت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، في لقاء مع الصحافة عقب زيارة تفقدية لمجموعة من المدارس بجهة سوس ماسة درعة، وجود أي إشكال قانوني فيما يتعلق بانعقاد المجالس الإدارية للأكاديميات لكون القانون 07.00 ينص على انعقاد هده المجالس دون تحديد وقت معين، وردت التأخر الحاصل حاليا إلى حجم العمل الذي تطلبه البرنامج الاستعجالي و الحرص على تقديم البرامج الاستعجالية الجهوية للمجالس الإدارية التي ستنعقد خلال يوليوز المقبل، والتي سيتم خلالها أيضا تقديم الميزانيات النهائية وحصيلة السنة الدراسية، مع تحديد ترتيبات الدخول المدرسي للموسم المقبل. وستسعى الوزارة كذلك لعقد دورة أخرى للمجالس الإدارية خلال نونبر المقبل لضمان توفر الأكاديميات على ميزانياتها النهائية بداية يناير.
و في جانب آخر، أكدت المتحدثة أنها ترغب في رؤية العدد الهائل من الاعتمادات المالية التي أضافتها الوزارة لميزانية الأكاديميات تنعكس على المؤسسات التعليمية، و أن الإدارات المختلفة إقليميا و جهويا و مركزيا ليست إلا دوائر لتوفير شروط اشتغال هده المؤسسات التي ساءت أحوالها كثيرا، قبل أن تستدرك أنها تلامس «شيئا جديا يحدث داخل المنظومة التربوية ولابد من خلق تعبئة داخلية أولا من أجل مواصلة الإصلاح عبر تقديم مشاريع حقيقية تعيد للمدرسة ثقتها و مجدها».
الوزيرة التي أشرفت على تأسيس جمعيات «دعم مدرسة النجاح» بمدارس في أكادير و التي سيتم تعميمها وطنيا، قالت عن هدا المشروع الجديد لا تنوي الوزارة من خلاله «سحب البساط من تحت أقدام مجلس التدبير و جمعيات الآباء، بل جاءت لتفعيل هده المجالس و خلق إطار إضافي للعمل داخل المؤسسات التعليمية و تمتيعه بإمكانيات مادية ستصل إلى مائة مليون درهم سنويا لدعم مشاريع المؤسسات»، كما أن الوزارة تفكر في تفويت اعتمادات الصيانة الوقائية كمفهوم جديد جاء به البرنامج الاستعجالي و التي رصدت لها 100 مليون درهم أيضا.
و في سياق آخر، قالت الوزيرة إن التلميذ هو المكون الأساسي في منظومة التعليم و لابد من ضمان تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، لهدا تبدل الوزارة حسب المتحدثة جهودا كبيرة في الدعم الاجتماعي لكافة التلاميذ مع إقرار إصلاح شامل لجميع الداخليات و شراء الأدوات اللازمة و الكتب المدرسية و تعميم المحفظة المكتملة لكل التلاميذ الجدد بالإضافة إلى المبادرة الملكية مليون محفظة. و قالت المسؤولة الحكومية إن الخصاص من الموارد البشرية يضر بالمنظومة التربوية كثيرا، و كان من اللازم معالجته بدءا من هدا الموسم أولا بعقلنة الحركة الانتقالية و بتوظيف أعداد جديدة من المدرسين بشكل مباشر من حاملي الشهادات العليا و تعيين خرجين جدد و تغطية باقي الخصاص عبر التعاقد.
المصدر: جريدة «
أخبار اليوم» / العدد: 91 / الاثنين 15 يونيو 2006 / الصفحة: 6